كيف يعبر الطفل عن الاحتياجات النفسية وكيف ألبيها له؟

لأي طفل العديد من الاحتياجات النفسية مثله مثل الشخص البالغ تمامًا، لكن الطفل بقدرته المحدودة على التعبير عن ما يجول في خاطره قد يكون من الصعب عليه التعبير عن احتياجاته النفسية، لذلك فإن من وظيفة الأم والأب التعرف على هذه الاحتياجات ومحاولة تلبيتها بأقصى ما تستطيع.

Share your love

يمر الطفل بالعديد من المراحل حتى يصبح إنسان ناضج ذو شخصية مستقلة قادر على التعامل مع المجتمع وتحمل المسؤولية، وفي كل مرحلة يعبر عن الاحتياجات النفسية التي يحتاج إلى إشباعها باتباع سلوكيات معينة حتى يلفت انتباه والديه كنوع من رد الفعل عن عدم وعيهم الكافي بمتطلباته، والجدير بالذكر أن نفسية الطفل تبدأ في التشكل من عمر خمس سنوات وبناءا عليه يجب أن يكون لديك المهارة في اكتشاف الاحتياجات النفسية لطفلك وفهم طبيعته، لأن التعامل مع الطفل بصورة خاطئة يزيد من قيامه بأفعال أكثر سوءا قد ينشأ عليها حتى الكبر، بدورنا في هذا المقال سوف نناقش الاحتياجات النفسية للطفل وما طريقته في التعبير عنها؟ وما المفترض عليكما كأبوين فعله؟ حتى تتفهمون احتياجاته.

[wpcc-script src=”https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js” defer]

سلوكيات الطفل في التعبير عن الاحتياجات النفسية الخاصة به

عدم الوعي والإنصات إلى الاحتياجات النفسية لطفلك يؤدي إلى أمرين إما انطواء الطفل وشعوره بالإحباط وهذا إن دل على شيء فيدل على نشأة طفل ضعيف الشخصية في المستقبل، أو تربية طفل عدواني يتصف بالعنف والعناد والتذمر بالإضافة إلى رفض توجيهاتك أو سماع أوامرك، وهذا يعتبر أول خطوة للتعبير عن غضبه ومتطلباته.

الاحتياجات النفسية للطفل

كلما أدركت طبيعة طفلك ومتطلباته ليست المادية فقط من توفير الاحتياجات الأساسية كالمأكل والملبس والتعليم، بل يجب عليك إدراك احتياجاته المعنوية أيضًا حتى تستطيع التعامل معه وتوجيهه بطريقة سليمة و تتمثل الاحتياجات النفسية للطفل في التالي:

الاعتبار أول الاحتياجات النفسية للطفل

الاعتبار هو إثبات الطفل لوجوده كشخصية لها متطلبات يجب على من حوله الشعور به والإنصات له وتلبية احتياجاته، وذلك هو أولى خطواته نحو الاستقلالية والإحساس بقدراته والاعتماد على ذاته، هذا الأمر طبيعي يتجه جميع الأطفال نحوه بشكل تدريجي كلما زاد عمره لكن ما يحدث من الأبوين هو عدم إدراك ذلك وعدم الاعتبار لكيانه، ما يشجع الطفل على ارتكاب التصرفات السلبية محاولا الحصول على انتباه المحيطين به، لذا ينبغي عليك الاهتمام به والتحدث إليه والرد على حديثه بل قم بأخذ رأيه في المواقف المناسبة لعمره، تعامل معه وكأنه شخصية كبيرة لها وجودها.

ماذا يفعل الطفل إذا فقد الشعور بالاعتبار؟

  • سوف يبدي الاعتراض التام على كل أوامرك بصورة مباشرة أو غير مباشرة بالنسيان.
  • ستلاحظ تدمير الطفل لألعابه ومحاولة تخريب أي شيء من حوله كوسيلة للفت النظر.
  • الامتناع عن تناول الطعام إذا استشعر أن هذا السلوك سيثير إزعاجك.
  • الصوت العالي والصراخ في الأماكن العامة أو أمام الضيوف.
  • الكذب وتأليف حكايات من وحي خياله يعطي لنفسه الاعتبار فيها.

كيف أشعر طفلي بالاعتبار لكيانه؟

سنُجيبك عن هذا التساؤل في النصائح التالية التي سوف تساعدك في الحفاظ على نفسية طفلك:

