كيف يمكنك مغادرة السفينة قبل الغرق وترحل في الوقت الملائم؟

مغادرة السفينة قبل الغرق فعل نجاة، وجميعنا نستحق النجاة يا عزيزي، ولا أتحدث عن السفن حرفيا، إذ لا افترض بالطبع أنك تقرأ هذا المقال على ظهر سفينة، ولو كنت تفعل هذا حقا فلا تقلق، لا أقصد هذه السفينة، بل باقي سفن الحياة التي نركبها.

Share your love

مغادرة السفينة قبل الغرق عملية صعبة للغاية، فهي تحتاج إلى الدراية الكاملة بالوضع، كما تحتاج لاتخاذ القرارات الحاسمة وتنفيذها، وتحتاج أيضا أن تنظر لنفسك نظرة سوية، فترى أنك تستحق النجاة، وأنه لا ينبغي لك الغرق، وعملية مغادرة السفينة قبل الغرق ليست متعلقة بالقفز في البحر والمخاطرة، بل في كثير من الأحيان تكون عودة إلى البر كمصدر أمان وهدوء، والسفينة الغارقة هذه قد تكون علاقة عاطفية فاشلة، تستنزف روحك فيها حتى تستيقظ يوما وقد صرت غريقا، وقد تكون هذه السفينة هي عملك الحالي، فتستمر فيه لأعوام فاشلة عديمة المعنى، ثم ترحل عن هذا العمل في وقت متأخر، وعملية مغادرة السفينة قبل الغرق هي شأن فردي تماما، فقد تترك عملا ويستمر فيه باقي الزملاء بنجاح، ولكن استمرارك أنت كان سيمثل لك الخطر، وسنتحدث في هذا المقال عن أمثلة السفن الغارقة، وهي كثيرة في مجالات الحياة المتنوعة، كما سنتحدث عن كيفية المغادرة في الوقت الملائم، وعن احتياطات النجاة وسلوكيات الأمان الواجبة بعد ذلك.

الشعور بحتمية مغادرة السفينة قبل الغرق

مغادرة السفينة قبل الغرق الشعور بحتمية مغادرة السفينة قبل الغرق

كي نتمكن من مغادرة السفينة قبل الغرق نحتاج فهم هذا الأمر، نحتاج أولا معرفة هذه السفينة، وكيف يمكن لها أن تغرق بنا، كما نحتاج إلى معرفة التوقيت الملائم لهذا الأمر، والشعور بالرغبة في مغادرة السفينة قبل الغـرق هو الخطوة الأولى للنجاة، بل هو نصف الطريق لحماية النفس والروح والطاقة، ويأتي هذا الشعور خافتا في البداية، ثم يتأكد بالتدريج ويزداد وضوحا، فتكون البداية من صوت داخلي ينبهك إلى عدم جدوى الاستمرار فيما أنت فيه، سواء كان المقصود هنا هو عمل تقوم به أو علاقة تربطك بحبيبة أو صديق، وربما يكون المقصود هو مشروع تستثمر فيه أموالك، فيأتي الشعور في هيئة سؤال عن جدوى الاستمرار وعما يمكن انتظاره مما تقوم به، ويجب الالتفاف إلى هذا الصوت الداخلي والإجابة على أسئلته، ويشترط في تلك الإجابات أن تكون منطقية، فلا نقول لأنفسنا أن علينا الاستمرار في الأوضاع السيئة لعدم وجود بديل مثلا، لإنه لكل شيء في الدنيا حل.

متى تعرف أن عليك المغادرة؟

لا أحد يصل لقرار مغادرة السفينة قبل الغرق في لحظة واحدة، بل يأخذ هذا الكثير من الوقت والتفكير، إذ يتطلب إدراك وضع السفينة بمعلومات دقيقة، وهو ما لا يحدث عادة، فإذا كانت سفينتك هي علاقة عاطفية مرهقة، سيصعب عليك تقييمها، كما قد تغزوك الآمال في إصلاح ما لا يمكن إصلاحه، وقد تنفق جهدك في إعادة تكرار محاولاتك قدر استطاعتك، ولكن إلى متى؟ إلى متى يا عزيزي سنظل نحاول مع أشياء بالية، لمعرفة حتمية مغادرة السفينة قبل الغرق عليك التوقف، يجب أن نتوقف ونقوم بتقييم ما نحن فيه بموضوعية، لننح الآمال جانبا ونبحث عن المعلومات الخام وحسب، فنتوقف للسؤال عن مدى سعادتنا في أوضاعنا الحالية، والسعادة ليست رفاهية، بل هي ما نبحث عنه في النهاية، وهي ما نستحقه أيضا، ويمكنك مغادرة السفينـة قبـل الغـرق إن لم تكن سعيدا في علاقتك أو عملك أو دراستك، ويجب ملاحظة حجم الإرهاق والضرر الذي يعود عليك أيضا، فكلها إشارات واضحة.

