كيف يتم علاج سكر الحمل وماهي أعراضه ومضاعفاته الظاهرة؟

يصيب سكر الحمل نسبة قليلة من النساء الحوامل، لكنه يتسبب في الكثير من المشاكل عند الحمل للأم والجنين، فما هي أعراض سكر الحمل وهل يشكل خطورة على حياة الأم والجنين؟ هذا ما سنعرفه تفصيلا في المقال التالي.

Share your love

سكر الحمل من أنواع مرض السكر الذي يستهدف فئة النساء الحوامل فقط، حيث أنه يصيب حوالي 6% من النساء في فترة الشهور الأولى أو الأخيرة من الحمل، على الرغم من أن نسبة حدوثه قليلة ويعتبر من أقل أنواع السكري خطورة، إلا أنه لا يجب التأخر في علاجه أو إهماله، فمضاعفاته قد تشكل خطورة كبيرة على حياة الأم والجنين معا، ولتجنب ذلك على المرأة الحامل اتباع كافة التعليمات والنصائح الطبية من قبل الطبيب المختص لتجنب حدوث سكر الحمل ومضاعفاته، علماً بأن نسبة الشفاء منه مرتفعة في معظم الحالات حيث يحدث تلقائيا بعد الولادة مباشرة.

[wpcc-script src=”https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js” defer]

نسبة السكر الطبيعية للمرأة الحامل

المعدل الطبيعي لنسبة السكر في الدم لدى المرأة الحامل في حال الصوم يُفترض أن يكون أقل من 96، وبعد ساعة من تناول الطعام يجب ألا تتعدى نسبة السكر 140، أما بعد ساعتين من تناول الطعام فيجب أن يكون أقل من 120.

أسباب الإصابة بسكر الحمل

من الأسباب الرئيسية لحدوث سكر الحمل هو نقص نسبة هرمون الأنسولين في الدم الذي يتم إفرازه بواسطة البنكرياس وهو المسئول بشكل رئيسي عن التحكم في نسبة الجلوكوز في الدم، وبالتالي فأي خلل يحدث في إنتاج الأنسولين يصبح غير قادر على أداء وظيفته في التحكم بكمية الجلوكوز مما يؤدي إلى ارتفاع نسبته وبالتالي الإصابة بسكري الحمل.

ويشير الباحثون إلى أن بعض الهرمونات مثل هرمون البروجسترون والاستروجين وهرمون الـ HPL لها دور في زيادة إنتاج الأنسولين من البنكرياس، كما أن وجود اللبتين والرزستين والتسيتوكين أحد الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بسكر الحمل، وفي دراسات أخرى أجريت مؤخرا ثبت بأن العوامل الوراثية لها دور أيضا في الإصابة مثل اكتشاف خلل في بنية الجلوكوكيناز ذلك الإنزيم الذي يؤثر على عملية إفراز الأنسولين.

من هن النساء الأكثر عرضة لسكر الحمل؟

  • قد تزداد فرصة الإصابة بسكر الحمل إذا كانت المرأة أصيبت به في حمل سابق.
  • إذا كان هناك تاريخ عائلي للإصابة بداء السكري.
  • للسن دور في احتمالية الإصابة، فإذا كان عمر المرأة الحامل يفوق الـ 35 عاما من الممكن أن تكون أكثر عرضة من غيرها من النساء للإصابة بالسكر أثناء الحمل.
  • إذا سبق للمرأة أن أنجبت طفل ميت.
  • إذا أنجبت سابقا طفل بوزن زائد عن 4.5 كلغم.
  • للوزن تأثير أيضا على احتمالية الإصابة، فالنساء اللواتي يعانين من زيادة الوزن أو السمنة سيتعرضن لخطر الإصابة بالسكر في فترة حملهن.
  • على المرأة الحامل أن تعي جيدا قبل التفكير بالتدخين أثناء الحمل لأن التدخين والتدخين السلبي له دور في احتمالية إصابتها بسكر الحمل.
  • أثبتت الدراسات والأبحاث الطبية أن تكيس المبايض له تأثير مباشر على مقاومة الجسم للأنسولين حيث أنه يساعد على رفع معدل الجلوكوز في الدم.

