وشدد لافروف على أن العقوبات الغربية “تضر بإمدادات الغذاء حول العالم”، مضيفا: “في الواقع هناك عقوبات غربية استهدفت روسيا، وهي تعرقل علاقاتنا مع الدول الإفريقية، بما في ذلك عقوبات تشمل الرسوم الجمركية. وهناك عوائق في الموانئ الدولية”.

وأضاف: “لقد وقعنا على اتفاق تصدير الحبوب في إسطنبول، حتى تُزال كل تلك العراقيل التي تعيق حركة السفن”.

وتطرق وزير الخارجية الروسي إلى لقائه مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، قائلا إنه تم إجراء “محادثات بناءة ومثمرة”، لافتا إلى أن “علاقة الصداقة بين مصر وروسيا تتطور بشكل كبير ومستمر، وهذا يشمل الحوار البناء الذي يجري على خلفية توقيع اتفاق الشراكة الكاملة في سوتشي بين روسيا ومصر، الذي دخل حيز التنفيذ العام الماضي”.

ونوه إلى أن “التبادل التجاري بين مصر وروسيا زاد إلى 4 مليارات دولار، أي بمعدل زيادة 5 في المئة مقارنة بالعام الماضي”، مؤكدا أن هناك “اتفاقا مشتركا فيما يخص مشاريع بين البلدين، يمكن أن تدفع إلى مستويات غير مسبوقة من التعاون الثنائي”.

وأوضح لافروف أن “لجنة حكومية مشتركة تعمل في شقها الفني، وستنعقد في مصر قريبا”، وتابع: “أعددنا جيدا لهذه اللجنة الحكومية المشتركة، حتى نتابع كافة التدابير اللازمة لتقوية علاقاتنا الاقتصادية والتجارية الثنائية، وتوسيعها لتشمل كافة المجالات الأخرى”.

واستطرد: “نعمل مع مصر على مشروع محطة الطاقة النووية، والأمور تسير على قدم وساق بشكل ممتاز، حيث تم صب الخرسانة الأولى، وهناك كذلك منطقة صناعية روسية تشيد في مصر، إلى جانب حوار بناء فيما يخص التعاون الاقتصادي والصناعي”.

وقال كذلك إن هناك “صفقة مهمة لتوريد عربات السكك الحديدية إلى مصر، إلى جانب شركات نفط وغاز روسية تنفذ مشاريع كبرى”.

كما تشمل أفق التعاون بين مصر وروسيا، التعاون في المجال الصحي، إذ قال لافروف: “تم العمل على مشروع تصنيع لقاح جديد ضد أوميكرون والمتحورات الأخرى، وجدري القرود، وهناك تعاون بين وزارتي الصحة في بلدينا بهذا الصدد”.

وأكد وزير الخارجية الروسي، أن هناك “توافقا” بين روسيا ومصر في عدة قضايا، قائلا إنه تم التطرق إلى النزاع العربي الإسرائيلي، موضحا: “تناولنا النزاع العربي الإسرائيلي، ونؤكد أهمية تسوية هذا النزاع واستئناف المفاوضات بناء على اللجنة الرباعية لتسوية الأزمة بوساطة مصرية. يجب أن تقام دولة فلسطين وأن يكون هناك حل للدولتين، وأن تنفذ كافة قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن”.

وفيما يتعلق بالأزمة الليبية، شدد لافروف على “ضرورة دعم الأمم المتحدة في مسعاها لتسوية الأوضاع في ليبيا”، مشيرا إلى أن “البعثة الأممية في ليبيا يجب أن تحظى بدعمنا المتواصل لحل كل القضايا العالقة، وفق مجلس الأمن وقراراته، وقرارات المؤسسات الدولية”.

أما بشأن الأوضاع في سوريا، فأكد لافروف أنه “يجب التوصل لحل رئيسي، وأن يكون هناك اعتراف بحق الشعب السوري في تقرير مصيره. المجتمع الدولي يجب أن يعمل على تسوية النزاع في سوريا، للتوصل إلى حل وسط، للحفاظ على وحدة أراضي سوريا”، داعيا جامعة الدول العربية إلى لعب دور في “التسوية السورية”.

الملف الأوكراني

وتطرقت مباحثات لافروف وشكري إلى الحرب في أوكرانيا، حيث قال المسؤول الروسي: “تحدثنا عن الوضع الخاص بالعملية العسكرية في أوكرانيا. المصريون تحدثوا عن ضرورة إيجاد حل سياسي واستحضار الحل الجيوسياسي في هذه المنطقة تحديدا”.

واتهم لافروف الولايات المتحدة بأنها “تريد فرض نظام أحادي يستند إلى الهيمنة على العالم”، مضيفا: “روسيا تهتم بالمقام الأول بتوفير الحقوق المشروعة للشعوب في تلك المنطقة، وأن تضمن الأمن فيها”.

من جانبه، أكد وزير الخارجية المصري، سامح شكري، على “أهمية التوصل لحل دبلوماسي لإنهاء الأزمة الأوكرانية”، لافتا إلى أن مصر تأثرت بتداعيات الأزمة المتعلقة بالأمن الغذائي والطاقة.

وبيّن شكري: “تناولنا قضايا دولية في مقدمتها أوكرانيا، وأكدت مصر أهمية التوصل إلى حل دبلوماسي يقوم على الحكمة والحوار لإنهاء الأعمال العسكرية، والعمل على التوصل إلى تسوية سياسية، تنهي التبعات التي ترتبت عن الأزمة في أوكرانيا”.

ولفت شكري إلى أن الأزمة الأوكرانية أثرت على مصر، قائلا: “الأزمة مسّت مصر فيما يتعلق بالأمن الغذائي والطاقة، إلى جانب تضرر الاقتصاد العالمي، وتزايد التضخم وتضرر سلاسل الإمداد وانقطاعها، كل هذه الأمور يجب العمل على تجنبها، لأنها تأتي في أعقاب سنتين من كورونا، وما ترتب عليها من ضغوط اقتصادية”.

كما أوضح أن المباحثات مع لافروف تطرقت إلى القضية الفلسطينية و”أهمية حل الدولتين لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، واستمرار العمل المشترك لتحقيق الهدف والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني”.

واسترسل قائلا: “تناولنا الأوضاع الإقليمية في ليبيا وسوريا والعراق، والعمل على تحقيق الاستقرار والأمن في كل مواضع التوتر بالمنطقة العربية”.

واختتم شكري حديثه بالحديث عن العلاقات الثنائية بين مصر وروسيا، قائلا “تناولنا بعمق خلال المباحثات العلاقات الثنائية، وهي علاقات تاريخية وتتسم بالصداقة، ومتشعبة بالكثير من المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، ونتطلع لاستمرار التعاون على أساس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، ومراعاة قواعد العلاقات الدولية والقانون الدولي”.