يصاب كل عام ملايين الأشخاص بالإنفلونزا (بالإنجليزية: Influenza)، وخاصة خلال أشهر الخريف والشتاء. وتعد الإنلفلونزا عدوى فيروسية، تهاجم الجهاز التنفسي، وتؤثر على الرئتين والحنجرة والأنف، ويمكن لفيروس الإنفلونزا أن ينتقل من شخص إلى آخر من خلال رذاذ السعال والعطس، والإفرازات الأنفية. ويعتبر مطعوم الأنفلونزا الموسمي السنوي هو أفضل طريقة تساعد في الوقاية من الإصابة بالإنفلونزا.

يوجد أنواع مختلفة من الفيروسات التي تسبب عدوى الإنلفونزا، ولكن هناك نوعان رئيسيان الأكثر شيوعاً في التسبب بانتشار الانفلونزا الموسمية، وهما فيروس الإنفلونزا A، وفيروس الإنفلونزا B.

يمكن لأي شخص أن يصاب بالأنفلونزا، ولكن بعض الفئات من الناس تكون أكثر عرضة للإصابة بالعدوى، وكذلك أكثر عرضة للمضاعفات المرضية الناتجة عن الإنفلونزا. تشمل الفئات الأكثر عرضة للإصابة بالإنفلونزا ومضاعفاتها من يلي:

  • الأطفال، وخاصة الذين أصغر من عمر السنتين.
  • كبار السن، من عمر 65 سنة أو أكثر.
  • المرأة الحامل أو التي أنجبت مؤخراً.
  • الأشخاص الذين أعمارهم 18 سنة أو أقل والذين يتناولون الأدوية التي تحتوي على الأسبرين (بالإنجليزية: Aspirin) أو الساليسيلات.
  • أصحاب المناعة الضعيفة، وكذلك الأشخاص الذين يعانون من الأمراض المزمنة، مثل: أمراض القلب، وأمراض الكلى، وداء السكري.

ما هي أعراض الإنفلونزا؟

تتشابه أعراض الإنفلونزا ونزلات البرد، ويصعب في أغلب الأحيان التمييز بين المرضين، ولكن أعراض الإنلفونزا تكون عادةً أكثر حدة، وتستمر لمدة أطول. ومن أعراض الإنفلونزا ما يلي:

  • حمى.
  • ألم في البلعوم.
  • آلام في العضلات.
  • قشعريرة.
  • صداع.
  • سعال.
  • احتقان الأنف.
  • ضعف عام.

قد تسبب الانفلونزا الإسهال والاختلاجات، خصوصاً عند الأطفال.

ما هو لقاح الإنفلونزا؟

تؤثر الإنفلونزا على الأشخاص بشكل مختلف، وتتراوح أعراضها التي تظهر على المصابين من خفيفة إلى شديدة، حيث يمكن أن تؤدي الإنفلونزا إلى دخول المستشفى والتسبب في مضاعفات مرضية خطيرة مهددة للحياة. لذلك فإنه من المهم الحرص على الوقاية من الإصابة بالإنفلونزا. ويعتبر لقاح الإنفلونزا من أفضل طرق الوقاية ضد الإنفلونزا الموسمية.

قد يختلف فيروس الإنفلونزا ويتبدل من موسم لآخر، لذلك يوصى بأخذ مطعوم الإنفلونزا مرة كل عام، حيث يطور العلماء لقاحاً جديداً كل عام في محاولة لإنتاج لقاح يحتوي على أنواع الفيروسات الأكثر احتمالاً أن تسبب الانفلونزا في الموسم الجديد، وذلك بالاعتماد على دراسة سلالات الفيروسات المختلفة.

