لماذا خلق الله الذباب هذا السؤال الذي لابد له وان طرأ علي عقولكم اكثر من مرة، سنحاول في موقع الموسوعة اليوم أن نجيبكم علي هذا السؤال بذكر الأسباب والشواهد، كما سنستعرض رأى الإمام العظيم الشافعي في خلق الذباب.
وقد امرنا الله تعالي أن نفكر ونتدبر في خلقه لنصل إلي الإيمان واليقين، فقد ميزنا الله عن بقية المخلوقات بالعقل والحكمة، وسنستغل هذا العقل اليوم لنفكر في إجابة السؤال لماذا خلق الله الذباب.
لماذا خلق الله الذباب – الاعجاز العلمي في خلق الذباب باختصار
إن خلق الله للذباب ليس مجرد صدفة ولكن هناك حكمة من وراء هذا الخلق كما يوجد حكمة من خلق كل الكائنات الحية، ولقد امرنا الله تعالي أن نتفكر ونتدبر في شئون الحياة.
وسنحاول جاهدين عرض الأسباب التي خلق الله من اجلها الذباب:
يعتبر الذباب جند من جنود الله
- إن الله قد سخر مخلوقاته لكي تقوم بأدوار مختلفة، وقد خلق الله الذباب ليكون احد الجنود لخدمة الله والإسلام.
- ويعتبر الذباب اضعف الجنود التي خلقها الله لدقته وشدته ضعفه فهو صغير الحجم ودقيق التكوين.
- ويقوم الذباب بالسقوط علي أي شئ وعلى كل طعام أيا كان نوعه، حتى و إن أدي إلي موته، ماعدا شجرة واحدة وهي شجرة اليقطين فلا يقربها الذباب أبداً.
- ويقال أن الله قد خلق شجرة اليقطين لسيدنا يونس عندما خرج من بطن الحوت حتى يحميه من الذباب، فقال تعالي في كتابه العزيز: “وأنبتنا عليه شجرة من يقطين ” صدق الله العظيم.
- ولان الذباب جند من جنود الله فإنه كان سبباً في دخول احد الرجال الجنة ودخول رجل آخر النار، فقال سلمان الفارسي رضي الله عنه انه قد دخل رجل الجنة في ذبابة ودخل رجل النار في ذبابة.
- فقد حدث انه في يوم ما مر رجلان علي جماعة من الرجال يعبدون الأصنام، وقد كان لهؤلاء الجماعة شرط ان يقوم كل من يمر عليهم بتقديم احد القرابين إلي أصنامهم.
- فلما رأوا الرجلان طلبوا منهم أن يقدم كل واحد منهم قربان إلي الصنم، فقال الرجل الأول انه لا يملك أي شئ لتقديمه إلي الأصنام، فأمروه بتقديم أي شئ وان كانت ذبابة.
- فوافق الرجل الأول وامسك بذبابة وقدمها إلي الصنم كقربان فدخل النار لأنة قدم قرباناً لغير الله عز وجل.
- بينما الرجل الثاني حين طلبوا منه أن يقدم قرباناً رفض تماماً أن يقدم قربان ولو كان مجرد ذبابة، ولما سألوه لماذا قال انه لا يقبل تقديم قرباناً لغير الله.
- وبهذا فالذبابة كانت جند من جنود الله وسبباً في دخول رجل الجنة ودخول آخر النار.
ليعي الإنسان قدره
- لقد خلق الله الذباب ليكون سبباً في استيعاب ووعي الإنسان بحجمه وقدره في الحياة، فعلي الرغم من قوة الإنسان وحجمه الكبير مقارنه بالذبابة البسيطة إلا أن هذه الذبابة بإمكانها أن تقض مضجعه وتؤلمه.
- كما يمكن للذبابة البسيطة أن تؤذى الإنسان وتسبب له المرض والموت أحيانا حيث تحمل في احد اجنحتها السم، بينما تحمل في الأخر العلاج.
- كما يمكنها أن تصيب الشخص بألم شديد وتجعله في عذاب دائم حتي يطلب اعتي الملوك ان يتم ضربه بالنعال للتخلص من هذا الألم.
- الإنسان يمكن أن يصاب بالكبر والفخر ولهذا فالتدبر في خلق الله لهذه الذبابة البسيطة يجعله يعي حجمه فهو مجرد مخلوق ضعيف طامع في رضا الله ورحمته.
- قالت السيدة عائشة رضي الله عنها وأرضاها “ما لابن آدم والفخر , وتنتنه عرقة , وتقلقه بقة , وتميته شرقة “.
دليل علي قدرة الله
- إن الخلق الدقيق والمميز لهذا الكائن الضعيف لدليل قوى علي قدرة الخالق الجبار والتي لا يماثلها أي قدرة أخري، فالله خلق الذباب بحيث يحرك جناحيه بما يعادل ألف مرة في الدقيقة الواحدة.
- وقد منح الله الذباب القدرة علي الطيران ولكنه لا يطير لمسافات بعيدة، وعلي الرغم من ذلك فإن الذباب لديه القدرة علي الطيران لحوالي 32 كيلو متر في الساعة الواحدة.
- ومن إعجاز الله تعالي في خلق الذباب أن براعم التذوق لدى الذباب توجد في اقدمه فهو يجلس فوق الطعام ليتعرف علي مذاق هذا الطعام.
- وقد وُجد الذباب منذ العصر الطباشيري وهو يعيش في كل الأماكن التي يعيش فيها الإنسان، ماعدا القارة القطبية الجنوبية وبعض الأماكن الأخري كالجزر وبعض المناطق البرية.
لماذا خلق الله الذباب في رأى الإمام الشافعي
- لقد تعرض الكثير من الأئمة لهذا السؤال عن سبب خلق الله للذباب وتنوعت الإجابات، ولكن تظل إجابة الأماكن الشافعي حين سأله الخليفة المأمون لماذا خلق الله الذباب من اعظم الإجابات التي اطلعت عليها.
- ففي احد المجالس بقصر الخليفة المأمون جلس الإمام الشافعي وجاءت احدي الذبابات ووقفت علي وجه الخليفة وبدأت في مضايقته، الأمر الذي لفت نظر الحضور جميعا.
- فسأل المأمون الشافعي عن سبب خلق الله للذباب فإجابة “ليذل به الملوك” فضحكك الخليفة وقال الإمام الشافعي أن الذبابة استطاعت أن تصل إلي مكان بالقرب من الخليفة لا يستطيع احد غيرها أن يصل إليه.
- فعلي الرغم من صغر حجم الذبابة وقله قوتها وقدرتها إلا إنها استطاعت أن تؤرق وتقلل راحة الخليفة وهو ما لا يستطيع احد أن يفعله.
- فالذباب بإمكانه الوقوف علي وجه الخليفة وكأنه يصفعه ولا يستطيع الخليفة أو رجاله الأقوياء أن يردوا بشيء.
- وقد تقع الذبابة علي عيني الخليفة فتجعله مجبراً علي إغماضها ولا يقدر احد أن يأمر الخليفة بفعل هذا
وبهذا فتكون هذه الذبابة الضعيفة قادرة علي ان تذل الملوك حتى يعرف كل امرئ قدره ويعرف انه مخلوق مثله مثل غيره وان الله الواحد القهار هو الوحيد القادر علي المنح والعطاء.



