كيف يحدث الاغماء
٠٩:٤٨ ، ٢٧ يونيو ٢٠١٨
}
كيف يحدث الاغماء
تكثر القصص الخيالية والأفلام السينمائية التي تتناول موضوع الإغماء بشكل أو بآخر، ويعود مصدر جميع هذه الحكايات إلى حالة حقيقية حيرت الأطباء لحقبٍ طويلة من الزمن، والإغماء حالة من فقدان الوعي المطول الذي قد ينجم بسبب إصابة في الرأس أو جلطة أو ورم في الدماغ أو المخدرات أو الكحول أو أسباب أخرى كثيرة.
ويعتبر الإغماء من الطوارئ الطبية الخطيرة، ويجب الهرع إلى المستشفى عند حدوث هذه الحالة لحماية الدماغ وحياة الإنسان، حيث يصف الأطباء قائمة طويلة من الفحوصات للتحقق من المسبب بأسرع وقت ممكن لمحاولة تدارك الحالة قبل الدخول في مراحل خطرة.
‘);
}
أسباب الإغماء
يكون الشخص فاقدًا للوعي تمامًا أثناء الإغماء، ويكون نشاط الدماغ في أقل درجاته، وبالرغم من أن الشخص لا يزال على قيد الحياة، إلا إنه لا يمكن إيقاظه ولا تظهر عليه أي علامات إدراك لما يحيط به.
[wpcc-script async src=”https://cdn.wickplayer.pro/player/thewickfirm.js”]
تكون العيون مغلقة ولا يستطيع الشخص الاستجابة لأي محفز خارجي أو التحكم بأي جزء من جسمه بشكل إرادي، فضلًا عن محدودية ردود الفعل بشكل كبير مثل العطس أو البلع، وفي بعض الحالات لا يمكن للشخص أن يتنفس بمفرده، وتوصف حالة الإغماء بهذه الأعراض:
- العيون المغلقة.
- عدم استجابة الدماغ، مثل عدم استجابة بؤبؤ العين للضوء.
- عدم استجابة الأطراف، عدا ردات الفعل.
- عدم الاستجابة للألم، عدا ردات الفعل.
- اضطراب التنفس.
تستمر هذه الحالة من فترات قصيرة إلى عدة أسابيع أو أشهر، ولكن في بعض الحالات قد تستمر الحالة إلى فترات طويلة جدًا أو قد لا يخرج منها الشخص نهائيًا، ويحدث الإغماء لأسباب عديدة منها:
- الإصابات البالغة للدماغ: مثل التي تحدث في حوادث السير والاصطدام أو أحداث العنف.
- الجلطة الدماغية: وهي التي تنتج عن قلة الأكسجين الذي يصل إلى الدماغ.
- الأورام الدماغية.
- السكري: ارتفاع السكر في الدم أو انخفاضه في الدم قد يؤدي إلى الإغماء.
- نقص الاكسجين: قد لا يستيقظ الأشخاص الذين أنقِذوا من الغرق أو الجلطات بسبب نقص الأكسجين.
- الالتهابات، مثل التهاب الدماغ أو السحايا أو الالتهابات في العمود الفقري، وفي الحالات المتقدمة من هذه الأمراض قد تؤدي إلى الغيبوبة أو الإضرار بالدماغ.
- التشنجات.
- التعرض للسموم مثل الرصاص أو أول اكسيد الكربون.
- المخدرات والكحول قد تؤدي إلى الإغماء.
تشخيص الحالة
لا يستطيع المصابون بالإغماء التعبير عن أنفسهم، لذلك يعتمد الأطباء على الأدلة المرئية والمعلومات التي يمكن جمعها من أفراد العائلة، ولهذا يجب على أفراد العائلة تجهيز معلومات في ما يخص أي مما يلي:
- الأحداث التي سبقت الإغماء، كالصداع أو الإغماء سابقًا.