هناك نوعان رئيسيان من لقاحات الإنفلونزا:

  • لقاح غير نشط (بالإنجليزية: Inactivated Vaccine): ويسمى هذا النوع من لقاحات الإنفلونزا بحقنةالإنفلونزا (بالإنجليزية: Flu Shot)، والتي يتم أخذها عادة في منطقة أعلى الذراع. يتم صناعة هذا النوع من لقاحات الإنفلونزا باستخدام شكل ميت من أنواع مختلفة من الفيروسات التي تسبب الإنفلونزا. يعطى هذا النوع من اللقاحات عادة للأشخاص الذين يبلغون من العمر ستة أشهر أو أكثر.
  • لقاح حي مضعّف: يعطى هذا اللقاح على شكل بخاخ أنفي، وهو لقاح حي مخفف، على عكس لقاح الأنفلونزا الحقنة، فإنه مصنوع من فيروسات إنفلونزا حية، ولكنها ضعيفة لا تسبب المرض. يمكن للأشخاص الأصحاء والمرأة غير الحامل والذين تتراوح أعمارهم بين 2 – 49 عاما أن يأخذوا هذا النوع من لقاحات الإنفلونزا.

ما هي فوائد لقاح الإنفلونزا؟

هناك العديد من الفوائد التي تعود على الأفراد من الحصول على لقاح الإنفلونزا كل عام. نذكر فيما يلي ملخصاً لفوائد مطعوم الإنفلونزا:

  • الوقاية من الإصابة بالإنفلونزا

يمنع لقاح الإنفلونزا ملايين الإصابات ذات الصلة بالإنفلونزا كل عام. وثبت أنه خلال المواسم التي تكون فيها فيروسات لقاح الإنفلونزا مشابهة لفيروسات الإنفلونزا المنتشرة، فإن لقاح الإنفلونزا يقلل من حاجة الفرد إلى زيارة الطبيب بسبب الإصابة بالإنفلونزا بنسبة 40 – 60 في المائة.

  • الحد من المضاعفات المرضية الناتجة عن الإنفلونزا

يمكن أن يقلل التطعيم ضد الإنفلونزا من خطر دخول المستشفى المرتبط بالمضاعفات الناتجة عن الإصابة بالإنفلونزا، وخاصة للأطفال وكبار السن.

  • حماية النساء أثناء الحمل وبعده من الإنفلونزا

يساعد لقاح الإنفلونزا على حماية النساء أثناء الحمل وبعده. ويقلل التطعيم من خطر العدوى التنفسية الحادة المرتبطة بالإنفلونزا عند النساء الحوامل.

للمزيد: نزلات البرد والإنفلونزا خلال الحمل

  • تقليل نسب الوفاة المرتبطة بالإنفلونزا عند الأطفال

يمكن أن ينقذ لقاح الإنفلونزا حياة الأطفال. حيث يقلل التطعيم ضد الإنفلونزا بشكل كبير من خطر وفاة الطفل بسبب الإنفلونزا، والحد من شدة المرض في حال الإصابة بها.

  • حماية الفرد والمجتمع

يقدم مطعوم الإنفلونزا وقاية للفرد من الإصابة بالإنفلونزا، والذي بدوره ينعكس إيجاباً على حماية كل من حول هذا الشخص الذي تلقى المطعوم، بما في ذلك الفئات الذين هم أكثر عرضة للإصابة بمرض الإنفلونزا، مثل الرضع والأطفال الصغار، وكبار السن، والأشخاص الذين يعانون من أمراض صحية مزمنة.

للمزيد: وصفات طبيعية لمحاربة البرد والأنفلونزا في الشتاء

من هي الفئات التي يوصى لها أخذ لقاح الإنفلونزا؟

يوصى جميع الأشخاص من عمر 6 أشهر فما فوق بأخذ مطعوم الإنفلونزا كل عام.

يعتبر مطعوم الإنفلونزا مهم بشكل خاص بالنسبة للأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بمضاعفات الأنفلونزا الخطيرة، وهذا يشمل:

  • الأشخاص الذين يبلغون 65 عاماً أو أكبر.
  • الأشخاص الذين يعانون من حالات طبية مزمنة معينة، مثل الربو أو مرض السكري أو أمراض القلب، والنساء الحوامل.
  • الأطفال الصغار، وخاصة الأطفال الذين تقل أعمارهم عن عامين.

