كُن قدوةً يُحتذى بها وتأكَّد من أن تقرن أقوالك بالأفعال

ليس ثمة ما هو أسوأ تأثيراً على معنويات الموظفين من القادة الذين يمارسون فلسفة "تصرفوا مثلما أقول لا مثلما أتصرف". عندما يحدث هذا يمكنك أن ترى فقدان الحماسة والافتقار لحسن النوايا بين الموظفين.

Share your love

إذا كنت تشغل منصباً قيادياً فأنت تعلم أنَّه تقع على عاتقك مسؤوليةٌ تجاه فريقك. فهم يتطلعون إليك طلباً للتوجيه والقوة وهذا جزءٌ من كون الشخص قائداً. كما يكمن جزءٌ كبيرٌ من مسؤوليتك في قيادتهم عبر تصرفاتك. إذاً لماذا من المهم أن تقود الآخرين من خلال كونك قدوةً لهم، وماذا يحدث حينما لا تقوم بذلك؟

ما أهمية ذلك:

ثمة مقولةٌ قديمة حول الفَرق بين المدير والقائد تقول: ” يقوم المديرون بالأمور بشكلٍ صحيح بينما يقوم القادة بالأشياء الصحيحة” (من الأفضل أن تكون مديراً وقائداً فهما مجرد عمليتين مختلفتين). وبصفتك قائداً فإنَّ جزءً من عملك هو إلهام الأشخاص من حولك ليرتقوا بأنفسهم – وبالتالي بالشركة – إلى القمة. وليقوموا بذلك يجب عليك أن تُظهر لهم الطريقة من خلال ارتقاءك أنت بنفسك. توقف وفكِّر في الأشخاص المُلهِمين الذين غيروا العالم بتصرفاتهم. فكِّر بما حققه مهاتما غاندي من خلال تصرفاته: فقد كان في معظم حياته يقرن ما يعظ به الآخرين بالأفعال. فقد كان ملتزما بالمقاومة السلمية للاحتجاج على الظلم مما حدى بالناس للسير على نهجه. لقد قادهم وقاد الهند إلى الاستقلال لأنَّ حياته كانت خير مثالٍ عن أنَّه من الممكن الوصول إلى الاستقلال. وعلى الرغم من أنَّ وضع غاندي مختلفٌ تماماً عن وضعك إلَّا أنَّ المبدأ نفسه. فعندما تكون مثالاً يُحتذى فإنَّك ترسم صورةً لما هو ممكن. حيث يمكن للناس أن ينظروا إليك ويقولوا: “حسناً، إذا كان هو في إمكانه أن يقوم بذلك فأنا أيضاً يمكنني أن أقوم بذلك “. عندما تكون مثالاً يحتذي به الآخرون فإنَّك تسهِّل عليهم اتباعك.

انظر إلى رجل الأعمال الأسطورة “جاك ويلش” (Jack Welch) الرئيس السابق لشركة “جنرال إلكتريك”. لقد عرف “ويلش” أنَّه لكي يفتح آفاقاً جديدة أمام “جنرال إلكتريك” فإنَّه يجب عليه أن يقلب كل شيءٍ رأساً على عقب. لذا فإنَّ هذا بالضبط ما فعله. لقد كان هو من طوَّر فكرة “المنظمات غير المحدودة” بأكملها. وهذا يعني أنَّ لكلِّ شخصٍ حرية التفكير بما شاء من الأفكار وإثارتها بدلاً من الانتظار حتى يأتي شخصٌ ذو منصبٍ أرفع في الشركة ويفكر بها أولاً. لقد أراد أن يعطي الحرية لفريقه ووعد بالاستماع إلى أية أفكارٍ يقدمها أي شخصٍ في الشركة. وقد وفَّى فعلاً بوعده. فقد حظي الجميع باهتمامه من أصغر العمال وحتى أبرز المديرين. فقد كان يستمع إليهم عندما يكون عندهم ما يقولونه أو عندما يكون لديهم فكرةٌ جديدة قد ترتقي بالشركة. لم يكن ذلك مجرد حديث، ولم يتطلب إدراك الفريق لذلك الكثير من الوقت. لقد بقي “ويلش” وفيَّاً لما أحسَّ به ولما كان يعلم بأنَّه صحيح. ونتيجةً لذلك أصبحت شركة “جنرال إلكتريك” تحت قيادته شركةً في غاية النجاح. لقد كان لدى فريقه رغبةٌ دائمةٌ في اتباعه لأنَّ أعضاء الفريق يعلمون أنَّه دائما ما يفي بوعوده. ماذا يعني ذلك بالنسبة لك؟ إذا ما وهبت نفسك لفريقك وكنت قائداً لهم فإنَّهم سيتبعونك على الأرجح إلى أي مكان.