عدم مغادرة السفينة قبل الغرق لن ينقذها

يصعب علينا مغادرة السفينة قبل الغرق والرحيل منها، تلك حقيقة لا مجال لمواربتها، خاصة عندما تكون السفينة الغارقة هي علاقة حب وزواج أو عمل اشتغلت به منذ أعوام، فيصعب علينا المغادرة لعدة أسباب، والأسباب العاطفية هي أهم تلك الأسباب التي تحول دون مغادرة السفينة قبل الغرق، فقد يمنعك الحب عن الانفصال عن علاقة عاطفية مؤذية، فالخوف من الألم الناتج عن الفراق يدفعك للاستمرار، وقد تداعبك الآمال الكاذبة في إصلاح العلاقة، وذلك على الرغم من كل محاولاتك السابقة، كما قد تخشى الضياع وتتمسك بالأمان الذي لديك في عملك الحالي، وتقوم بتأجيل قرار الرحيل لأعوام إضافية، وهو قرار خاطئ جدا، إذ أن التأجيل لا يصلح الأحوال، بل يمكن اعتبار هذا التأجيل بمثابة غرق هو الآخر، فالوقت عنصر مهم جدا، وضياع العمر هو الغرق في النهاية، ولا فائدة من الاستمرار في علاقة فاسدة أو عمل لن يعود عليك بالنفع، هنا يجب مغادرة السفينـة قبل الغـرق وفورا.

التوقيت الملائم للرحيل

عملية مغادرة السفينة قبل الغرق ليست عملية عشوائية، أي أنها ليست انفعالا لحظيا يعقبه القفز نحو المجهول، بل هي انسحاب مدروس بعناية، ويتم ذلك وفقا لخطة واضحة المعالم والتفاصيل، وأهم عنصر في تلك الخطة هو اختيار التوقيت الملائم لتنفيذها، إذ أن مغادرة السفينـة قبـل الغـرق ليس مقامرة، فلن ترحل ويتلقفك أحد منقذين الشاطئ بعدها بلحظات، بل يجب أن تكون لديك رؤية واضحة لما تقوم به، فعليك أولا دراسة الوضع الحالي وتقييم محاولات الحل السابقة، ثم نقوم بعد ذلك بدراسة حجم الخسائر التي سنحصل عليها لو لم نغادر، وبعد ذلك يأتي دور دراسة الأوضاع المترتبة على المغادرة، فيتم حساب حجم الألم والوقت اللازم للتعافي إن كانت المسألة عاطفية، ونعد العدة لقضاء الوقت بعد مغادرة تلك العلاقة، فننتقي الوقت الملائم للتعافي، فنختار وقت لدينا فيه ما يشغلنا عن الحزن بمهام خفيفة على سبيل المثال، وفيما يخص العمل يمكننا مغادرة السفينة قبل الغرق عندما نبصر فرصة أخرى تلوح في الأفق.

يمكن للتردد أن يغرقك أكثر

مغادرة السفينة قبل الغرق يمكن للتردد أن يغرقك أكثر

قد يدفعك التردد إلى تأجيل قرار مغادرة السفينـة قبل الغـرق رغم أهمية القرار، فتظل في عملية التأجيل وإعادة دراسة الأمر لأعوام، ولقد تحدثنا عن حجم الخسائر الفادحة التي يصنعها بنا الانتظار والتأجيل، ويكمن السر هنا في التردد، والتردد الذي نقصده ليس المتعلق بصعوبة القرار، ولكن التردد المقصود هو ذلك النوع من التردد الذي تتسم به بعض الشخصيات، فيكون سلوكا حياتيا متكررا، فتجد الشخص المتردد ينفق وقتا أكثر من اللازم في أتفه الأمور، فقد يستغرق ساعة كاملة في اختيار ملابسه لليوم التالي، وربما ينفق ساعة أخرى في اختيار الطعام والشراب، وفي تلك الحالة يجب حسم الأمور، فعليك التفكير فيما أنت فيه بالشكل الكافي، ويمكنك الاستعانة بالكتابة في تلك العملية، فتكتب كل شيء تصل إليه، أي تكتب مساوئ الوضع الحالي، وتقوم أيضا بكتابة مساوئ الاستمرار في علاقتك الحالية أو عملك أو دراستك، وتراجع أيضا محاولاتك السابقة للإصلاح وأسباب فشلها، وبعد اتخاذ القرار لا تجد أمامك سوى المغادرة.

مغادرة السفينة قبل الغرق هي ما تستحق، فلا أحد يستحق الغرق وضياع الحياة والطاقة، والعمر غالي يا عزيزي، واستمرارك في علاقة سيئة لن يجعل منك مثالا عظيما على التضحية، بل سيحولك إلى شخص بائس وتعيس، ولا مجال للمجاملة في حياتنا، فالحياة قصيرة جدا، سنحياها مرة واحدة، ولا وقت لدينا لإهداره في أشياء ترهقنا ولا تعود علينا بالنفع، وعملية مغـادرة السفينـة قبل الغـرق ليست متعلقة بسفن البحر فقط، فبحر الحياة ممتلئ على آخره بالسفن، فهذه سفينة الحب وهذه سفينة العمل وأخرى للدراسة، وكلها سفن ننفق فيها الوقت والجهد، ولا يعقل أن يتم هذا عبثا وبدون عائد، والحياة الصحية لا تعني خلوها من الأمراض فقط، بل تمتد لتشمل خلوها من المنغصات وأسباب الإرهاق والتعاسة، وكل سفينة غارقة لن تصل بك إلى أي شيء، لو لم تغادرها الآن ستلقيك منهكا في وسط البحر، وتأجيل مغادرة السفن لا يصلح الأحوال، فقم بدراسة وضعك الحالي، وإذا شعرت بالسوء يصبح لزاما عليك مغادرة السفينة قبل الغرق .

Source: ts3a.com
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!