
خبرني – قدمت مواقع متخصصة بمراقبة حركة الملاحة البحرية على الإنترنت خرائط تبين حجم أزمة السير في البحر التي تسببت بها ناقلة عملاقة ترفع علم بنما كانت قد علقت في قناة السويس، الثلاثاء، بفعل تأثير الرياح على مسارها.
ونشرت هيئة قناة السويس صورا للسفينة “إيفر غيفن”، أوضحت واحدة منها تعثر السفينة بضفة القناة، ووجود معدات حفر بجانبها لمحاولة إزاحة الطرف العالق عن اليابسة.
وقدم موقع “مارين ترافك” مقارنة بالفيديو ما بين حركة السفن في اليوم الذي شهدت فيه قناة السويس الحادثة الأخيرة، وما بين يوم 16 مارس.
ويبلغ طول السفينة 400 متر وعرضها 59 متراً. وتبلغ حمولتها الإجمالية 224 ألف طن، بحسب بيان الهيئة، وقد جنحت “في رحلتها القادمة من الصين والمتجهة إلى روتردام”، في الناحية الجنوبية للقناة.
وبالنظر بالعين المجردة، تظهر خريطة مراقبة الملاحة على موقع “مارين ترافيك” أن السفينة الجانحة في عرض القناة قطعت الطريق على نحو 50 باخرة على الأقل، موجودة أصلا في داخل القناة أو على مشارفها، متسببة بتعطيل جداول رحلاتها.
كما أظهرت الخرائط وجود عدد لا يقل عن 100 سفينة في منطقة خليج السويس، جنوب القناة، إلا أن النطاق الذي علقت به بعضها، جراء انحراف السفينة الضخمة، يتيح لها تغيير وجهتها فيما لو قرر طاقمها ذلك، على عكس الكثير من السفن العالقة داخل القناة فعليا.
وتعكس الخرائط حركة كثيفة للسفن في البحر الأحمر، إلا أن وجودها في تلك المنطقة لا يقتضي بالضرورة أن تكون عالقة بسبب الخلل الذي طرأ في قناة السويس جراء جنوح السفينة، ومن المحتمل أن تكون لها وجهات متنوعة من وإلى الموانئ المختلفة التابعة للدول المطلة على البحر الأحمر.
لكن التعطل في قناة السويس قد يتسبب في ازدحام بحركة السفن في المناطق البحرية القريبة، لا سيما في البحر الأحمر الأكثر ضيقا من البحر الأبيض المتوسط.
من جهتها، ذكرت وكالة “بلومبرغ” أن أكثر من مئة سفينة كانت تنتظر بعد الحادث لتتمكن من المرور عبر قناة السويس. وقال ألوك روي مدير مجموعة “بي إس إم هونغ كونغ”، التي تدير السفينة “إيفر غيفن” لوكالة بلومبرغ “وقع حادث جنوح” سفينة.
وقالت شركة “ايفرغرين مارين كورب” لوكالة فرانس برس إن “سفينة الحاويات جنحت بالخطأ بعدما ضربتها رياح على الأرجح”. وأضافت أن الشركة “تجري مباحثات مع الاطراف المعنية ومن بينها السلطة التي تدير القناة لمساعدة السفينة في أسرع وقت ممكن”.
وتؤمن قناة السويس، التي افتتحت في 1869، عبور 10 بالمئة من حركة التجارة البحرية الدولية. واستخدمت هذه القناة العام الماضي نحو 19 ألف سفينة، وفقاً لهيئة قناة السويس.
وتعتبر القناة مصدر دخل حيوي لمصر، وبلغت إيراداتها 5,61 مليارات دولار العام الماضي. وأعلن الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، في 2015، عن مشروع لتطوير القناة يهدف إلى تقليل فترات الانتظار ومضاعفة عدد السفن التي تستخدمها بحلول عام 2023.