لماذا لا استطيع اخراج شخص من تفكيري

لماذا لا استطيع اخراج شخص من تفكيري ، "يا ليته يعلم أنى لست أذكره....وكيف أذكره إذ لست أنساه"، ما الحياة إلا قطار يمر بالعديد من المحطات، أحياناً تكون

mosoah

لماذا لا استطيع اخراج شخص من تفكيري

لماذا لا استطيع اخراج شخص من تفكيري ، “يا ليته يعلم أنى لست أذكره….وكيف أذكره إذ لست أنساه”، ما الحياة إلا قطار يمر بالعديد من المحطات، أحياناً تكون محطتنا مليئة بالسعادة والنجاح والمعارف والأحباب، وكثيراً ما تصبح لحظات من الفشل والخذلان، وكم يؤلمنا ذلك !، ويؤثر في شخصيتنا وأحوالنا وتفكيرنا، ولكن لماذا، لماذا لا نزال نُفكر بمن خذلنا، لماذا نتغاضى عن الكثير ممن هم على استعداد أن يضحوا بأرواحهم في سبيل سعادتنا، ولا نجعل صوب أعيننا سوى ذلك الشخص، لماذا يظل شخص معين عالقاً بالذهن والفكر، لدرجة تجعلك تسأل عقلك ألم يكفِ ذلك؟، ألم يكفِ ما فعله للتوقف عن التفكير به؟، ألم يتعظ العقل من ضياع الوقت في أمر لا يُجدي ولا ينفع؟، أم أن هذا التفكير نابع من بعض المشاعر بالقلب؟، ومن مقال اليوم على موسوعة سنخبركم بالإجابة عن كل هذه التساؤلات، فتابعونا.

لماذا لا استطيع إخراج شخص من تفكيري

قال تعالى في سورة الأعلى “سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى”، فمن صفات الإنسان النسيان، وهذا من رحمة الله عز وجل بالعباد، فالنسيان نعمة في العديد من الحالات، فبدونه قد يُصاب بالعديد من الأمراض النفسية ، وقد يُقبل على الانتحار، فعندما يموت شخص عزيز على قلبك، يبدأ الحزن كبيراً ثم يقل تدريجياً وهذا بفضل عامل الزمن الذي يداوي جراح الإنسان بالصبر عليها وتحملها، حتى تُنسى تماماً وكأنها لم تكن.

ولعلك تتساءل الآن إن كان الإنسان يتصف بالنسيان، وزوال الحزن تدريجياً، فلماذا لا يستطيع التوقف عن التفكير في شخص ما !، دعنا نُخبرك أن الأمر ليس بهين إلى الدرجة التي تتخيلها، فالنسيان سهل لتجاوز موقف سلبي، أو أمر حزين، أو وفاة شخص عزيز، أو غيرها من الأمور، إلا أنه يصبح صعب للغاية، وشاق جداً لمن يُعاني من الخذلان.

الخذلان سبب التفكير الزائد في شخص ما

  • الخذلان يا صديقي لا يُنسى مهما مر عليه الزمان، وتبدلت عليه الأحوال، فهل ينسى الإنسان طعنة أصابت وريد القلب فقتلته!، ونحن الآن لا نتحدث عن خذلان البشر بصورة عامة، فهذا أمر وارد حدوثه بصورة يومية، بل ودائمة لاختلاف الطباع وسيطرة الأنانية، وحب النفس وضياع قيمة الإيثار، إنما الذي نتحدث عنه اليوم هو خذلان القريب، أن تأتيك الطعنة وأنت في غفلة، أن يكون مصدرها أقرب الأقربين لذاتك، فتكون من صديق عشت معه أجمل سنين العمر، أو من أخ كنت تتقاسم طعامك معه، وربما من حبيب سلمته قلبك وجعلت روحك أمانة بين يديه، فخانها.
  • هنا يا عزيزي تكمن أسوء درجات الخذلان التي لا تُنسى، والتي ستظل طوال عمرك تتذكرها، وتتذكر صاحبها، ولا تستطيع أن تخرجه من تفكيرك، ليس بالضرورة حباً به، أو رغبة في عودة تلك الأيام الجميلة التي قضيتموها معاً، ولكن لشعورك بالخذلان، ولفقدانك الثقة بمن وضعت زمام أمورك في أيديهم.

