كيف يمكنك التخلص من السلبية؟

لقد كنت رائدة أعمالٍ لأكثر من عقدٍ حتى الآن، لقد أنشأتُ شركتي الخاصة في ثلاث ولاياتٍ في أمريكا وأربع مدن مختلفة، إنَّ الحفاظ على قدراتك الذهنية والعاطفية كرجل أعمال ليس أمراً أساسيَّاً فحسب؛ بل يُمثِّل أيضاً تحدِّياً كبيراً.

Share your love

ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المستشارة والكوتش جوربريت كور (Gurpreet Kaur) التي تُحدِّثُنا فيه عن كيفية التخلص من السلبية لتحقيق النجاح.

وفقاً لدراسةٍ أجراها المعهد الوطني للصِّحة النفسية (the National Institute of Mental Health)، إنَّ 72% من روَّاد الأعمال يتأثَّرون بمشكلات الصِّحة النفسية مقارنة بحوالي 48% من غير روَّاد الأعمال، أظهرت دراسة أخرى أنَّ 49% من روَّاد الأعمال يتعاملون مع قضايا الصِّحة النفسية تعاملاً مباشراً بطريقةٍ ما، بينما يتعامل 32% فقط من غير روَّاد الأعمال بهذا الشكل.

الخلاصة، ريادة الأعمال ليست مهمَّة سهلة، أنت رئيس نفسك، لكنَّ هذا يأتي مع الكثير من المسؤوليَّة، والتي تشمل مواكبة قدراتك النفسية والعاطفية، أنا شخصياً مررت بتقلُّباتٍ في حالتي العاطفية في أثناء التَّعامل مع الإخفاقات، حالياً، أقوم بالمغامرة في الدَّورات الرَّقمية والابتعاد عن الاستشارة والتدريب الفردي، ولكن بعد البدء، وجدت أنَّ إنشاء دورة تدريبية رقميَّة ناجحة ليست بالسُّهولة التي اعتقدت أنَّها ستكون عليها، في بعض الأحيان، أرغب فقط في الاستقالة والعودة إلى منطقة الراحة الخاصة بي من تدريب فردي واحد؛ وذلك  لأنَّ من الصعب الاعتياد على التغيير والمجهول، خاصةً عندما تواجه الفشل، هذه التقلُّبات العاطفية يمكن أن تدمِّر عملك.

تعلَّم أن تتحكَّم بتقلُّباتك العاطفية عوضاً عن تركها تسيطر عليك:

كان جاك (Jack) أحد عملائي المدرِّبين الناجحين من روَّاد الأعمال، كان سيترك عمله خمس مراتٍ حتى الآن لو لم يتعلم كيفيَّة التعامل مع الحالة الذهنية غير المستقرَّة، إنَّه شخص مثالي، ولا يقبل بالقليل، عندما يكون هناك احتمال للفشل أو تحدٍّ كبير، فإنَّه يقرِّر ترك عمله والانتقال إلى ولاية ماين مع عربة تخييم، وبدون شبكة للهاتف الخلوي، ناهيك عن اتصال الإنترنت السلكي السَّريع جداً الذي يحتاج إليه لأعماله، ومع ذلك، بمجرَّد أن تعلَّم فصل مشاعره وعواطفه عن هويته، أصبح من الأسهل عليه التحكُّم بمشاعره بدلاً من جعلها تسيطر عليه، لقد استغرق الأمر منه القليل من التدريب وبعض التذكيرات مني، لكنَّه أصبح قادراً على التعامل معها بمفرده الآن بمساعدة كتابة اليوميات، وهذا أمر عظيم بالنسبة إليه، لقد سأل نفسه سؤالاً بسيطاً، لم يبقه في العمل فحسب؛ بل سمح له أيضاً بالنمو عاطفيَّاً.