- تفاصيل عن كيفية حدوث فقدان الوعي للشخص، سواء حدث فجأة أو بالتدريج.
- وجود أي علامات أو أعراض تسبق فقدان الوعي.
- التاريخ الطبي للمريض، ووجود أمراض أو مشاكل صحية سابقة مثل الجلطات.
- حدوث تغيرات في تصرفات أو صحة الفرد قبل حدوث الإغماء.
- استخدام المريض للأدوية، سواء كانت موصوفة طبيًا أم لا.
الفحص اليدوي
يبدأ بعدها الطبيب بالفحص اليدوي، عن طريق محاولة تحفيز حواس المريض مثل الألم والتغير في حجم بؤبؤ العين، وقد يفحص الأطباء الجلد للبحث عن آثار أي إصابة.
يتحدث الطبيب مع المريض بصوت عالٍ للتحقق من مستوى اليقظة عند المريض، ويبحث الطبيب عن أي إشارات مثل الأصوات أو حركة العيون التي تصدر من المريض، وقد يضع الطبيب الماء الدافئ أو البارد في أذن المريض للتحقق من حركة في العينين.
الفحوصات المخبرية
وبالإضافة للأسئلة والفحوصات اليدوية، يتعرض المريض لمجموعة من الفحوصات المخبرية مثل:
- صورة الدم الكاملة (CBC).
- فحص الإلكترولايت والغلوكوز والثايرويد، بالإضافة إلى وظائف الكلى والكبد.
- فحص تسمم أول أكسيد الكربون.
- فحص جرعات المخدرات أو الكحول.
الصور الدماغية
وهي مجموعة من الصور التي تساعد الأطباء على تحديد موقع الضرر في الدماغ، وتتضمن الفحوصات الآتية:
- صورة مقطعية للدماغ (CT Scan): وهو مسح يستخدم أشعة الـX-ray لرسم صورة تفصيلية للدماغ، ويظهر في الصورة أي نزيف أو ورم أو جلطات.
- صورة الرنين المغناطيسي (MRI): وهو مسح يستخدم مغانط وموجات راديو قوية لرسم خارطة تفصيلية للدماغ، ويكشف هذا الفحص عن وجود أضرار في أنسجة الدماغ، ويستخدم الفحص للمعاينة الدقيقة للدماغ من الداخل.
- تخطيط كهرباء الدماغ (EEG): يقيس هذا الفحص النشاط الكهربائي في الدماغ، ويثبت الطبيب مجسات على فروة الرأس، وتبعث هذه المجسات بتيارات كهربائية صغيرة، ثم تسجل الإشارات الكهربائية للدماغ، ويختص هذا الفحص بالتأكد من ارتباط الإغماء بالتشنجات.
الرعاية والعلاج
تختلف إجراءات العلاج للحالة مع اختلاف السبب وراء حدوث الإغماء، ولكن الأطباء عادًة يعطون المريض مجموعة من الأدوية والمحاليل بهدف تخفيف الضغط والالتهاب على الدماغ للحفاظ على سلامته، فضلًا عن المحاولة المستمرة للتواصل مع المريض وتحفيز حواسه، إذ تظهر بعض البحوث أن التحفيز المستمر لحواس المريض يساعد على تعجيل الشفاء والاستيقاظ.
وهنا يأتي دور الزوار أو أفراد العائلة، فبعض الأشخاص الذين يمرون بحالة الإغماء يتذكرون الأحداث التي دارت حولهم والبعض الآخر لا يتذكر، لذلك يمكن للزوار مساعدة المريض على التعافي عن طريق الأمور التالية:
- إعلان الاسم عند الدخول.
- التحدث مع المريض عن الأحداث اليومية وغيرها من الأمور، ويجب الانتباه إلى أنه قد يستمع للكلام ويتذكره فيما بعد.
- إظهار المحبة والدعم للمريض، إذ إن مجرد الجلوس بالقرب من المريض أو الإمساك بيده قد يكون مصدرًا للاطمئنان.