  • قم بتخصيص وقت محدد من يومك فقط للتحدث إلى طفلك والاستماع إلى ما يدور في تفكيره، تناقشوا سويًا وابدي له إعجابك برأيه.
  • استشعر قيمتك بذاتك ،فذلك ينمي في شخصية الطفل الثقة بالنفس وتقدير الذات.
  • أعطي لطفلك الحرية لكن في حدود إمكاناته العقلية فلا تتحدث نيابة عنه أو تمنعه عن الإدلاء برأيه أو تفعل كل الأشياء بدلاً عنه، بل اترك له مساحة من الاعتماد على النفس.
  • اصنع له فرصة الاختيار بين أشياء محددة ولا تقيده برأيك، على سبيل المثال قم بسؤاله ما رأيك في تناول الطعام في الطبق الأصفر أم الأزرق؟
  • وكل إلى طفلك بعض المهام التي تناسب قدراته مثل طلب مساعدته في إحضار شيء ما أو ترتيب حجرته، إذا كان في عمر أكبر حتى يستطيع إنجازها فيشعر بأهميته ودوره في الأسرة.
  • امدح أفعال طفلك من آن لآخر وليس مدح الطفل نفسه فذلك يزيد من ثقته في ذاته، ويعزز من تنمية موهبته وأفعاله الحسنة.
  • لا تشكو من تصرفات طفلك أمام أحد فتؤذيه بالتعليقات السلبية على أفعاله، بل افتخر بإنجازاته الصغيرة.
  • لا تبالغ في المقارنة بين سلوكيات طفلك وسلوكيات الأطفال الآخرين، كثير من الآباء يفعلون ذلك بهدف تحفيز أبنائهم للتطوير من ذاتهم، لكن ذلك يغرس في نفس الطفل الإحباط والحقد والضغينة.
  • لا تفرط في الاهتمام بطفلك وتزيد من دلاله، حتى لا يصبح شخصية أنانية لا تعتمد على ذاتها.

الطمأنينة ثاني الاحتياجات النفسية للطفل

الشعور بالطمأنينة والأمان هما أهم الاحتياجات النفسية للطفل لكن العديد من الآباء دون وعي لأهمية ذلك، يرتكبون بعض السلوكيات الخاطئة التي يجب التوقف عنها خاصة في حضور الطفل، لأن ذلك يضع الطفل في حالة من الخوف والقلق المستمر ومنها:

  • المشاكل الأسرية بين الأم والأب فمن الأفضل عدم مناقشة الخلافات أمام الطفل، ومحاولة حلها بعيدًا عن تواجده.
  • التساهل في معاملة الطفل وهذا يرسل له شعور بعدم وجود قواعد ومعايير، ما يعطيه إحساس بعدم الأمان.
  • تفويض رعاية الطفل باستمرار لأشخاص آخرين مثل مربيات الأطفال، نتيجة الانشغال الدائم للأبوين.
  • القلق والخوف المستمر على الطفل ينقل إليه تلقائيًا الشعور بعدم الطمأنينة.
  • تغير طريقة التعامل مع الطفل بصورة متكررة، ما يسبب له اضطراب وتوتر.

كيف ألبي حاجة طفلي إلى الطمأنينة؟

كي يتحقق ذلك يجب عليك اتباع الإرشادات التالية حتى يشعر طفلك بالأمان والطمأنينة:

  • يجب معاملة الطفل بأسلوب هين بمعنى التحدث إليه بنبرة صوت هادئة وطريقة عقلانية، والامتناع عن أسلوب الحزم والشدة عند إرشاده أو توجيهه.
  • إذا قام الطفل بتصرف خاطئ لا ينصح باتباع طريقة الترهيب والتخويف، بل نصحه بهدوء حتى يدرك خطأه.
  • المكافأة والبحث باستمرار عن الأشياء التي تبعث في نفسه السرور.
  • العيش في مناخ صحي من الود والطمأنينة بين أفراد الأسرة.
  • الذهاب مع الطفل إلى الزيارات العائلية، والتعرف على الأقارب.
  • سن ضوابط ونظام يجب على الطفل الالتزام بها مثل مواعيد الخلود إلى النوم، تناول الطعام، اللعب في أماكن محددة بالإضافة إلى احترام ملكية وخصوصية الغير.
  • اتباع طريقة موحدة في تربية الطفل وإخوته، وعدم التمييز بينهم في المعاملة.
  • التعامل مع الطفل بأسلوب ثابت خالٍ من العنف والعصبية.
  • التقرب إلى الطفل التعرف على معاناته واحتضانه، ومشاركته في أداء الأنشطة التي يفضلها مثل التلوين والرسم.

المدح ثالث الاحتياجات النفسية للطفل

يعتقد بعض الآباء أن مدح ابنهم يجعل منه شخصية مدللة لا تعتمد على ذاتها فتختلف معاملتهم وتأخذ مسار التأنيب واللوم، دون مراعاة مشاعر الطفل وصغر عمره وهذا اعتقاد خاطئ، كما تكمن المشكلة في قيام أولياء الأمور في ذكر السلوكيات السيئة وتعدادها سواء أمام الطفل أو أمام الضيوف والأقارب، هذا الأمر يثير الانطوائية والانعزال بشكل كبير فالطفل يحتاج إلى المدح وإشباع حاجته من تقدير الآخرين حتى يتولد لديه الشعور بالثقة، على سبيل التوضيح عندما تبدي الأم غضبها من ارتكاب طفلها أي سلوك سلبي بالتعنيف أو الضرب، سيكون رد فعل الطفل هو مزيد من العنف والتخريب كرد فعل طبيعي للتعبير عن احتياجه إلى المدح والتقدير، وهنا يشير خبراء التربية والصحة النفسية للطفل إلى دور الأهل في استمداد الطفل ثقته بنفسه من خلال التشجيع المعنوي والمدح من أفراد أسرته، حتى لا ينشأ على البحث عن ما يشبع حاجته إلى التقدير في الأشياء المادية في المستقبل كشراء سيارة حديثة أو ساعة باهظة الثمن.

