كيف يمكن تعزيز الإنتاجية بمنح نفسك الأولوية؟

يسود الاعتقاد بأنَّ ما تمنحه من حياتك إلى الآخرين، يجب أن يفوق ما تمنحه منها لتحقيق الإنجازات التي تريدها. لقد تعلَّمنا أن نضحي ونُنَحِّيَ احتياجاتنا جانباً؛ لأنَّ ذلك يجعلنا أشخاصاً أفضل، بيد أنَّ عدم منح نفسك الأولوية، هو ما يمنعك من تحقيق أهدافك، وتحقيق المزيد من الإنجازات في حياتك.

Share your love

أنت تعمل بجد طوال اليوم لتحقيق أهدافك، وخلال لحظات تركيزك، تأتيك طلبات من الآخرين ومطالب من مصادر خارجية تشتت انتباهك؛ حيث تبدأ كل يوم بقائمة المهام التي تريد إنجازها، ومع نهاية ذلك اليوم، ترى بأنَّك لم تكمل ما تريده، وإذا ما حلَّلت وقتك، فسترى أنَّ السبب هو أنَّك مُشتَّت باستمرار.

يوجد فارق كبير بين أن تكون شخصاً أنانياً، وأن تهتم بذاتك، والحقيقة هي أنَّك تمنح نفسك للآخرين، أكثر ممَّا تمنحها الأولوية لتحقيق أهدافك والتفكير في المستقبل، وعندما لا تمنح نفسك الأولوية، ستصبح أهدافك ثانوية.

نقدم لك فيما يلي 6 أسباب مهمة تجعل الجميع يفهمون أهمية تحديد الأولويات الذاتية؛ إذ إنَّ إنجاز مزيد من المهام، يبدأ بالاعتناء بنفسك أولاً وقبل كل شيء:

1. تمهيد الطريق للتركيز على أهدافك:

يتطلب تحقيق أهدافك وإنجاز المزيد من الأعمال، وبذل كثير من الجهد؛ حيث إنَّك تحتاج إلى الطاقة، والقدرة على التعامل مع المواقف، فضلاً عن الوضوح الذهني للاستيقاظ يومياً والعمل بجد.

عندما تعطي نفسك الأولوية، فإنَّك تسمح لنفسك برؤية الطريق لتحقيق الإنجازات، في حين أنَّ معظم الناس لا يحققون أهدافهم؛ وذلك لأنَّ أهدافهم تضيع عندما يشتغلون في الاهتمام بالآخرين، ويصبح ذلك الأمر عادةً سلبيةً، ويجعلهم يعيشون حياةً مليئةً بالتراخي.

نادراً ما تسير الحياة كما نتوقع، وعندما تعمل على تحقيق أهدافك، ستواجه الكثير من العقبات غير المتوقعة، وبهذه الحالة أنت تحتاج إلى القدرة على التعامل مع المواقف، والقوة الذهنية لتحمُّل تلك اللحظات المحبطة، والحفاظ على الدافع لتحقيق أهدافك.

الجزء المهم من الإنجاز، هو أنَّك تعمل على أهدافك، وعندما تعمل على ما تريد تحقيقه لتحسين نفسك، يمكنك الاستمرار في التركيز على ما تحتاج إليه لتحقيق ذلك؛ لذا تعلَّم رفض الأمور التي تعرقلك؛ فذلك يمنحك المزيد من الوقت للعمل على الأمور التي تريد تحقيقها فعلاً، حدِّد النطاق المناسب لك من خلال تحديد أولوياتك.

2. زيادة الإنتاجية من خلال تركيز طاقتك:

يؤثِّر عدم التنظيم في الإنتاجية؛ إذ إنَّك عندما تنشغل بأمور عدة، لا يمكنك التركيز والحصول على الطاقة اللازمة لتحقيق إنتاجية مستمرة؛ حيث يؤدي العقل المُشتَّت إلى عدم اكتمال الأهداف.

نحن نحتاج إلى خطة عند تحديد الأهداف، ويجب أن تتمحور هذه الخطة حول الأمور التي تريد تحقيقها، يتيح لك تحديد أولوياتك، وضع خطة تركِّز على الإجراءات والخطوات اللازمة التي ستتخذها لتحقيق أهدافك.