كيف استطيع إخراج شخص من تفكيري

  • ربما أنت تعيش الآن حالة نفسية سيئة بسبب ما تعرضت إليه من خذلان، ومن شعورك بفقدان الثقة بمن حولك، ولا أدعي المثالية وأقول لك أنك تُضيع وقتك فيما لا يُفيد وعليك الانتباه لذلك، بل سأُخبرك بما لا تتوقعه، هذا الأمر يستحق بالفعل!.
  • نعم يستحق أن تتألم وتحزن، وأن تحترس ممن حولك، ولكن عليك الحذر، فلا تجعل تفكيرك بهم وبأفعالهم يُعيقك عن تحقيق المزيد من النجاح، وعن مواصلة الحياة، نعم أستطيع أن أسمع ردك بأنه أمر قاسِ، لكن يا صديقي ما الحياة إلا دروس تتعلم منها، والناجح من يستفيد ويتغلب، لا من يسجن نفسه في تفكير مظلم لا يقوده سوى للهلاك.
  • فمهما كان من خذلك، أؤكد لك أنه لا يستحق التفكير، لا يستحق أن ينال من وقتك ويستنفذ من طاقاتك، ويُقلل من رغباتك وقدراتك.
  • كما أنك بهذا تمنحه الفرصة، ليُدخلك في دوامة عميقة من التفكير لا تعرف نهايتها، ويمكنها الإطاحة بك وبمستقبلك، فهل يوجد من يستحق أن تدفع حياتك نظيراً لخذلانه؟.

أساليب لإخراج شخص من تفكيري

  • صدق من قال “نفسك إن لم تشغلها بالحق، شغلتك بالباطل”، والباطل هو التفكير بذلك الشخص، أما الحق فهو إبداعك وإنجازاتك، وقدراتك، ومواهبك، ونجاحاتك، كل تلك الأمور عليك أن تدرسها جيداً، وتستعيدها لتمضي قدماً في حياة تسند بها نفسك بنفسك.
  • وعليك في ذلك أن تستعين بالله عز وجل وتجعله الصاحب والملجأ، في الفرح والحزن، فما من شخص على وجه الأرض، فإمكانه أن ينفعك أو يضرك إلا بإذن المولى سبحانه.
  • ومن الضروري أن تعلم أن القول بأن هناك أشخاص لا تُعوض في الحياة، هي درب من دروب الخيال، فعوض الله تعالى إذا حلَّ أنساك ما فقدت، وما الأشخاص سوى محطات في حياتنا لكل منهم دور ينتهى لتستمر أنت بمواصلة رحلتك، التي لا تتوقف عندما ينزل منها شخص أو أكثر.
  • ومن الهام أيضاً أن تكون على يقين بأن من خذلك يواصل حياته الطبيعية، ولا يلتفت لفعلته، ولا يقضي ليله في عتاب حاله متسائلاً “كيف فعل بك كل هذا؟”، بل يمكن أن يكون سعيداً أكثر بتدميرك، فلا تمنحه الفرصة.
  • دع من خذلك يندم على ما فعله بك، عندما يراك سعيداً مرتاح البال، تواصل حياتك، وتحقق المزيد والمزيد من النجاح، لا تعتبره علامة فارقة، ونقطة ضعف بالنسبة لك.
  • لا تعتقد بأن تفكيرك في الآخر هو انعكاس لتفكيره هو الآخر بك، فهذا أمر لم يُثبت صحته علمياً.

وختاماً وقتك ونفسك، وطاقك وجهدك أغلى من أن تُضيعها بالتفكير بمن لا يستحق، اترك الأمر وانتظر، وشاهد عواقب الزمن حين يدور، ويُسقى كل فاعل بما فعل.

Source: mosoah.com

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *