لغات الحب وسحرها

لغات الحب وسحرها

لغات الحب وسحرها الحب نقيض البغض وهو عاطفة وجدانية حيث تميل النفس والقلب فيها للمحبوب..

Share your love

لغات الحب وسحرها

الحب نقيض البغض، وهو عاطفة وجدانية، حيث تميل النفس والقلب فيها للمحبوب، وهو شعور بالانجذاب والإعجاب نحو شخص ما، أو شيء ما، وقد ينظر للحب على أنه كيمياء متبادلة بين اثنين

وأول ما يتبادر إلى الذهن عند إطلاق كلمة الحب، هو ذلك الحب المبتذل المؤقت الذي يعرض في الأفلام، والحقيقة هي أرقى وأغلى وأعمق، وشتان بين هذا وما أريد التحدث عنه.

فبداية أول شرارة للحب هي التي تنطلق من الأسرة، حيث أن أول ما يواجهه الطفل هو حب أبويه له، ثم حب إخوته، ثم بعد ذلك الحب الذي يجده من أقاربه وأصدقائه وزملائه، ثم بعد ذلك حبه لزوجته وحبها له، وفي كل تلك المراحل تكون هناك طريقة مختلفة للتعبير فيها عن الحب.
ولكن يجب أن نأخذ خزان الحب بعين الاعتبار، تماما مثل خزان وقود السيارة، فالسائق عليه التأكد دائما من وجود وقود في خزان سيارته؛ لأنه في حال نفاذ الوقود من الخزان ستتوقف السيارة بالكامل، وكذلك الحال بالنسبة لخزان الحب في العلاقة بين أي شخصين، وخاصة الزوجين، يجب التأكد دائما من أن خزان الحب ممتلئ حتى يستمر الحب بينهما وتستمر العلاقة.

ولكن عندما نشاهد علاقة يرى فيها كل فرد أنه قد أدى ما عليه تجاه شريكه، ولكنه لم يجد الرد أو التقدير الذي كان ينتظره، فأين الخلل؟

ولتوضيح الصورة وتقريبها سأضرب مثالا: فمثلا لو تخيلنا أن أحد الشريكين أو الزوجين يتكلم باللغة الفرنسية، والآخر لا يتحدث سوى العربية، فكيف لهما أن يصلا معا لعلاقة سوية وناجحة؟

والجواب: كما أن الناس على اختلافها تنطق بلغات مختلفة، فالحب نفسه له لغات مختلفة، بل ولهجات مختلفة أيضا، وهذا من شأنه يزيل الغموض والاستغراب، فالحب له لغات خمس كما ذكر الدكتور/ جاري تشابمان في كتابه، “لغات الحب الخمس”، وكما يقول أيضا: “يجب أن نتعلم لغة الشريك لأنها تجعل الحب بينك وبين شريك حياتك راسخا”، وهي كالتالي:

– كلمات التشجيع.
– تكريس الوقت .
– تبادل الهدايا.
– تقديم الخدمات.
– الاتصال البدني.

وحتى نفهم تلك اللغات، سنشرح كل واحدة على حدة:

أولا: عندما نقول: (كلمات التشيع): فإننا نقصد بها المجاملة اللفظية للتعبير عن حبك لشريكك في الحياة، ولهذه اللغة لهجات، وهي: كلمات المديح والإطراء والإعجاب، وكلمات التحفيز، والكلمات الرقيقة المعبرة عن المحبة، وكلمات التقدير، والأسلوب الذي تعبر به عن ذلك: كأن تمدح زوجتك أمام أهلك، أو تمدح زميلك أمام باقي الزملاء، فإنك بذلك تمنحهم شعورا جميلا جدا، وكلها لهجات للغة التشجيع.

ثانيا: أما بالنسبة للغة (تكريس الوقت): فيقصد بها المعية، فالأمر لا يتعلق بكمية الوقت الذي تقضيه مع شريك حياتك؛ وإنما بجودة ذلك الوقت، وإعطاء الشريك الاهتمام والتركيز والانتباه، وإشعاره بأنك حاضر بكل جوارحك، حيث يمكنك التعبير عن ذلك بعدة لهجات: كأن تخرجا وحدكما لتناول العشاء، أو تقضيا وقتا خاصا في المنزل وحدكما، وغير ذلك.