أعراض سكر الحمل

لا تظهر أعراض سكر الحمل بشكل واضح حتى أنه لا يمكن التنبؤ به إلا بعد إجراء بعض الفحوصات لتشخيصه، وذلك لأن أعراضه تتشابه أعراض الحمل العادية مثل الشعور الجوع وفتح الشهية بصورة مستمرة، إدرار البول بكثرة بسبب تخلص الجسم من السكر الزائد عبر إفراز البول، الإحساس بالعطش الشديد والحاجة لشرب الكثير من الماء، وفي بعض الأحيان تشعر المرأة المصابة بعدم وضوح في الرؤية، إضافة إلى التنميل، الغثيان والتقيؤ، والشعور بألم في المعدة، حدوث التهابات في البول والجهاز التناسلي والجلد.

كيف يتم الكشف عن سكر الحمل؟

يمكن الكشف عن إصابة المرأة الحامل بسكر الدم عن طريق الفحوصات الاعتيادية التي يقوم بها الطبيب المختص فور علمه بأن المرأة قد تكون عرضة للإصابة بالسكري أثناء الحمل أم لا، وعادة ما يطلب الطبيب من الحامل إجراء فحص سكر في الفترة ما بين الأسبوع 24 إلى الأسبوع 28 من الحمل، وفي حال وجود الأعراض التي ذُكرت أعلاه يتم إجراء الفحص قبل هذه الفترة، حيث يُعطى للحامل محلول الجلوكوز بنسبة 50 جرام قبل ساعة من أخذ عينة دم لها، وفي حال كانت نتيجة الفحص أكثر من 140 ملجم/ديسيلتر فإن الطبيب يطلب منها إجراء فحص آخر أكثر دقة للتأكد من الإصابة بالسكري، حيث يتم تحديد موعد مسبقا على أن تكون المرأة صائمة لمدة لا تقل عن ثمان ساعات، وبعد ذلك يتم إعطائها محلول الجلوكوز بنسبة 100 جم، ومن ثم تؤخذ منها عينة الدم لقياس مستوى السكر، ثم تتناول مرة أخرى نفس كمية المحلول بعد ساعة من إجراء الفحص الأول، وبعد ذلك يتم أخذ عينة جديدة من الدم، وإذا كانت نتيجتين من الثلاث نتائج التي أجريت أكثر من 95 ملجم/ديسيلتر تُشخص الحالة بأنها مصابة بداء سكري الحمل.

علاج سكر الحمل

لاستعادة مستوى سكر الدم إلى نسبته الطبيعية هناك بعض الإجراءات التي يقوم باتباعها الطبيب المختص، حيث أنه يستمر بمراقبة الأم والجنين طيلة فترة الحمل، وذلك من خلال عمل فحص بالسونار للاطمئنان على صحة الجنين ووزنه والسوائل التي حوله، كما يُجرى تخطيط لقياس نبضات لقلب الجنين.

وبعد إجراء فحوصات الاطمئنان على الجنين، يراقب الطبيب مستوى السكر في الدم يوميا لأربع مرات قبل الإفطار وبعد كل وجبة بساعتين أو قبل كل وجبة وبعدها بساعتين.

نظام غذائي صحي

وعلى الأم الحامل اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن كي لا تتعرض للسمنة الزائدة وبالتالي خطر ارتفاع مستوى السكر، حيث يمكن تناول خمس وجبات غذائية طيلة اليوم بدلا من ثلاث وجبات ثقيلة، على أن تخفف من نسبة الكربوهيدرات إلى ما نسبته 40% من مجموع السعرات الحرارية في اليوم الواحد بحيث يتم تناول ما مقدار 15-20 جم من الكربوهيدرات في وجبة الإفطار والوجبة الأخيرة قبل النوم.

وإذا كانت الحامل تعاني من الغثيان في الصباح يمكنها تناول قطعة أو قطعتين من البسكويت الخفيف أو الكعك المملح، وتناول وجبات متقاربة بكميات قليلة، وعليها الابتعاد قدر الإمكان ع الدهون المشبعة والمقليات، فيجب أن تقل نسبة الدهون المشبعة إلى أقل من 10% من السعرات الحرارية في اليوم الواحد، مع تناول غذاء غني بالمعادن والفيتامينات إضافة إلى شرب كمية كافية من الماء لا تقل عن 8 أكواب في اليوم.

