لماذا غابت المرأة في تاريخ الفن التشكيلي؟
٠٧:٥٠ ، ٢٧ مايو ٢٠٢٠
}
الفن التشكيلي والمرأة
شاركت المرأة على مر العصور في صنع الفن التشكيلي، وابتكار أساليبَ جديدةً للتعبير الفنيّ، ولم يقتصر دور المرأة على الإبداع فقط بل كانت جامعة للفن وملهمة وراعية للفعاليات الفنية ومؤرخة وناقدة، وقد ذهب انخراطها في عالم الفن لأبعد الحدود، إلا أن ما واجهته من قلة التقدير وتحيز للجنس الآخر صعّب الأمر ولكنّه لم يغلبها، فقد انتصرت المرأة على هذه التحديات وها هي اليوم برزت في جميع المجالات، أما في الفن التشكيلي فقد مثلت المرأة القضايا الوطنية والسياسات العالمية وقضايا المجتمعات وتقاليد الشعوب، وجسدت قضاياها وما تعيشه في لوحات تحاكي الواقع، وتميزت فيما تقدمه إذ وصلت الاحتراف، وبرزت العديد من الفنانات ووصلن إلى العالمية[١].
‘);
}
لماذا غابت المرأة في تاريخ الفن التشكيلي؟
منذ القدم برز حضور المرأة بقوة في عالم الفنون التشكيلية والبصرية بأساليب متنوعة، وأثبتت المرأة إبداعها على مر العصور في التعبير الفني، وكانت جزءًا لا يتجزأ من تاريخ الفن، ولم تغب أبدًا، لكن وبطريقة ممنهجة أُبعِدت المرأة عن المشاركة في الفعاليات بل ووضعت العوائق المختلفة أمامها من عوائق اجتماعية ودينية وغيرها، وحوربت المرأة ومُثّلت تمثيلًا سيئًا وناقصًا في تاريخ الفن التشكيلي، بل إنّ الكثير من الناس اعتقدوا أن مساهمات المرأة غير موجودة وإن كانت فهي دائمًا أقل من مساهمات الرجل وهذا نوع من أنواع التعصب القائم على نوع الجنس، ومع الأسف اعتمدت هذه الأفكار في مجتمع ذكوري وأُقيمت الاحتفالات بجميع إنجازات الفنانين من الرجال وعظموا في أعين الناس، وقُمِعت النساء وأخفين من الساحة.
استمر ذلك الوضع مدة من الزمن إلى أن جاءت الحركة النسوية وأعادت الانضباط، وبدأت بتغيير النظرة العامة للنساء وإمكانياتهن في أواخر القرن العشرين، وساهمت النسوية في المجال الفني بصياغة نظريات جديدة وتنمية المعيار الفني وفهم القيم الاجتماعية والاعتراف بدور الجنس والعرق في التركيبة المجتمعية، كما ساعدت هذه الحركة في علاج الإهمال والتنمر الذي وقع على الفنانات فيما سبق، وبدأت ببناء تاريخٍ فنيٍ جديد قائم على تقبل الاختلاف بتعدد ثقافات النساء وأعراقهن وتوجهاتهن وأديانهن، وبدأت مشاركات المرأة بالظهور على نطاق واسع وبرزت العديد من الأسماء في الوسط الفني، وأصبحت المرأة مؤثرة بقوة في عالم الفن التشكيلي[١].
نساء في تاريخ الفن التشكيلي
كان للعديد من الفنانات التشكيليات دورٌ بارزٌ وفعالٌ في عالم الفن، وقد خلقن التوازن في ظل الخلافات الجندرية والعرقية والثقافية مما ساهم في وصولهن للعالمية، ونذكر منهن[٢]:
- فريدا كاهلو: مكسيكية الجنسية ولدت عام 1907 عاشت حياة مليئة بالصعاب، إذ تعرضت لحادث سير سبّب لها إصابات خطيرة وقد خضعت بعده لخمسٍ وثلاثين عملية جراحية، سببت لها الألم الشديد والانتكاسات، وبدأت على إثرها الرسم في المشفى وبعد مدة تخلت عن مهنتها كطبيبة لتصبح فنانة تشكيلية، واشتهرت فريدا برسم صورتها الذاتية بأشكال ووضعيات مختلفة صورت بها ألمها الجسدي والنفسي، وتربعت كاهلو على عرش فناني البورتريه المعاصرين وكانت رمزًا نسويًّا يحتذى به.
- جورجيا أوكيفي: من مواليد عام 1887 وهي رائدة الحداثة وأمها من جنسية أمريكية، جمعت جورجيا بين التمثيل والتجريد وقد قادت حركة الموازنة في المشهد الفني بين الجنسين وكانت من أبرز مؤثري القرن العشرين، وحصلت على أعلى وسام مدني أمريكي.