كيفية إشباع حاجة الطفل إلى المدح

  • التركيز على إنجازات الطفل وليس على شخصه وهنا يتم مدح الفعل مهما كان صغير وبسيط من وجهة نظرك، مع الابتعاد عن التعميم في المطلق فالطفل لا يعي ذلك على سبيل المثال لا تمدحه بعبارة أنت رائع فقط، بل أنت لا تسقط الطعام خارج الطبق وهذا سلوك رائع منك أنت شخص ممتاز وهكذا، ما يغرس في داخله الشعور بالتقدير والامتنان والتشجيع على اتباع السلوكيات الإيجابية.
  • مدح محاولات الطفل لتحقيق أي مهمة حتى لو لم ينجح في ذلك وهنا يتم مدح رغبته وسعيه في تنفيذ أهدافه وليس مدح النتيجة، من خلال تحفيزه على المحاولة ثانية حتى ينجح في الحصول على النتيجة المطلوبة، على سبيل المثال حسنًا أنك تحاول ارتداء حذائك بمفردك لكن سأساعدك هذه المرة كي تتعلم سريعًا.
  • لا بد أن يكون المدح عن صدق واقتناع، لأن الطفل يشعر إن كان الحديث الموجه إليه صادقا أم مجرد مجاملة من خلال نظرات العين ونبرة الصوت، فيجب أن تنتبه جيدا لذلك فكل ما تشعر به ينتقل تلقائيا إلى طفلك.
  • لا تبالغ في مدحه بهدف التفاخر أمام الأقارب والأصدقاء، مما يؤدي إلى خلق نزعة من الكبر والتفاخر في نفسه والتباهي بما لديه وما أنجزه أمام أصدقائه.
  • عندما يخبرك طفلك بما حققه فهو في حاجه منك إلى تقديم كلمات الدعم والتشجيع الآن، فلا تتغافل عنه وانصت إليه جيدًا بكل الود والحنان.

الحاجة إلى الأسرة رابع الاحتياجات النفسية للطفل

من المفترض أن يكون هناك توافق بين الطفل وعائلته من أبيه، أمه، إخوته والعيش معًا في جو من الاحترام والحب والمشاركة والتعاون، يتحقق ذلك باتباع الإرشادات التالية:

  • يجب أن تغرس في طفلك منذ الصغر أن الأمور لا ينبغي أن تتحقق مثلما يريد، لذا لا يجب أن تنفذ ما يرغب في كل وقت كي يعتاد على ذلك بالإضافة إلى التعود على العطاء والتعاون، مشاركة الأنشطة وتقاسم الألعاب مع إخوته وزملاءه.
  • تجنب الوعود التي تأكدت أنك لن تفي بها لتدفع الطفل إلى القيام بشيء ما، فذلك من الأمور التي تزعزع ثقته فيك.
  • كما لا يجب رشوته لتنفيذ أوامرك، فيصبح شخص مادي.
  • من الأفضل أن يتعلم الطفل كيفية تحمل المسؤولية، والاعتماد على ذاته في عمر مبكر كلما كان الأمر متاحًا بذلك، فلتسمح له بالمحاولة وتكرارها حتى إذا أخفق في ذلك سيتعلم من أخطائه ويدرك النهج الصحيح.
  • يجب أن يكون كلا من الأب والأم أصدقاء للطفل ومصدرا للقدوة والثقة، حتى يتعلق في ذهنه احترام الوالدين وتقديرهما مع عدم الخوف والرهبة من الحديث إليهم، ولن يحدث ذلك إلا بالتقرب من الطفل ومعاملته كشخص كبير له تفكير وكيان خاص.
  • ينبغي أن يكون الأبوان متعاونين في إرشاد الطفل وتوجيهه بالطريقة السليمة، فإن حدث بينهما اختلاف فليجدا له الحل في عدم حضور الطفل.

وأخيرا تذكر دائمًا أن ما يفعله أطفالنا من سلوكيات إيجابية أو سلبية هو نتاج أفعالنا نحن، فمن السهل أن توفر جميع متطلباته المادية لكن الأهم هو تلبية الاحتياجات النفسية للطفل حتى يصبح شخصية سوية استقلالية تتصف بالاتزان العقلي والعاطفي والبدني في المستقبل، كما ننصحك بضرورة القراءة عن أساليب التربية الحديثة والتعرف على المناهج السليمة في التعامل مع الطفل كي تكون على دراية كاملة بما يدور في تفكير طفلك وما يشعر به، فالإقناع والمحبة والتحاور الهادئ هما أفضل وسيلة لنشأة طفل قادر على تغيير بيئته إلى الأفضل لذا انتظر منا المزيد عن كل ما يخص الطفل في المقالات التالية.

Source: ts3a.com
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!