ريجيم لسكر الحمل

ريجيم السكري للحوامل سيساعد على تنظيم مستوى السكر في الدم مع الحرص على تناول العناصر الغذائية الكاملة التي تحتاجها المرأة الحامل في هذه الفترة، وللحصول على أفضل النتائج يجب الالتزام بالحمية وشروطها قدر الإمكان والالتزام بمواعيد تناول الوجبات الغذائية كل ساعتين إلى ثلاث ساعات بين الواحدة والأخرى، مع الحرص على عدم إهمال أي من الوجبات حتى لا تتعرض الأم لنقص بمستوى السكر، ومتابعة قياس السكر باستمرار.

يمنع خلال اتباع الحمية تناول المشروبات الغازية، السكريات، العصائر المعلبة أو المحلاة، الحلويات بجميع أنواعها، المقليات، المايونيز الأطعمة المعلبة، السكر، الوجبات السريعة والأجبان كاملة الدسم، والمعجنات والفواكه المجففة.

الإفطار

تناول كوب من الحليب خالي الدسم بدون إضافة السكر، ربع رغيف خبز أسمر أو بلدي ويمكن استبداله بشريحة توست أسمر، بيضة مسلوقة أو جبن خالي الدسم بمقدار 30 جم.

وجبة خفيفة

تناول نصف كوب من عصير البرتقال الطازج دون إضافة سكر أو تناول ثمرة فاكهة واحدة.

الغداء

  • نصف كوب من اللبن الرائب خالي الدسم.
  • طبق من السلطة الخضراء.
  • مقدار 90 جرام من الدجاج أو السمك أو اللحم، ويمكن تناول ست ملاعق لحم مفروم.
  • مقدار نصف كوب خضار مطبوخ منزوع منه الدهون (يسمح بتناول كافة أنواع الخضار ماعدا البطاطس).
    نصف كوب من الأرز أو المعكرونة.
  • ربع رغيف خبز أسمر أو شريحة توست أسمر مع حبة فاكهة أو نصف كوب عصير طازج دون إضافة السكر.

وجبة خفيفة

نصف كوب حليب بدون سكر مع أربع قطع بسكويت دايت.

العشاء

تكرار نفس مكونات وجبة الغداء مع استبدال اللحوم بست ملاعق فول بدون إضافة زيت أو جبن قليل الدسم، مع الحرص على عدم تناول فاكهة في وجبة العشاء.

وجبة خفيفة

نصف كوب من الحليب بدون سكر أو اللبن الرائب، مع شريحة من الخبز الأسمر وبيضة مسلوقة واحدة أو شريحتي جبن.

ممارسة التمارين الرياضية الخفيفة

ينصح الأطباء المرأة الحامل والمصابة بسكري الحمل من ممارسة بعض التمارين الرياضية الخفيفة ثلاث مرات في الأسبوع على الأقل، فالرياضة تقلل من مستوى السكر في الدم، ولكن في حال كانت المرأة تأخذ الأنسولين لا وبد وأن تحمل معها قطعة من الحلوى وتتناولها فور شعورها بأعراض نقص السكر، ويمكنها تناول ثمرة فاكهة بمعدل 15 جم من الكربوهيدرات إذا مارست التمارين لمدة 30 دقيقة.

التحكم في الوزن

مراقبة الوزن من أهم الأمور التي يجب القيام بها خلال فترة الحمل وبالأخص لمرضى السكري، فكلما كان الوزن ضمن معدله الطبيعي كلما كانت نسبة السكر منتظمة أكثر في الدم ويمكن السيطرة على سكر الحمل، فزيادة الوزن أثناء فترة الحمل تعتبر جيدة إذا كانت ضمن الحدود الطبيعية، وحتى يتم التحكم في الوزن على المرأة الحامل أن تستهلك ما بين 200 إلى 300 سعرة حرارية أكثر مما كانت تتناوله قبل الحمل وهذا لا يعني أن تأكل عن شخصين فهذه المقولة خاطئة جملة وتفصيلا، فإذا كان وزن المرأة الحامل متوسط يجب أن يكون معدل الزيادة ما بين 11 إلى 16 كيلو بحيث تكون الزيادة أول ثلاثة أشهر 11 كلغم، بينما تزداد نصف كلغم كل أسبوع، حيث يتم توزيع الوزن وفق الجدول التالي:

  • 3.6 كلغم للجنين.
  • من 1 إلى 1.3 كلغم للمشيمة.
  • من 1 إلى 1.3 كلغم للسوائل المحيطة بالجنين.
  • من 1 إلى 1.3 كلغم لحجم الثدي..
  •  1.8 كلغم للدم.
  • أما الرحم فيشكل 1 إلى 2.2 كلغم.
  • وتخزين الدهون للولادة والرضاعة ما بين 2.3 إلى 4.1 كلغم.