عندما تعمل عملاً منظماً، سيؤدي ذلك إلى زيادة الإنتاجية؛ وذلك لأنَّ تركيزك وطاقتك سيتمحوران حول الأهداف التي تعرف أنَّها ستساعدك لتكون أفضل وتحقِّق المزيد، يمكنك ببساطة إنجاز المزيد عندما تكون لديك الطاقة للقيام بذلك.

شاهد بالفديو: 9 تقنيات لزيادة الإنتاجية الشخصية

[wpcc-iframe class=”embed-responsive-item lazyload” src=”https://www.annajah.net/fe/images/annajah_large.jpg” width=”200″ height=”385″ frameborder=”0″ allowfullscreen=”” data-src=”https://www.youtube.com/embed/gZQLlkCdIqo?rel=0&hd=0″]

3. توضيح الحدود التي يجب وضعها والحفاظ عليها:

أنت تعرف متى يجب أن تقول لا، ومتى يجب أن تقول نعم، وعندما توافق على أي أمر يمكن أن يؤثِّر في تركيزك، فإنَّ ذلك سيجعلك تشعر بالقلق، يساعدك إعطاء الأولوية لنفسك ولأهدافك على وضع حدود والحفاظ عليها بسبب التركيز الشديد.

ستجد دائماً محاولات وطلبات تؤثِّر في وقتك واهتمامك، ولكن عندما تهتم في بناء نفسك، وتحقِّق المزيد من الإنجازات، سيلاحظ الآخرون ذلك، وسيؤدي ذلك إلى زيادة الطلب على طاقتك وتركيزك، وإذا استسلمت لهذه الطلبات، فإنَّك لن تمتلك القدرة اللازمة للعمل على أهدافك باستمرار.

يُعَدُّ وضع الحدود جزءاً لا يتجزأ من تحديد الأهداف والعيش عيشاً صحياً؛ لذا يجب أن تكون صارماً بشأن الأمور التي تسمح بها، والأمور التي لن تتقبلها في حياتك؛ حيث تميل الطبيعة البشرية إلى إرضاء الناس، وعندما تركز على إرضاء الآخرين، فإنَّك لن ترضي نفسك.

أعطِ الأولوية لأهدافك والأمور التي تريد تحقيقها في حياتك، فهذا هو الشيء العملي الذي يجب إدراكه وهذه هي حياتك، ثم يجب عليك أن تركز على ما تريد تحقيقه في حياتك، استخدم أولوياتك لتوضيح الحدود التي يجب وضعها واحرص على الحفاظ عليها بصرامة.

4. زيادة الحماسة المؤدية إلى الاستمرار في الإنتاجية:

توجد أسباب عدة تجعل الأشخاص لا يحققون أهدافهم، ولكنَّ أحد الأسباب الذي لا نفكِّر فيه كثيراً هو عدم وجود الحماسة، عندما تقضي كل الوقت في العمل على أمور تستنزف طاقتك، تنخفض إنتاجيتك مع كل لحظة.

يؤدي السماح للظروف الخارجية بالتحكم بأهدافك إلى قلة الشعور بالحماسة، وعندما لا تركز على منح نفسك الأولوية، فأنت لا تخلق بيئة تساعدك على العمل على أهدافك، سيستغرق الأمر الكثير من العمل الشاق ولفترة زمنية طويلة، لتحقيق أهدافك المهمة ولتكون منتجاً، فضلاً عن أنَّ الأمر سيتطلب طاقة وقدرة للتغلب على العقبات التي تواجهك، والحفاظ على تركيزك.

يتيح لك إعطاء الأولوية لنفسك تحديد أهداف صعبة، لكنَّ النتيجة ستكون مشوقة، وإذا نظرت إلى ما تعمل عليه ووجدته غير مشوق، فلن تتمتع بالاستمرارية؛ حيث سيؤدي عدم وجود الحافز إلى استنزاف إنتاجيتك.

أنت إنسان ولست آلة، وستوجد أمور في حياتك لن تكون جزءاً مثيراً من هذه العملية؛ لذا لا بدَّ من وجود توازن بين العمل والحياة، ويحدث هذا التوازن عندما تُمنَح الحياة اهتماماً متساوياً، يؤدي تحديد الأولويات إلى تحقيق هذا التوازن وزيادة الإنتاجية.

