تعليم الآباء للأبناء من الأشياء الهامة جداً، فالدراسة هي من الأمور الأساسية في الحياة، ولهذا ذهبت الدول إلى العناية والاهتمام بالدراسة عن طريق بناء المدارس والجامعات وفرض التعليم الإجباري للأطفال من عمر معين والى عمر معين، كل بحسب الدولة، فأصبح يجب على الآباء اصطحاب أبناءهم إلى المدرسة في تلك الفترة، ألا أن بعض الدول ومنها الولايات المتحدة الأمريكية تذهب إلى نموذج أخر من التعليم( إضافي ) وهو التعليم المنزلي، وفيه يقوم الآباء بالاهتمام بأبنائهم وتدريسهم في البيت على أن يتقدموا إلى الامتحانات في مواعيدها، في بلادنا ما زلنا عن إلزامية حضور الطالب إلى المدرسة لحضور الدرس والحصص.
لكن ماذا بعد عودة الطالب إلى البيت، ما الشيء المفترض حدوثه، من الأمور التي يقوم بها الطالب عادة هي الاهتمام بدروسه وواجباته في البيت، لكن الأفضل أن يقوم الآباء بمساعدته في هذه الدروس، وهذه الخطوة ستجلب الكثير من الفوائد إلى الطرفين أن كان الآباء أو الأبناء، وبالتالي أن رغبنا بالتعرف اكثر على فوائد تعليم الآباء للأبناء في البيت ومساعداهم في الواجبات، فما هي؟
ما هي فوائد تعليم الآباء للأبناء ؟
التواصل بين الآباء والأبناء اكثر
ما أحوج الإنسان في هذا العصر وفي الضغوط التي بدا يعيشها الإنسان أن يجد المتنفس الذي يقدم له الفرصة لكي يستطيع أن يقوم بالتواصل مع من يحب، وهذا الأمر ينطبق على الآباء والأبناء، نحن في عصر نحتاج إلى القدرة إلى إيجاد المتنفس الذي يستطيع فيه الأب أن يقوم بالجلوس مع طفله، لهذا قد تكون الفرصة متاحة وهي فرصة فيها الفائدة الكبيرة للطرفين، على الآباء أن يقوموا باستثمار هذه الفرصة حتى يستطيعوا بناء تلك العلاقة المميزة التي يحتاجونها هم كما يحتاجها أطفالهم هم الآخرين.
قابلية التعلم عند الأبناء اكبر
تصبح قابلية تقبل الدروس والعلم عند الأبناء وفي البيت اكبر منها عن المدرسة، وخاصة أن توفرت لهم الأجواء المناسبة لهذا الأمر، ولهذا على الآباء أن يحسنوا الوصول إلى أطفالهم، وتهيئة الجو المناسب والذي يساعدهم على الحصول على الكميات التي يحتاجونها من المعرفة، لماذا ؟ لان الدراسة بطبيعتها تحتاج إلى ذهن صاف وعقل مرتاح، أن الشعور بأي نوع من أنواع الضغوط قد يصرف الانتباه عن العمل وينقله إلى أمر أخر تماما، على العكس من الشعور بالراحة, والتي تسمح باستقبال المعلومة وتقبل العلم وحسب الأصول، وهذا يدل على أهمية تعليم الآباء للأبناء .
تعليم الآباء للأبناء يساعد على زيادة المعدل الدراسي للأبناء
الدراسة بالإضافة إلى الذكاء والفكر المتفتح، هي ممارسة كأي نوع أخر من الممارسات والذي يصقل الدراس ويصبح اكثر نضوجا نتيجة لها، لهذا أن تكرار مثل هذه الممارسة يعني زيادة في النجاح، ولهذا أن الدراسة في البيت مع الآباء وبعد العودة من المدرسة، يعني استكمال لهذه الممارسة بعد فترة من انقطاع بسيطة بسبب الغداء وخلافه، هذا الأمر سيساهم في النتيجة في زيادة وعي الطالب إلى دراسته ومن ثم زيادة في النتيجة على ما يرغب، هذه العملية البسيطة والمرغوب بها مطلوبة لكل طالب، وهو مطلوبة من كل أب يرغب في أن يزداد معدل طفله وتزداد فرصه في النجاح وزيادة في المعدل.