ثالثا: وأما لغة (تبادل الهدايا): فمن منا لا يحب الهدايا؟ ولكن الشعور عند استلام الهدية يختلف من شخص لآخر؛ فهناك من تكون نقطة ضعفه الهدية، وهي بالضبط لغته في التعبير عن الحب بالنسبة له، فهو يربطها بتفكيرك به لا بقيمتها، ولكن هناك من يهتم للقيمة المادية للهدية، وتكون فيها اللهجة مختلفة باختلاف قيمة الهدية بين غالي الثمن والزهيد، وبين طريقة تقديم تلك الهدية، وغير ذلك.

رابعا: لغة (تقديم الخدمات): وهي ما يفعله كل منا للطرف الآخر من أعمال تساعد أو تخفف العبء عن الشريك، وهي بمثابة رسالة يعبر فيها الشريك عن حبه بلهجات مختلفة؛ كأن يغسل سيارته، أو يقوم بإطعام الطفل ريثما تنهي زوجته عملها، أو مساعدة صديق في أداء واجب ما.

خامسا: وأما لغة (الاتصال البدني): ونعني بها اللمسات، وما تحويه هذه اللغة من لهجات مختلفة للتعبير عن الحب: كالأحضان، والقبلات، والطبطبة، والتربيت، والتي لا تقتصر فقط على الزوجين، وإنما الأصدقاء، والأبناء، فضلا عن العلاقة الحميمية التي بين الزوجين، وكل تلك لهجات نعبر فيها عن حبنا لشريكنا كل بحسب موقعه.

فإذا كان أحد الزوجين أو الشريكين لغة الحب التي ترضيه مثلا (كلمات التشجيع)، فليس بالضرورة أن يكون شريكه يفضل نفس اللغة، وبالتالي فإن معرفتنا للغة الشريك من شأنها أن تزيد خزان الحب لديه، وبالتالي استمرار الحب ودوامه على نحو جميل.

كما أننا يجب أن نضع بعين الاعتبار أن اللغة ذاتها بالنسبة لنا أو للشريك تتغير مع تقدم العمر، فما كان مهما ويأتي في المرتبة الأولى، ربما مع تقدم العمر يصبح في المركز الأخير، وهذا ما وقفت عليه من خلال سؤالي لعدد من السيدات، وكيف أنه كان في بداية الزواج أكثر ما يسعدها هو لغة التشجيع، أما بعد تقدم العمر أصبحت لغتها هي تكريس الوقت، وأن يقضي معها شريكها وقتا أطول بدون الأبناء تشعر فيه بقربهما من بعض أكثر.

وأخيرا يجب أن نعلم: أن الحب الحقيقي هو (اختيار) فإذا اخترت أن تعيش حياتك بحب فيجب عليك أن تبذل ما في وسعك لإنجاح تلك العلاقة، لا أن تتركها في مهب الريح؛ لأنك إذا أردت أن تزيد أموالك في البنوك فإنك ستعمل بجد، وإذا أردت أن تزيد لياقتك فإنك ستلتزم بنظام غذائي ورياضي صارم، وإذا أردت أن يكون لك رصيد معرفي وثقافي فإنك ستقرأ كثيرا، لذلك كان عليك عندما تعلق الأمر بحياتك مع شريكك أن تبذل الوسع الكافي لإنجاح تلك العلاقة، ومحاولة معرفة اللغة التي تؤثر فيه، وجعل الحياة تسير على نحو جميل، ولنا في ذلك هدي النبي صلى الله عليه وسلم في إظهار حبه لزوجاته، وكيف أنه كان شديد الحرص على ما يدخل السرور عليهم، والسيرة النبوية زاخرة بالقصص الجميلة والمليئة بالحب، فكان لا ينفك عليه السلام من المجاهرة بحبه لزوجاته، فعن عمرو بن العاص رضي الله عنه أنه قال: (يا رسول الله! من أحب الناس إليك؟ قال: عائشة، قال: من الرجال؟ قال: أبوها) رواه البخاري، وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المرجع “كتاب لغات الحب الخمس” ، للكاتب جاري تشابمان.
 

Source: islamweb.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!