‘);
}

السُّنة النبويّة

ترك النبيّ صلّى الله عليه وسلّم إرثاً كبيراً من الأحكام والأقوال والتّشريعات التي كانت وما زالت منارةً للأُمّة؛ فالحديث الشّريف هو كلّ ما ورد عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- من الأقوال، أو الأفعال، أو التّقريرات،[١] وقد بيّن النبيّ الكريم أنّه قد أوتي القرآن ومثلَه معه؛ فكانت السُّنة النبويّة إحدى أهمِّ مصادر التّشريع الرّئيسيّة في الدّين الإسلاميّ بعد القرآن الكريم، وقد عُنِي عددٌ من العلماء بجمع الحديث الشّريف عنايةً كبيرةً، حتّى انتقل الحديث الشّريف من مرحلة الحفظ في الصّدور إلى مرحلة الكتابة والتّدوين في الكتب والصّحف.

كان أوّل من جمع الأحاديث الصِّحاح من العلماء هو الإمام محمّد بن إسماعيل البخاريّ الذي عمل جاهداً لجمع الحديث عن طريق سماعه، وتدوينه، وأخذه عمّن حفظوه عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، أو سمعوه منه، أو ممّن نقلوه عنه، ثمّ جاء بعد الإمام البخاريّ مجموعة من العلماء الذين اجتهدوا في جمع الحديث النبويّ والتَّحقُّق من صحّته بكلّ الوسائل المُتاحة لذلك، حتّى جمعوا منه ما صحَّ، وعلموا ما كان فيه ضعيفاً أو موضوعاً أو لا يُحتَجُّ به، فأفادوا واستفادوا، وبقي ذلك الإرث النبويّ العظيم حاضراً مُتاحاً لكلّ طالب علمٍ أو راغبٍ في الازدياد من سيرة المصطفى -صلّى الله عليه وسلّم- بتوفيقٍ من الله، ثمّ بفضل هؤلاء الرِّجال من أهل العلم ومن تَبِعهم.[٢]