التعرف اكثر على الأبناء وتعرف الأبناء اكثر على الآباء
عملية الدراسة هذه تتيح إلى الأب للتعرف على قدرات طفله اكثر، هو يطبع على ما يستطيع الطفل القيام به، بالإضافة إلى ما هي اهتماماته، وهل هو يحب الرياضيات أو العلوم أو التاريخ أو غيرها من المواد، قد يساعد هذا الأمر في بناء تصور معين يعمل عليه الأب لطفله في المستقبل، وهذه العملية في المجمل لها الكثير من الفوائد على مستقبل الطفل، ولا يقتصر الأمر على هذه النقطة، فالنقطة الأخرى هي أن يتعرف الأب أيضا على نقاط الخلل والضعف لدى الطفل في الدراسة وبالتالي يعمل على التخلص منها لزيادة التحصيل لدى الطفل، الأمر متبادل بعض الشيء، وهي أن يصبح الطفل على علم بوالده أو والدته اكثر، قدراته، كيف يستطيع التواصل معه.
قضاء المزيد من الوقت مع بعضهم البعض
الدراسة البيتية لا تعني بأي شكل من الأشكال أن يكون الطفل منكبا هو ووالده عليها بكامل التفاصيل ولكل الدقائق، إذا كانت الدراسة في البيت تحتاج إلى ساعة أو ساعتين، فسيكون هناك بعض الوقت سيقوم الوالد والطفل بأخذ الاستراحة، في هذه الاستراحة سيقومان بتبادل الأحاديث، ووقد يمارسان بعض الألعاب، هي تصرفات بسيطة ولكنها منشطة جدا ومساعدة لكلا من الأب والطفل على تجاوز بعض الحواجز في العلاقة لتصبح امتن واكثر انفتاحا، وهي نصيحة جدا مفيدة لكلا الطرفين، وهي قادرة على تقديم الفائدة للطفل اكثر.
بناء خطة افضل للدراسة للطفل
إذا كان الأب حريصا على طفله اكثر فهو سيقوم بعمل دراسة كاملة لكيفية قيامه بالدراسة وتوجيهه إلى النقاط الواجب العناية بها، هنا دور الأب وهنا تكمن الفائدة الكبيرة، القدرة على رسم مخطط من قبل الأب إلى الطفل لغايات مساعدته اكثر وتقديم المعونة له، وبالتالي يجب أن يكون عقل الأب متفتحا اكثر وخاصة في الأيام الأولي لتلك المرحلة بحيث يستطيع تحديد التوجهات ومن ثم يقوم بها، قد تعني هذه الدراسة العناية ببعض المواد على حساب أخرى، وقد تعني الاستغناء عن بعض المواد.
النقاط التي قد تتحول إلى نقاط سلبية
النقاط السلبية هنا قد تكون احتمالية وليست أكيدة، وبالتالي ليست دائمة الحدوث عند الأطفال والأبناء ومنها:
قلة الاعتماد على النفس
الطفل هنا قد يصبح اكثر اعتمادا على والديه في العملية التعليمية اكثر من نفسه، ولهذا فإن القيام بتدريس الطفل يتطلب قدرا من التعاون وقدرا من الحزم في ذات الوقت، يجب على الآباء أن يكونوا اكثر حزما في التعاطي مع الطفل وإظهار له الواجبات لاتي عليه القيام بها وعدم التساهل أو الخذلان.
عدم التركيز في المدرسة
أحيانا قد يأخذ الأمر منحنى أخر، وهو عدم انتباه الطفل إلى الدراسة في المدرسة، هو يعتمد على انه ولدى عودته إلى المنزل سيجد من يساعده في دروسه وبالتالي الاعتماد الكبير على ساعات الدراسة المنزلية ومن ثم يقوم بإهمال الدراسة والتركيز في المدرسة، وهذا الأمر خطير، نظرا إلى انه من الواجب على الطالب أن يكون كثير الانتباه في المدرسة فهي تعطيه ما نسبته 50% على الأقل من المعلومات التي عليه أن يتعلمها قبل الانتقال إلى البيت للراحة ومن ثم القيام بالواجبات.