‘);
}

كيف يكون الإنسان حكيماً

درس علماء النفس الحكمة منذ عدّة قرون، ووجدوا بأنّ اتصاف الإنسان بالحكمة يُفيده بشكلٍ أكبر في تمكّنه من اتخاذ القرارات بشكلٍ حكيمٍ، لأنّه يُساعده على الشعور بالرضا في حياته، ويجعل علاقته مع من حوله أفضل، كما أنّه يُساعد على التقليل من الشعور بالحزن والكآبة،[١] ويمكن أن يكون الإنسان حكيماً عن طريق الاتصاف بمجموعة من الصفات، ومنها ما يأتي:[٢]

  • القدرة على التحليل والاستنباط، حيث لا يعتبر الكِبر في السن أحد الأسباب المباشرة التي تساعد على اكتساب الإنسان للحكمة، حيث إنّ التجربة بحدّ ذاتها ليست ما يجعل الإنسان حكيماً، بل ما يجعله كذلك هو قدرته على تحليل واستنباط الدروس من التجارب التي تمر عليه في حياته، وقد وُجد أنّه لا علاقة بين الحكمة والعمر في الفترة العمرية ما بين الخامسة والعشرين وحتّى الخامسة والسبعين، حيث من الممكن أن يكون المرء حكيماً في عمر الثلاثين كما في عمر الستين، ويلعب ذكاء الإنسان دوراً في تكوين الحكمة بنسبة 2% فقط، حيث لا يُعتبر الذكاء من الأمور التي تعتمد عليها الحكمة.
  • أن يتصف الإنسان بالقدرة على الموازنة ما بين الصالح الذاتي والعام في الوقت نفسه، وأن يستطيع الإنسان النظر لما وراء رغباته الخاصة، ويقول العالم النفسي روبرت ستيرنبرغ بأنّ الجمع بين الغرور والحكمة من الأمور غير الممكنة، لأنّ الإنسان الذي يُعطي مصلحته الأولوية على مصلحة غيره لا يعتبر إنساناً حكيماً.
  • يعمل الإنسان الحكيم على تغيير الوضع الراهن للأمور، فهم يعملون على وضع قواعد جديدة والبحث عن طُرق أفضل لتغيير الأمور.
  • يتّصف الحكماء بقدرتهم على النظر إلى الأمور الإيجابية، حيث يرون أنّ هموم اليوم قد تجلب الفوائد اللاحقة، إلّا أنّ هذا لا يعني أنّ الأشخاص الحكماء هم أكثر سعادة من غيرهم، وذلك لأنّهم واقعيون وينقدون ذواتهم باستمرار.
  • يتصف الحكماء بقدرتهم على التفكير قبل التحدث، فالحكيم يسير على مبدأ إن خرج القول من فم الإنسان فإنّه لا يعود، حيث لا يقول الإنسان الحكيم سوى الأمور التي تجعله يفتخر بقولها.[٣]
  • التفكير في الأمور جيداً قبل الحصول على النتيجة، وإن كان الإنسان غاضباً ومنزعجاً فإنّه لن يستطيع التفكير بشكل واضح، لذا يجب أن يهدأ الإنسان من أجل أن يتمكّن من التفكير في الحقائق بشكل واضح ومنطقي.[٣]
  • محاولة فهم الآخرين، حيث يقوم بعض الأشخاص بالحكم على غيرهم وتصنيفهم إلى أشخاصٍ جيدين وسيئين، والشخص الحكيم لا يقوم بهذه التصرّفات، إنّما يُمارس عمل المحقّق، ويحاول البحث عن سبب يُفسّر به تصرّفات وسلوكات غيره من الأشخاص، ويقول علماء النفس بأنّ السلوك يكون من وجهة نظر فاعله معقولاً وله ما يُبرّره من أسباب، وإلّا ما كان الشخص ليقوم به منذ البداية، ومع مرور الوقت والتركيز على فهم السبب وراء القيام بالتصرّفات بدلاً من التقييم، يخرج الشخص بفائدةٍ ألا وهي القدرة على التنبؤ بالتصرفات المستقبلية والتمكّن من تقديم أفضل النصائح للآخرين.[٤]
  • تقبل الآخرين، حيث يحاول العديد من الناس تغيير الآخرين من حولهم، إلّا أنّ محاولاتهم غالباً ما تكون بلا فائدة، ومن الحكمة ترك الأشخاص الذين لا نحبهم أو لا نحب تصرفاتهم أو بالإمكان قضاء وقتٍ أقلّ معهم أو تقبّلهم على ما هم عليه أو تغيير موقفنا تجاههم، فنحن أيضاً نريد أن يتقبّلنا الناس على ما نحن عليه دون تغييرٍ في أنفسنا.[٥]
  • الابتعاد عن التسرع، إنّ التصرّف بتسرّع يؤدي في النهاية إلى الندم، لذلك من الضروريّ استغلال الوقت بشكلٍ صحيح للتفكير في الأمور المراد تحقيقها، كما يجب استخدام الحدس والمنطق للوصول إلى أفضل القرارات.[٥]
  • الابتعاد عن التقليد الأعمى، إنّ قيام الآخرين بفعل بعض الأشياء المتشابهة لا يعني أنّ علينا محاكاتهم والقيام بذات الأشياء؛ فليس من الحكمة اتباع حشود الناس بشكلٍ أعمى، بل يجدر بنا التفكير والمراقبة والسؤال عن دوافع القيام بالأشياء، وعلينا أن نسأل أنفسنا إن كنّا نرغب حقاً بالقيام بهذا الشيء، وإن كان القيام به أمراً مستحسناً أم لا.[٥]
  • التعلم من أخطاء الآخرين، حيث إنّه ليس من الحكمة مقارنة أنفسنا بالآخرين دائماً، إلّا أنّ غالبية البشر يمتلكون نقاط الضعف ذاتها؛ الأمر الذي يمكّننا من التعلّم من أخطاء الآخرين وتجنّبها، ومن الضروري أيضاً التوقّف عن الاهتمام بآراء الآخرين، حيث إنّ انتظار استحسان الآخرين وآرائهم لتجاربنا أو أفعالنا يعني إيقاف فرص التطوّر والإبداع في حياتنا.[٦]