‘);
}

ذو القرنين

ذو القرنين رجلٌ صالحٌ موحّدٌ لله تعالى، ذكره الله تعالى في القرآن الكريم بلقبه: ذي القرنين، حيث قال الله تعالى: (وَيَسْأَلُونَكَ عَن ذِي الْقَرْنَيْنِ ۖ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُم مِّنْهُ ذِكْرًا)،[١] وغزا ذو القرنين عبّاد الأصنام حتى بلغ مشارق الأرض ومغاربها، ودانت له ملوك الأرض، ومن الجدير بالذكر أنّ الله تعالى رزقه العديد من الصفات القياديّة، ومنها:[٢]

  • السعي من أجل سيادة العدل والفضيلة: حيث إنّ القائد يسعى دائماً لنشر العدل والحقّ، ومحاربة الظلم والفساد، ولا ينتظر جزاءً من أحدٍ من الناس، بل يجعل عمله كلّه خالصاً لله وفي سبيله، وهذا ما حدث مع ذي القرنين حين طلب القوم الذين بين السدين منه بناء سدٍ؛ ليحميهم من ظلم يأجوج ومأجوج، مقابل أن يعطوه مالاً، فبنى لهم ما هو أقوى من السدّ وهو الردم، ولم يأخذ منهم مقابل ذلك شيئاً.
  • العمل بمبدأ العقاب والثواب: ومن صفات القائد الناجح أنّه يعاقب المخطيء والمقصّر، ويكافئ المثابر الناجح، الذي يقوم بالأعمال الصالحة، وأقلّ ما يمكن أن يقدّمه كمكافأةٍ للمُجدّين والناجحين: الكلمة الطيّبة، والثناء الجميل، وكذلك كان ذو القرنين يفعل، كما قال الله تعالى: (وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَىٰ ۖ وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا)،[٣] وأمّا إذا اقترنت الكلمة الطيّبة بالمكافأة الماديّة؛ فستحقّق نتائج عظيمةً في نفس الرعيّة.
  • التمكين: والتمكين هو السلطان والقدرة، والملك الذي أعطاه الله إياه، حيث قال تعالى: (إِنّا مَكَّنّا لَهُ فِي الأَرضِ وَآتَيناهُ مِن كُلِّ شَيءٍ سَبَبًا).[٤]
  • العدل في الحكم: يمكن القول أنّ العدل هو استعمال الأمور في موضعها من غير إسرافٍ ولا تقصيرٍ، ولا تقديمٍ ولا تأخيرٍ، فالعدل يبعث على الطاعة، وبه تصلح الأعمال وتكثر الأموال، وقد كان ذو القرنين قائداً عادلاً، وظهر ذلك جلياً حين حكم على الذين وكلّه الله تعالى بالقضاء والحكم في أمرهم، بأن يعذّب الظالم منهم بظلمه.
  • محاربة الفساد: من الجدير بالذكر أنّ محاربة الفساد والفاسدين من أهمّ أدوار القائد؛ لأنّ الفساد من أخطر ما يمكن أن يصيب الرعية بعد الشرك بالله؛ ولذلك قام ذو القرنين ببناء ردمٍ بين رعيته وبين يأجوج ومأجوج؛ ليعزلهم عن الفساد ويحفظهم من شر المفسدين، وحتى لا تتم الخلطة بين المؤمنين والمفسدين، فيصيبهم ما أصابهم، من الأعمال الباطلة التي تخالف الفطرة.