شاهد بالفديو: كيف تقاوم السلبية في حياتك؟

[wpcc-iframe class=”embed-responsive-item lazyload” src=”https://www.annajah.net/fe/images/annajah_large.jpg” width=”200″ height=”385″ frameborder=”0″ allowfullscreen=”” data-src=”https://www.youtube.com/embed/B7YR2N13BWg?rel=0&hd=0″]

إليك السؤال الذي يجب أن تسأله لنفسك “هل أنا هو الشعور أم الذي يدرك الشعور؟”:

هذا السؤال الوحيد يبدِّد أساس المشاعر السلبية، أنت الذي يدرك الشعور، إذا كنت حزيناً، فأنت لست الحزن، أنت على علم بحزنك، أنت لست مكتئباً؛ بل ذلك الذي يدرك مزاجك المكتئب، كثيراً ما أسمع خلال عملي، “أنا مكتئب” أو “أنا قلق”، مع هذا البيان، أنت تعرِّف نفسك بما تشعر به، إنِّي أساعد زبائني على فصل مشاعرهم عن هويَّتهم، بالنِّسبة إلى الكثيرين، هذه هي المرة الأولى التي يفصلون فيها أنفسهم عن الشعور نفسه.

ضع مسافةً بينك وبين مشاعرك:

عندما تفصل بين مشاعرك وهويَّتك، تكون قد اتَّخذت الخطوة الأولى في الاتجاه الصحيح، وعندما تغمرك المشاعر السلبية، كرر هذه العبارة لنفسك: “أنا إما الشُّعور أو الذي يدرك الشعور”،  يتيح لك هذا الفصل خلق مسافة بينك وبين مشاعرك، وهو ما تريده حقاً؛ إذ يمنحك امتلاك هذه المساحة فرصة لمراقبة مشاعرك بطريقةٍ تعاطفيَّة وغير مشروطة، وتساعدك هذه الملاحظة على معالجة المشاعر وتحمُّلها بدلاً من الانغماس فيها، يمكن لإدراك مشاعرك أن يشفي جروحاً نفسية قديمة، لكنَّه لا يتيح لك قمع عواطفك؛ بمعنى أنَّه يسمح لك بأن تكون المعالج الخاص لنفسك.

حدِّد مشاعرك بدلاً من وصف نفسك بها:

إذا كنت مصاباً بالاكتئاب، على سبيل المثال، فحاول أن تقول: “أنا أعاني من الحزن أو الاكتئاب” أو “أشعر بالاكتئاب”، حاول ألا تقول: “أنا مكتئب”؛ لأنَّ هذا التعبير يصفك بالاكتئاب، وأيضاً يتحدث إلى نفسك بشكل مختلف تماماً، في أغلب الأحيان، نصنف أنفسنا بأعراض عاطفية ونفسية، لكنَّنا لا نحددها على أنَّها أعراض جسدية، هل سبق لك أن عرَّفت نفسك على أنَّك صداع أو آلام في المعدة أو سرطان؟ بالطبع لا، ستقول فقط، “لدي صداع”، أو “عندي ألم في المعدة”، أو أنا مريض سرطان”، إذن لماذا تسمِّي نفسك بالأعراض العاطفية والنفسيَّة التي تعاني منها؟

لقد تعلَّم موكِّلي جاك (Jack) التعرُّف إلى المشاعر بدلاً من وصف نفسه بها، بدأ بملاحظة مشاعره فقط من خلال تدوينها، أصبح التَّدوين أسلوبه المفضَّل لفصل ما يشعر به عن هويته، قد يكون جاك قلقاً بشأن بعض الأمور، لكنَّه لا يزال رجل أعمال وزوجاً وأباً، الآن، هو قادر على إبقاء حالته الذهنيَّة الحالية منفصلة عن هويته، يسمح له هذا الفصل بتجربة التقلُّبات العاطفيَّة في عمله دون التَّماهي معها لدرجة غير صحيَّة، يتيح له الوعي أن يكون حاضراً حتى يتمكَّن من التعامل بفاعلية مع مشاعره المتفاقمة بدلاً من قمعها.

عندما تذكِّر نفسك بأنَّك الشخص الذي يعاني من الشعور، وليس الشعور نفسه، ستستطيع توظيف هذا الوعي للتقدم في العمل والحياة.

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!