وأعرب سيرغي لافروف عن امتنانه “للاهتمام الذي تظهره جامعة الدول العربية، والموقف المسؤول والمتوازن للدول الأعضاء وقادة الدول العربية. في أبريل التقينا بمجموعة تمثل الجامعة، وكان نقاشا مثمرا، ومستعدون لإبقاء الحوار مع العرب، وليس لدينا شيء نخفيه”.

وتابع: “شرحنا الأسباب التي جعلتنا نبدأ العملية العسكرية. لقد جاءت بعد سنوات من الإهمال الذي ووجهنا به، وكانت لدينا مخاوف مشروعة حول أمننا، بدءا من توسع الناتو، بصرف النظر عن تلك التعهدات التي قُدمت للاتحاد السوفيتي، وجعله دولا سابقة بالاتحاد تنضم له”.

واستطرد لافروف: “أوكرانيا كانت قد اختيرت لتكون مناهضة ومعادية لروسيا، وتلقت الأسلحة (من الغرب)، وتم التخطيط لبناء قواعد عسكرية برية وبحرية في أوكرانيا”.

وأشار في حديثه إلى ما وصفه بـ”انقلاب 2014″ في أوكرانيا، قائلا: “منفذو ذلك الانقلاب عام 2014 لم يطلب منهم الانضباط من قبل الغرب، بل دعموهم، و عندما استلموا السلطة أولئك الذين انقلبوا أعلنوا نيتهم إزالة اللغة الروسية من أوكرانيا، وأرسلوا قوات مسلحة لاقتحام منازل المتحدثين بالروسية في شبه جزيره القرم، بالعلم أن هناك استفتاء هناك والسكان اختاروا الانضمام لروسيا”.

وأضاف وزير الخارجية الروسي: “عندما أخذوا زمام السلطة انتهكوا الاتفاق مع روسيا، وبدل اللجوء لحكومة وحدة وطنية، انقلبوا وذهبوا للساحة مع محتجين، وبفخر أعلنوا أنهم أسسوا حكومة المنتصرين، وهذا يعني أن الذين لا يدعموهم خاسرين، وهذه ليست طريقة لإعلان السلم الوطني”.

وتابع: “لاحقا، الأراضي بأوكرانيا التي لم تقبل بالانقلاب، تم التخلي عن سكانها وتمت تسميتهم بالإرهابيين، وقصفهم بالصواريخ والطائرات، وهكذا بدأت الحرب، وتمكنا من وقفها عام 2015 عبر اتفاقات مينسك”.

واستطرد لافروف حديثه عن اتفاقات مينسك، متهما أوكرانيا بخرقها، وقال: “قلنا إننا سنحترم ذلك الاتفاق ولم نطلب الكثير، فاللغة الروسية يتحدثها الكثيرون من الأقليات في أوكرانيا، والشرطة المحلية، ولديهم الحق في مراقبة نقاط التفتيش الحدودية وضبط الأمن بين أوكرانيا والدول الأخرى، وهذا شيء شبيه بما حدث بالبوسنة والهرسك مع صربيا”.

كما أشار إلى أنه “كان هناك تدهور بالعلاقات التجارية والاستثمارية، وحدثت عرقلة للحركة بشكل عام، وبدل التواصل معهم (أوكرانيا) عبر الحوار، كما نص اتفاق مينسك، رفضوا اللقاء وقالوا إن كل شيء يجب أن يكون بصيغة مختلفة، مخالفة لما كان عليه اتفاق مينسك، وهو أن يكون هناك حوار مباشر”.

وأكمل: “لذلك فإن ألمانيا وفرنسا والاتحاد الأوروبي بشكل عام، لم يودوا أن يلحوا على الوفاء بتلك التعهدات التي قدموها، حتى يتم تطبيقها، ومرة أخرى حدث مثل ما حدث مع صربيا”.

كما أكد أنه “لا يمكن لأي دولة أن تضمن أمنها عبر تهديد أمن دولة أخرى”.