اللجوء للأدوية

قد تضطر بعض الحالات إلى اللجوء لاستخدام الأدوية كحل أخير إلى جانب النظام الغذائي الصحي وممارسة التمارين الرياضية، وفي هذه الحالات على الرغم من اتباع جميع الوسائل تبقى نسبة السكر في الدم مرتفعة، فيقرر الطبيب المختص إعطاء المريضة الأنسولين كعلاج، وتزداد جرعة الأنسولين كلما تقدمت أشهر الحمل.

نقص السكر في الدم

في بعض الحالات قد يحدث نقص في مستوى السكر بالدم لدى المرأة الحامل إذا كانت تستخدم الأنسولين كعلاج، وقد يحدث ذلك عند عدم تناولها الوجبات الغذائية بشكل منتظم أو عند ممارسة الرياضة لمدة طويلة، وتكمن أعراض نقص السكر في الدم بشعور المريضة بالدوخة والصداع، والرجفة في اليدين، وستشعر فجأة بأنها جائعة جدا، كما ستشعر بالإرهاق الشديد الذي يصاحبه تعرق شديد بالجسم، وتشوش ذهني. إذا شعرت المرأة بأي من تلك الأعراض عليها التوجه فورا إلى الطبيب المختص أو قياس مستوى السكر، وفي حال كانت نتيجة القياس أقل من 60 ملغم/ديسليتر، عليها تناول وجبة غذائية تحتوي على السكر مثل نصف كوب من عصير البرتقال أو كوب من الحليب، أو تناول 4 قطع صغيرة من الحلوى، أو ملعقة من عسل النحل، ثم تقوم بقياس السكر مرة أخرى بعد مرور 15 دقيقة على تناول الحلوى، وفي حال استمر النقص عليها تناول قطعة أخرى ومراقبة السكر إلى أن تنتظم نسبته في الدم.

مضاعفات سكر الحمل على الأم

إذا كانت الأم منتظمة في اتباع إرشادات الطبيب لتنظيم مستوى السكر في الدم قد يحدث معها مضاعفات مثل الإصابة بارتفاع ضغط الدم، وتسمم الحمل، وحوالي 60% من النساء اللواتي لا يحافظن على مستوى السكر يتعرضن للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني بعد الولادة.

المضاعفات على الجنين

يؤثر سكر الحمل على صحة الجنين بشكل كبير إذا لم يتم معالجته أو السيطرة عليه، ففي الشهور الثلاثة الأولى من الحمل قد يتعرض لتشوهات خلقية في القلب أو الدماغ، ومن الوارد أن تتعرض الأم لخطر الإجهاض، وفي الشهور الوسطى من الحمل يزداد وزن الجنين عن الحد الطبيعي له مما يؤدي إلى تعسر الولادة، ومعظم الحالات تصعب الولادة الطبيعية ويلجأ الطبيب إلى خيار الولادة القيصرية، ومن الممكن أن يعاني الطفل بعد الولادة من نقص السكر في الدم لأن البنكرياس الخاص بالجنين يفرز المزيد من الأنسولين نتيجة لزيادة نسبة السكر في دم الأم، وقد يصاب الجنين أيضا باليرقان ولكن سرعان ما يختفي بعد أسابيع ولا يحتاج للعلاج، وقد يصاب الطفل بمتلازمة الضائقة التنفسية نظرا لعدم اكتمال رئتيه في النمو إلا أنه يتحسن تدريجيا، وفي بعض الحالات قد يتعرض الطفل إلى الموت الفجائي.

خاتمة

يمكننا القول أن سكر الحمل يمكن تجنبه باتباع أنظمة غذائية صحية وممارسة القليل من الرياضة، وإذا تم اتباع تعليمات الطبيب المختص ستمر فترة الحمل بسلام دون حدوث مضاعفات، وسرعان ما يزول الأمر بعد الولادة بأسابيع قليلة.

ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.

Source: ts3a.com
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!