لعبة القطّ والفأر في أوج معركة كورونا

ما تزال الأرقام غير مفزعة (31 وفاة و 7 حالات إصابة مؤكدة) من خلال حوالي 11 ألف عملية تحليل. هذا التّصاعد البطيء نسبيًّا، وفقًا للطريقة المتّبعة لتقصّي انتشار فيروس كورونا، قد يكون حثّ جهات عديدة على مستويات مختلفة على التّعامل مع هذه الأزمة الصّحيّة بشكل لافت للنّظر يكاد يصبّ في خانة التّقصير والإستهتار و"تخديم المخّ" كما لو كنّا في ظروف عاديّة. على مستوى الدّولة، يظلّ التّعامل ثلاثيّ الأبعاد قائمًا إلى حدّ الآن، إذ أنّ الرّئاسات الثّلاث تتشبّث بالإمساك بزمام الأمور وبالتّموقع في قمّة "المنقذين" الذين سيضمنون وجودهم ضمن الذّاكرة الوطنيّة.

Share your love

ما تزال الأرقام غير مفزعة (31 وفاة و 7 حالات إصابة مؤكدة) من خلال حوالي 11 ألف عملية تحليل. هذا التّصاعد البطيء نسبيًّا، وفقًا للطريقة المتّبعة لتقصّي انتشار فيروس كورونا، قد يكون حثّ جهات عديدة على مستويات مختلفة على التّعامل مع هذه الأزمة الصّحيّة بشكل لافت للنّظر يكاد يصبّ في خانة التّقصير والإستهتار و”تخديم المخّ” كما لو كنّا في ظروف عاديّة.
على مستوى الدّولة، يظلّ التّعامل ثلاثيّ الأبعاد قائمًا إلى حدّ الآن، إذ أنّ الرّئاسات الثّلاث تتشبّث بالإمساك بزمام الأمور وبالتّموقع في قمّة “المنقذين” الذين سيضمنون وجودهم ضمن الذّاكرة الوطنيّة.
في قصر قرطاج، تكاد تقتصر الحركة على الحضور البروتوكولي وعلى بعض العروض الشّعبويّة التي لا تغني من جوع. بل إنّ رئاسة الجمهوريّة تباهت بالإعلان عن إمضاء قيس سعيّد الأمر بالتّفويض البرلمانيّ لصالح رئيس الحكومة وعدم تشبّثه بحقّه في العودة إلى البرلمان قبل الإمضاء، ولكم أن تستحسنوا هذه الحركة الكريمة والجريئة.
في قصر الحكومة بالقصبة، انتهى أسبوع الإنتظار الذي لم نشاهد خلاله أيّ تحرّك لرئيس الحكومة بحجّة ترقّب وصول التّفويض، وكأنّه ممنوع من الحركة بدونه. هذا الجمود غير المبرّر ساهم بصفة غير مباشرة في تأزّم الوضع بوزارة الصّحّة حيث تواصلت لعبة القطّ والفأر بين الثّلاثيّ الذي أوكلت إليه مهمّة قيادة المعركة ضدّ الوباء. وبعد “الإختفاء” المفاجئ للدّكتورة نصاف بن عليّة خلال بضعة أيّام، جاء الدّور على الدّكتور شكري حمّودة الذي غادر ساحة الوغى في ذروة المعركة بدعوى الحصول على ترقية بعثت به إلى إدارة صحّيّة أخرى بينما يتحتّم تواجده على الجبهة نظرًا إلى خبرته وكفاءته.
وإن كثر الحديث عن إمكانيّة الرّفع التّدريجيّ للحجر الصّحيّ وفق سير الأمور والمعطيات والأخذ بعين الإعتبار أولويّات صحّيّة واقتصاديّة واجتماعيّة، فإنّ الأمر قد يتأجّل إلى وقت لاحق تكون فيه الرّؤية أكثر وضوحًا.
ذلك أنّ التّساؤلات نفسها ظلّت معلّقة ودون إجابات شافية ومقنعة. فهل نحن على الطّريق الصّحيحة في الحرب المعلنة على داء كورونا؟ هل لدينا الإمكانيّات البشريّة والتّقنيّة التي تتماشى وطموحاتنا والتي ستجعلنا نتجاوز هذه المحنة بأخفّ الأضرار؟ هل سنرى الرّؤوس الثّلاثة متّحدة في هذه المرحلة العصيبة التي قد تعقبها فترة أكثر شدّة وبأسًا إذا ما تركنا الأمور تفلت من قبضتنا؟
في انتظار الإجابات ومع وصول كمّيّات معتبرة من المعدّات الطّبّيّة القادمة من الخارج، نتمنّى أن تغيب عن أعيننا نهائيًّا تلك الفيديوات التي تُظهر قهر وخوف إطاراتنا الطّبيّة وهم يباشرون عملهم المضني والمحفوف بالخطر دون أدنى وسائل الوقاية…
 

كمال زعيّم

Source: Alchourouk.com
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!