عندما لا تكون مثالاً يُحتذى به:

لقد رأينا مدى الفعالية التي يحملها كون الشخص قدوةً يُحتذى بها. ولكن ما الذي يحدث عندما لا تتبع هذه القاعدة؟ بماذا يشعر فريقك عندما تأمرهم بالقيام بشيء ويرونك تقوم بعكسه تماماً؟ كما قلنا سابقاً إذا سبق وأن حصل هذا معك لن يكون من الصعب عليك تذكُّر حجم الغضب والإحباط اللذين كنت تشعر بهما. عندما لا يطبق القادة ما يقولونه سيكون من شبه المستحيل أن يعمل أعضاء الفريق مع بعضهم بشكلٍ ناجح. فكيف يمكن لأيِّ أحدٍ أن يثق بقائدٍ يتحدث عن شيءٍ ويقوم بعكسه؟ فكِّر ما الذي كان من الممكن أن يحدث لو أنَّ “غاندي” دخل في عراكٍ مع معارضيه ولو لمرةٍ واحدة. سيكون من الصعب على الأرجح تصديق رسالته الهامة حول الاحتجاج اللاعنفي بعد ذلك. ولكان سينظر إليه أتباعه نظرةً ملؤها الشك والريبة. ولكان ارتفع بشكلٍ كبير على الأرجح احتمال دخولهم في أعمال عراك أو ارتكابهم لتصرفاتٍ عنيفة. هل تعتقد أنَّ جنود الإسكندر الأكبر كانوا سيقاتلون معه بهذه الشراسة لو أنَّه جلس على قمة هضبةٍ بعيداً عن المعركة؟ على الأرجح لا. سيكون جنرالاً عادياً آخر في كتب التاريخ بدلاً من أن يكون مثالاً للقائد الناجح الذي نسمع به اليوم. والأمر نفسه ينطبق على فريقك. إذا قلت شيئاً وقمت بعكسه فإنَّهم على الأرجح لن يتبعوك بحماس. ولماذا يتبعونك بحماس؟ فكل ما ستأمرهم به بعد ذلك سيُقابل بالريبة والشك. وقد لا يثقون بأنَّك تقوم بما هو مناسب، أو بأنَّك تعي ما تقوله. قد لا يثقوا بك بعد ذلك.

يدفع القادة الناجحون الأشخاص الذين يقودونهم من خلال الحماسة، والإلهام، والثقة، والرؤيا. فإذا كنت تقود فريقاً لا يثق بك فستنخفض الإنتاجية وتختفي الحماسة. وقد تفقد الرؤيا التي تحاول جاهداً تحقيقها جاذبيتها، وكلُّ ذلك لأنَّ فريقك لم يعد يثق بك بعد الآن.

النقاط الرئيسة:

تتطلب القيادة الناجحة قوةً في الشخصية والتزاماً عميقاً بالقيام بما هو مناسب في الوقت المناسب وبدافعٍ مناسب. وهذا يعني أن تطبِّق ما تقول. إذا لم يكن في إمكان فريقك أن يثق بك فإنَّك على الأرجح لن تقودهم نحو القمة. إنَّ العيش كقدوةٍ يُحتذى بها ليس صعباً كما قد يبدو. إنَّه الطريق الأسهل بالفعل. إذا كان فريقك يعلم أنَّك ستقوم أنت أيضاً بما تتوقع منهم القيام به فإنَّهم على الأرجح سيعملون بكلِّ جدٍّ لمساعدتك على تحقيق هدفك. لقد ساعد كلٌّ من مهاتما غاندي والإسكندر الأكبر على تغيير العالم لأنَّهما كانا مثالَيْن يُحتذى بهما. ونتيجةً لذلك حققا أشياء عظيمة.

طبِّق ذلك في حياتك:

  • إذا طلبت من أحد زملائك القيام بعملٍ ما تأكَّد من أنَّ لديك الرغبة أنت أيضاً في القيام به.
  • إذا وضعت قواعد جديدة للمكتب طبِّق أنت هذه القواعد بنفس القدر من الالتزام الذي تتوقعه من الآخرين تجاه هذه القواعد. على سبيل المثال، إذا كان ثمة قاعدة جديدة تنص على “ألَّا مكالماتٍ شخصيةً في العمل” فلا تتحدث إلى زوجتك وأنت في العمل. سيُنظر إليك على أنَّك شخصٌ غير صادق، وسيشعر موظفوك بالغضب تجاهك، وسيبدؤون بالتمرِّد عليك.
  • راقب سلوكك عن كثب. فإذا كنت تلوم الأشخاص لأنَّهم يقاطعون الآخرين وكنت أنت تقاطعهم باستمرار فيجب عليك تصحيح ذلك. نعم، إذا كنت تريد من الجميع الانتباه إلى بعضهم البعض والاستماع إلى جميع وجهات النظر فتصرف أنت على هذا الأساس.
  • إذا قررت بدافعٍ من حسن النية أنَّه يجب على الجميع مغادرة المكتب في الساعة الخامسة بعد الظهر فإنَّك أنت أيضاً يجب أن تقوم بالأمر نفسه. فإذا بقيت حتى وقتٍ متأخر لإنجاز بعض الأعمال الإضافية قد يشعر فريقك بالذنب ويبدؤون هم أيضاً بالبقاء حتى وقتٍ متأخر وهذا يمكن أن يلغي أي تأثيرٍ لقرارك الذي اتخذته. والشيء نفسه ينطبق على أمرٍ مثل استراحة الغداء، فإذا أردت من فريقك أن يقضي ساعةً كاملةً للاستراحة والاسترخاء فيجب عليك أنت أيضاً أن تقوم بالشيء نفسه.

 

المصدر: هنا

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!