- الأرطماسيا: امرأة إيطالية ولدت عام 1593، وتخصصت في تمثيل المرأة القوية المعذبة وذلك على خلفية ما عاشته من حياة قاسية، إذ فقدت أرطماسيا والدتها في عمر صغير واغتصبها أحد زملاء والدها وعاشت مأساة كبيرة إلى أن استعادت حقها بمحاكمة مغتصبها، ثم تزوجت من رسام وعاشت في فلورنسا معه، وازدهر فنها وبرزت وكانت أيقونة فنية في عصرها بل وواحدة من أعظم التشكيليات على مر العصور.
- ماري كاسات: ولدت ماري عام 1844، وكانت أشهر فنانة انطباعية في زمن قل فيه ذكر المرأة الفنانة، وهي أمريكية الجنسية انتقلت إلى فرنسا في وقت سيطرت الانطباعية على الحركة الفنية في العالم وتلقت تدريبها الفني فيها، واشتهرت ماري كاسات بتمثيل الحياة الخاصة بالنساء والحياة الاجتماعية عامة، وركزت على علاقة الأطفال بأمهاتهن، وحققت نجاحًا باهرًا وهي من أعظم التشكيليات على مر العصور.
- لويز بورجوا: وهي فرنسية أمريكية ولدت عام 1911، عاشت طفولتها مع والد مستبد وسيئ الصفات خان أمها مما تسبب لها بأزمة نفسية أثرت على حياتها الاجتماعية والفنية بشدة، واشتهرت أعمالها الفنية بمحتوى اللاوعي في الرغبة الجنسية والجسد والعلاقات الاجتماعية وكانت غزيرة الأعمال، وتعد من أنجح وأشهر تشكيليات القرن العشرين.
- تريسي أمين: امرأة إنجليزية ولدت عام 1963، كانت إحدى المرأتين اللتين تم تعيينهما كمدرستين في الأكاديمية الملكية للفنون منذ تأسيسها، وتعد تريسي من أقوى مئة امرأة في بريطانيا، وهي من أشهر الفنانين المعاصرين على الرغم من مرورها بفترة اكتئاب حادة ساهمت في تسميتها بفتاة الفن البريطاني السيئة، إلا أن هذه الفترة ساعدتها على إنتاج أحد أهم أعمالها على الإطلاق وهي خيمة السرير.
بالإضافة إلى العديد من الأسماء مثل، كليونورا كارينجتون، وروزا بونور، وتمارا دي ليمبيكا، وبريدجيت رايلي، وغيرهن.
كيف تتعلمين أصول الفن التشكيلي؟
عندما يتعلق الأمر بالفن التشكيلي فيجب أن تمتلكي الرغبة والثقة والموهبة الفطرية قبل الخوض في التعلم، وفي الواقع لا يحتاج الأمر الكثير من التعقيدات وإنما هي بعض النصائح السهلة التي ستقرّبك من الإبداع عند اتباعها، وهي كالتالي[٣]:
- لا تركزي على الصور كوضع أساسي عند الرسم، إنما يفضل أن ترسمي عناصر حقيقية من بيئتك، ويمكنكِ رؤيتها والتفاعل معها.
- بعد اختيار موضوع عملكِ الفني ابدئي برسم الشكل العام للعمل وابتعدي عن التفاصيل الصغيرة.
- لا تعتقدي أنكِ في جلسة واحدة يجب أن تنهي عملكِ الفني، بل ربما يمتد الأمر لعدة أيام أو أسابيع أو حتى أشهر حتى يكتمل.
- بعد إتمام الشكل العام للعمل ابدئي بوضع التفاصيل شيئًا فشيئًا، وركزي على ما ترينه وليس ما تعرفينه في الرسم.
- ارسمي في غرفة ذات تهوية جيدة وإضاءة مناسبة، فهذه التفاصيل هي ما قد يعدل مزاجكِ ويحفزكِ على الإبداع.
- رتبي أوراقكِ وأقلامكِ وتأكدي من نظافة المكان لتسهيل العمل وتجنب التشتيت الذهني.
- ابحثي عن متجر للفنون قريب من منطقة إقامتكِ لتجنب انقطاع الأدوات أثناء انغماسكِ في الحالة الفنية.
- اعتمدي المواضيع البسيطة وابتعدي عن التعقيد في بداية مراحل تعلمكِ، فالتدرج هو الأفضل في جميع أمور الحياة.
المراجع
- ^أب“A Brief History of Women in Art”, khanacademy, Retrieved 25-5-2020. Edited.
- ↑“10 MOST FAMOUS FEMALE ARTISTS AND THEIR MASTERPIECES”, learnodo-newtonic, Retrieved 25-5-2020. Edited.
- ↑“9 Easy Steps to Learn Drawing”, finearttips, Retrieved 25-5-2020. Edited.