كيف يعمل القلم الجاف وما هي مراحل تطويره ؟

القلم الجاف هو أحد الاختراعات الهامة جدًا في تاريخ تطور الكتابة، حيث سهل عملية الكتابة وعالج الكثير من مشكلات القلم الحبر، نستعرض مراحل تطور القلم الجاف.

Share your love

القلم الجاف هو أحد أهم الاختراعات في مسيرة تطور الكتابة، حيث ساعد القلم الجاف على جعل عملية الكتابة أكثر سهولة وبساطة، وأتاح رخص ثمنه، وأداءه الجيد، مقارنة بالقلم الحبر، للملايين أن يقوموا بكتابة نصوصهم الخاصة بكل سهولة ويسر، في هذا المقال نستعرض مراحل تطور القلم الجاف عبر التاريخ.

مراحل تطور القلم الجاف التاريخية

ظهور الكتابة

ظهرت الكتابة لأول مرة في التاريخ في عصر الفراعنة، وكان ذلك منذ أكثر من سبعة آلاف عام تقريبا، حيث بدأت الحضارة والحاجة إلى تسجيل الأنشطة والأعمال اليومية وتأريخ الأحداث لكي تتعلمها الأجيال القادمة، فبدؤوا بالحفر على جدران المعابد، وكانت تلك الكتابات عبارة عن رموز -أو رسوم-، فكانت الحاجة إلى قراءة تلك الرموز، بل وكتابتها أيضا، فقاموا ببناء أول مدرسة في التاريخ للقراءة والكتابة، وكانت أدوات الكتابة تتكون من حجر كبير للكتابة وأدوات بدائية للحفر!

ورق البردي والقلم البدائي

كانت طريقة “التدوين” تلك شاقة للغاية خصوصا بالنسبة لطلبة صغيري السن، فلجأ المصريين القدماء إلى اكتشاف أدوات أخرى للكتابة، أسهل وأبسط وأسرع وقادر على تأديتها الصغير والكبير، فتوصلوا إلى اكتشاف ورق البردي أولا، وهو ما سهّل -بل فتح- الطريق لأولى خطوات الكتابة الفعلية في التاريخ، فعمل المصريين القدماء على مزج بعض الأعشاب واستخدام بعض المواد لإعطاء درجات ثقيلة من الألوان، ثم توصلوا في النهاية إلى اختراع أول قلم للكتابة في التاريخ. لم يكن قلما بالمعنى الصحيح، ولكنه كان عبارة عن عود رفيع من الخشب، مربوط في أوله شعر ذيل الحصان، وعن طريق غمس تلك الأداة “القلم” في تلك المادة السميكة التي تشبه الحبر، استطاعوا أن يتوصلوا إلى تنفيذ أول مخطوطة مكتوبة على ورق في تاريخ البشرية.

وظيفة الكتابة لدى قدماء المصريين

عرف المصريين القدماء أهمية الكتابة في نشر التعليم للجيل الحالي بل وللأجيال التالية أيضا، فخصصوا المعاهد المخصصة للكتابة، بل جعلوا منها وظيفة للدولة، فكان الكاتب في عصر الفراعنة له مكانة الوزير أو الحاكم، واحترامه كان شيء مقدس للغاية!

بداية تطوير القلم الجاف

ساهمت مثل تلك الإنجازات في التوصل لطرق الكتابة المتعددة وتطويرها على مدى العصور حتى تم تطوير القلم في النهاية إلى ما يسمى بالقلم الجاف والذي ساهم في تغيير مفهوم التعليم في تاريخ البشرية للأبد.

ولكن، هل تساءلت يوماً عن كيفية عمل القلم الجاف؟ ذلك الاختراع الذي غير تاريخ الكتابة للأبد أو حتى عن كيفية اختراعه؟

أول تصميم للقلم الجاف

في عام 1938، تم تسجيل براءة اختراع القلم الجاف باسم “لاديسلاو جوزيف بيرو” وهو مواطن هنغاري الأصل، حيث عمل في فترة كصحفي، وأثناء تلك الفترة حاول اختراع القلم الجاف، فبدأ بقلم حبر ذو رأس يشبه المنقار، ولكن الحبر كان يلطخ ورق الكتابة ويجف بسرعة أيضا، فلجأ إلى تطوير القلم، فأصبح القلم يتكون من خرطوشه تحتوي على سائل كثيف ولزج (الحبر) وتنتهي برأس مدبب يحتوي على كرة صغيرة جدا، وهي ما يتصل بالسائل اللزج.

تطور القلم الجاف عبر التاريخ

تطور القلم الجاف منذ ذلك الوقت وأصبح استعماله بشكل أساسي في جميع أنحاء العالم وفي جميع المجالات، وعمل العديد على تطوير القلم الجاف، ليصبح سهل الاستخدام وسريع ورخيص أيضا، حيث كانت العديد من أقلام الحبر في تلك الفترة وقبلها باهظة الثمن بالنسبة لبعض الناس، فقد كانت مادة صنع القلم -في الغالب- من الفضة أو الذهب، ولم تكن تلك الأقلام تحتوي على الحبر الجاف، بل كانت الأقلام ذات رؤوس تشبه المنقار ولم تكن تحتوي على الحبر بداخلها، بل كانت تستعمل (دواية) بداخلها الحبر، ويتم وضع رأس القلم داخل الدواية لملأها بالحبر، ولكن تلك الأقلام كانت دائما تلطخ الورق وتحدث بعض الفوضى.

استعرضنا في هذا المقال مراحل تطور القلم الجاف عبر العصور، حتى وصوله إلى شكله الحالي، في الوقت الحالي يعتبر القلم الجاف هو وسيلة الكتابة الأكثر شيوعًا، ويقتصر استخدام القلم الحبر على بعض الاستخدامات القليلة فقط، حيث إن القلم الجاف هو الأكثر عملية والأقل سعرًا.

Source: ts3a.com
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!