‘);
}

سبب عدم قبول توبة فرعون

لم يقبَل الله توبة فرعون حينما أدركه الغَرَق؛ لأنّها جاءت متأخرةً، حينما أدرك وقوع أَجَلِه، وانقطاع حياته بالموت.[١] فنهاية التوبة تكون حينما تبلغ الرُّوح الحلقوم، ويُوقن الإنسان حينها بحلول أَجَلِه، وانقطاع أَمَلِه، فحينئذٍ لا ينفع نفسٌ إيمانها أو توبتها لم تكن آمنت أو تابت من قبل، قال -تعالى-: (إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّـهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُولَـٰئِكَ يَتُوبُ اللَّـهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّـهُ عَلِيمًا حَكِيمًا)،[٢] وبُيّن الوقت الذي تنتهي عنده التوبة؛ وهو وقت الغرغرة، وخُروج الرُّوح، بقَوْل الرسول -عليه الصلاة والسلام-: (إنَّ الله تعالى يقبلُ توبةَ العبدِ ما لمْ يغرْغِرُ)،[٣][٤] ولذلك

وقد شاء الله ألّا تُقبل توبة مَن تحضُره الوفاة، أو يموت على غير الإسلام؛ ذلك أنّ التكليف والاختيار ينعدم حال حضور الموت، ومُعاينته، فيكون التائب عندها قد ترك الذّنوب والمعاصي اضطراراً، وعجزاً، بعد أن داوم عليها طوال حياته، محبّةً واختياراً، وتجنّب عند موته اقتراف الذّنوب؛ خوفاً من العقاب المحتوم، وتلك كانت حالة فرعون حينما أدركه الغرق، حيث كان يائساً مُدركاً لمصيره، فلم ينفعه حينها إيمانه وتوحيده،[٥] وممّا يدلّ على عدم قبول التوبة عند حضور الوفاة؛ قَوْله -تعالى-: (وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّىٰ إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَـٰئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا).[٦][٧]