5. التحرر من قيد التوقعات الخارجية:

نحن معتادون على الاشتغال بالظروف الخارجية، ونعلم جميعاً أنَّه لكي نكون أشخاصاً جيدين، يجب أن نساعد الآخرين عندما يواجهون ظروفاً صعبة، ولكن عندما تعطي الأولوية لنفسك، ستدرك أنَّك مسؤول عن حياتك، وهذا يشمل صحتك العقلية.

يساعدك إعطاء نفسك الأولوية على ملاحظة أنَّه يجب عليك التخلي عن توقعات الآخرين، فهذه حياتك ويجب عليك أن تعيش بأفضل طريقة تراها مناسبة، ومن المهم بالنسبة إليك، أن تقضي لحظاتك الثمينة في العمل على أهدافك والأمور التي تساعدك على عيش حياة جيدة.

عندما تتخلى عن توقعات الآخرين لما يجب أن تفعله وكيف يجب أن تفعله، فإنَّ ذلك يحرر قدرتك على التعامل، ويخلق وضوحاً عقلياً لتكون مُنتجاً، ومن ثم، لن تتحمل عبء ما يتوقعه الآخرون منك، فقد حان الوقت لقضاء وقتك بالطريقة التي تناسبك.

لا يجب أن تكون توقعات الآخرين عنك جزءاً من خطتك؛ حيث تُعَدُّ أنت المسؤول عن تحديد الأهداف التي تساعدك على عيش حياة حرة، وقضاء وقتك بالطريقة التي تريدها بالضبط؛ لذا امنح نفسك الأولوية من خلال التغاضي عمَّا يحدث حولك، والتركيز على نفسك أولاً وقبل كل شيء.

6. التأثير الإيجابي في مختلف مجالات حياتك:

ربما تعمل على تحقيق أهدافك؛ وذلك لأنَّك ترغب في أن تظهر بأفضل صورة ممكنة، ولكي تبني حياةً تمنحك المزيد من أوقات الفراغ، والطريقة اللازمة لتحقيق دخل أعلى، وعلاقات أفضل، وكل الأمور الأخرى التي تريد تحقيقها، تحدث من خلال تحسين نفسك وعيش حياة مثمرة.

عندما تتمكن من تحسين نفسك، فهذا يساعدك على أن تكون أفضل في كل مجالات حياتك الأخرى، ويبدأ الحل بتحسين نفسك بإعطاء الأولوية لها، وعندما تتخذ إجراءً يتعلق بأنَّك في المرتبة الأولى، ستمتلك الطاقة والقدرة اللازمتين للاستمرار فترة أطول.

امنح نفسك الأولوية من خلال التركيز على تحسين نفسك وعلى الأمور التي تريد تحقيقها، قد يكون كل شيء في داخلك يدفعك إلى مساعدة الآخرين ابتداءً، لكن لا يمكنك أن تمنح الآخرين ما لا تملكه؛ لذا عندما تعمل على تحسين نفسك، يمكنك مساعدة الآخرين.

في الختام:

حان الوقت لتعتني بنفسك عناية أفضل، وحان الوقت لتتعامل مع نفسك على أنَّك الهدف الأكثر أهمية؛ وذلك لأنَّه يجب أن يكون هذا هو الحال باستمرار، ويجب أن يكون ما ترغب في تحقيقه وطريقة الوصول إليه، أولوية بالنسبة إليك قبل التفكير في الآخرين.

يمكن لمطالب وطاقة الآخرين أن تؤثِّر في مسارك إن سمحت بذلك، وعندما تحدِّد أولوياتك، فهذا يعني أنَّك تقرر أين ستضع حدودك ولا تسمح للآخرين بتجاوزها، من المرجح أنَّك قضيت كثيراً من وقتك حتى هذه اللحظة في التركيز على الأشخاص الآخرين والظروف الخارجية، أمَّا الآن فقد حان الوقت لتخصيص فترة معيَّنة لتضع نفسك في المرتبة الأولى؛ وذلك لأنَّك تستحق حياة مُثمرة.

يمكنك دائماً مساعدة الآخرين، والبقاء مع الأشخاص الذين يحتاجون إليك، بالإضافة إلى منح نفسك الأولوية.

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!