لبنان: لا خرق حكومياً رغم تأمين الموفد الفرنسي اتصالاً بين الحريري وباسيل
[wpcc-script type=”ba33fa6e5eab9800176a53c4-text/javascript”]
الحريري ودوريل قبل أيام
بيروت- “القدس العربي”:
كما حضر الموفد الفرنسي باتريك دوريل غادر من دون إحداث أي خرق على صعيد تسريع تشكيل الحكومة، على الرغم من الاتصال الذي أمنه بين الرئيس المكلف سعد الحريري ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل والذي لم يتعد الاتصال الشكلي، من دون الغوص في التفاصيل التي تعرقل ولادة الحكومة وفي طليعتها الخلاف على الحقائب ومَن له الحق في تسمية أسماء الوزراء وإلقاء كل طرف المسؤولية على الطرف الآخر بالتأخير.
وقد شكل هذا التأخير في التأليف مادة دسمة لبعض المواقف. فرئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع اتهم “محور المقاومة” بتعطيل تشكيل الحكومة لأنهم يريدون التعويض على الوزير باسيل بعد فرض العقوبات الأمريكية عليه. وقال جعجع في لقاء مع أطباء القوات: “يُحكى عن قانون انتخابي جديد، ونحن في الأمس القريب أقررنا قانونا انتخابيا جديدا، فهل يجوز في بلد ما إقرار قانون جديد للانتخابات كل عامين؟ ولاحظوا طبيعة هذا القانون الانتخابي المطروح الذي يأملون منه أن يمكن محور المقاومة ومن لف لفه الإمساك بالبلاد. ولاحظوا أيضا ما يحصل في عملية تشكيل الحكومة اليوم، عبر التمسك بوزارة المالية. ألا يوجد وزارة وازنة غير المالية؟ لماذا التمسك بها؟ لأنهم يريدون التوقيع الثالث، ولكن انتبهوا جيدا، فوزارة المال لا تعطي التوقيع الثالث، هذه بحد ذاتها بدعة فهي لها توقيع كأي وزارة أخرى، ولكنها لا تعطي توقيعا ثالثا بالمعنى السياسي للكلمة، أبدا. ولاحظوا أيضا ما يحصل الآن، فبسبب أن أحد المتحالفين مع محور المقاومة وهو الوزير جبران باسيل قد فرض عليه عقوبات أمريكية، فهم يريدون التعويض عليه عن العقوبات بإعطائه مكاسب في تشكيل الحكومة، الأمر الذي أدى إلى تعطيل تشكيل الحكومة”.
ورأى جعجع “أننا في أمس الحاجة لحكومة جديدة، إلا أنه بالنسبة لمحور المقاومة هذا أمر لا يهم، كما أن الشعب اللبناني سيتضور جوعا، وهذا الأمر أيضا لا يهمهم، باعتبار أن المهم الوحيد لديهم هو أن يتقدم محور المقاومة بشكل من الأشكال، محافظا على حلفائه مهما كانوا فاسدين ويخربون البلاد، ومهما عاثوا خرابا فيها، وبقدر ما يهربون إلى سوريا، وكل ذلك لا يهم، المهم أن محور المقاومة يواصل تحقيق التقدم أكثر وأكثر، ويقوى أكثر وأكثر”. واعتبر أن “سبب كل هذا هو أن هناك خطة واضحة لوضع اليد على البلد، لذا مطلوب منا اليوم المقاومة لأننا بوضعية مشابهة للعام 1975، خصوصا وأن الشعب اللبناني يتحمل كل ذلك لأن محور المقاومة ينفذ خطة واضحة المعالم لوضع اليد على السلطة في البلد، في حين أنه وللأسف، هناك بعض الكتل والمجموعات السياسية والأحزاب التي لا يهمها ما يحصل، لا تلتفت إلى كل ما يجري في العمق، وجل ما تقوم به هو الاتجاه إلى حيث توجد الجبنة لتأكلها، وسياستها مبنية فقط على هذا الأمر، وهذا أيضا سبب أساسي أوصلنا إلى ما وصلنا إليه، باعتبار أن محور المقاومة ما كان ليصل إلى ما وصل إليه من قوة لولا التحالفات التي قام بها يمينا ويسارا، وكليا وجزئيا”.
أما البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الذي لم يأت على ذكر العقوبات على رئيس أكبر كتلة نيابية مسيحية للأحد الثاني على التوالي، فعرض في عظته لما آل إليه الوضع الحكومي منتقدا المسؤولين السياسيين، وقال: “أمام الاستهتار بصرخة الشعب الجائع وثورته، وأمام جراح بيروت المنكوبة من جراء انفجار مرفئها في 4 آب/أغسطس الماضي، من دون أن تحرك الدولة ساكنا، وأمام إلحاح الدول الصديقة على تشكيل حكومة جديدة والشروع بالإصلاحات، مع الدعم الدولي الجاهز، ترانا مضطرين إلى طرح أسئلة مصيرية:
هل هذا التمادي في تعطيل تشكيل الحكومة والاستهتار بمصالح الشعب والوطن جزء من مشروع إسقاط دولة لبنان الكبير لوضع اليد على مخلفاتها؟ لا نستطيع أن نرى هدفا آخر لهذا التعطيل المتمادي المرفق بإسقاط ممنهج للقدرة المالية والمصرفية، وبإفقار الشعب حتى جعله متسولا، وبإرغام قواه الحية وخيرة شبابه المثقف على الهجرة”.
من ناحيته، فإن متروبوليت بيروت للروم الأورثوذكس المطران إلياس عودة أكد أن “المسؤولين لا يأبهون إلا لنوع واحد من المحبة هو النرجسية، أي محبة الأنا، ولا يهتمون سوى لأناهم”، وقال: “العواصف الاقتصادية والاجتماعية والصحية والتربوية تقض مضاجع المواطنين، فيما الهم الأول والأوحد لدى مسؤولينا هو من يقتنص هذه الوزارة أو تلك، ومن يتزعم هذه الساحة أو تلك، ومن يغوص في الفساد أكثر من نظيره الفاسد”.
وأضاف: “كفاكم مماطلة. كفاكم وأدا لأبناء بلدكم وتدميرا لبلدكم ولتاريخه ولدوره، إلا إذا كنتم غرباء عن هذا البلد وتخدمون مصالح أخرى”. وسأل: “تخافون على الشعب وصحته؟ أمر مضحك… تقفلون البلد المقفل أصلا بسبب سياساتكم الفاشلة؟ ما الخير الذي أتيتم به حتى هذه اللحظة؟ كل العقوبات التي قد تفرض عليكم ليست شيئا أمام عدالة السماء وعقاب الآخرة. الأوان لم يفت بعد لكي تستيقظوا وتدركوا أنكم تقودون الشعب المسكين الطيب إلى هاوية الموت التي لا قيام منها إذا توانيتم أكثر”.