‘);
}

لماذا رفض النبي أعمال الجاهلية

رفض الرسول -صلى الله عليه وسلم- أعمال الجاهلية لأنَّه جاء بشريعة الإسلام التي يُحَلِّل الله -تعالى- فيها الحلال، ويُحَّرِّم الحرام وحده -سبحانه-، قال -سبحانه- في كتابه الكريم: (وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّـهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ* أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّـهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ)،[١] بينما كانت أحكام الجاهلية مبنيةً على الرأي والهوى والاصطلاحات الموضوعة من عند البشر أنفسهم، ويعتمد كثيرٌ منها على الظلم والجور،[٢] وقد اعتبرت الآية الكريمة أنّ أيّ حكمٍ يُخالف ما أنزله الله -تعالى- على رسوله هو حكمٌ من أحكام الجاهلية والهوى، وليس من أحكام العقل والعلم والهُدى.[٣]

وقد جاءت السنّة النبويّة تنْهى عن بعض الأمور التي كانت منتشرةً في الجاهلية، وسيتمّ توضيح أسباب النّهي عن هذه الأخلاق فيما يأتي:

  • الطعن في النّسب، والنّياحة على الميت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (اثْنَتانِ في النَّاسِ هُما بهِمْ كُفْرٌ: الطَّعْنُ في النَّسَبِ والنِّياحَةُ علَى المَيِّتِ)،[٤] وقد ذهب القرطبي والقاضي -رحمهما الله- إلى أنَّ المقصود بقوله: (هُما بهِمْ كُفْرٌ)؛[٤] أي أنَّهما من خِصال أهل الجاهلية والكفر، وذكر النوويّ -رحمه الله- عدّة تفسيراتٍ منها ما يوافق ما ذكره القرطبي والقاضي، ومنها أنَّ هذه الخصال تؤدّي إلى الكفر، ومنها أنَّ المقصود هو كفر الإحسان والنِّعمة، ومن يعتقد أنَّ هذه الأفعال حلال جاحد سواء قام بها أم لا، وقد ركَّزَ الحديث الشريف على تحريم الطّعن في الأنساب والنِّياحة، وخصَّ الرسول -صلى الله عليه وسلم- النساء في بيعته بهذه الوصية؛ لأنَّهنّ المعروفات بهذا الطبع أكثر من الرجال، ومن ذلك قوله -صلى الله عليه وسلم-: (ليسَ مِنَّا مَن لَطَمَ الخُدُودَ، وشَقَّ الجُيُوبَ، ودَعَا بدَعْوَى الجَاهِلِيَّةِ).[٥][٦][٧]