من هي الفئات التي لا يوصى لها أخذ لقاح الإنفلونزا؟

  • الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 6 أشهر.
  • الأشخاص الذين يعانون من الحساسية الشديدة من لقاح الإنفلونزا أو من أحد مكونات اللقاح. قد يشمل ذلك البيض أو الجيلاتين أو أي من المكونات الأخرى التي يتضمنها اللقاح.
  • الأشخاص المصابين بمتلازمة غيلان باريه (بالإنجليزية: Guillain-Barre Syndrome).

ما هو الوقت الأنسب من السنة لأخذ لقاح الإنفلونزا؟

يعد أفضل وقت لأخذ مطعوم الإنفلونزا في وقت مبكر من فصل الخريف، وذلك قبل بدء موسم الإنفلونزا وقبل بداية انتشار فيروسات الإنفلونزا، لإن الجسم يستغرق ما يقارب أسبوعين من بعد التطعيم لتطوير أجسام مضادة ضد الفيروسات. ويوصي مركز السيطرة على الأمراض بأن يحصل الأفراد على لقاح الإنلفلونزا بحلول نهاية شهر أكتوبر. ولكن وبالرغم من هذه التوصيات إلا أنه يمكن الحصول على التطعيم طوال امتداد موسم الإنفلونزا والاستفادة من فوائده.

من الجدير بالذكر، أن أخذ مطعوم الإنفلونزا في وقت مبكر أكثر من اللازم، على سبيل المثال في شهر يوليو أو أغسطس، قد ينتج عنه انخفاض من فعالية الحماية التي يقدمها المطعوم ضد الإنفلونزا في وقت لاحق من موسم الإنفلونزا، وخاصة بين كبار السن.

يجب على الأطفال الذين يحتاجون إلى أخذ مطعوم الإنفلونزا على جرعتين منفصلتين أن يبدؤا بأخذ اللقاح في وقت مبكر، حتى يتسنى الفصل بين الجرعتين على الأقل أربعة أسابيع منفصلة.

يجب مراعاة عدمأخذ مطعوم الإنفلونزا أثناء المرض الشديد، بل الانتظار حتى يتم التحسن أو الشفاء قبل أخذ اللقاح.

ما هي الآثار الجانبية المحتملة للقاح الإنفلونزا؟

هناك بعض الآثار الجانبية الخفيفة التي قد تنتج بعد أخذ مطعوم الإنفلونزا، مثل:

  • ألم أو احمرار أو تورم في موقع الحقن.
  • صداع خفيف.
  • حمى خفيفة.
  • آلام في العضلات.

يمكن أن يسبب لقاح الإنفلونزا آثار جانبية نادرة ولكنها خطيرة وتتطلب التدخل على الطبي على الفور، مثل الحساسية. وتشمل أعراض الآثار الجانبية الخطيرة ما يلي:

  • صعوبة التنفس.
  • التورم حول العينين أو الشفتين.
  • تسارع ضربات القلب.
  • الدوخة.
  • ارتفاع شديد في درجة الحرارة.

هل تساعد المضادات الحيوية في العلاج أو الوقاية من الإنفلونزا؟

لا تساعد المضادات الحيوية في علاج الإنفلونزا، حيث أن المضادات الحيوية تعالج فقط العدوى النتاجة عن البكتيريا وليس تلك الناتجة عن فيروس. لذلك لا تقتل المضادات الحيوية فيروسات الزكام أو الإنفلونزا. وتناول المضادات الحيوية لعلاج عدوى ذات منشأ فيروسي قد يعود بالضرر والتسبب بآثار جانبية ضارة على صحة الفرد.

اقرأ أيضاً: نزلات البرد والمضادات الحيوية