‘);
}

يعيش الجنين في رحم أمه لمدة تسعة أشهر وعشرة أيام تقريباً، أي ما يُعادل أربعين أسبوعاً، يكون هذه المدة يسبح في الماء الامينوسي المُحيط به بالكامل، ويستمِدُّ غِذاءه والاكسجين اللازم له عن طريق الحبل السري الذي يربطه بالمشيمة برحم أمه. وخلال فترة الحمل؛ لا تعمل الرئتان حيث أنه لا وجود للهواء في المحيط الذي يعيشُ فيه الجنين، فينتقل الدم من الجهة اليُمنى للقلب إلى الجهو اليُسرى مُتجاوِزاً الرئتين؛ لأن الجنين يحصل على الأكسجين من أمه عن طريق الحبل السري، ولكن كمية قليلة من الدم تدخل إلى الرئتين لإبقائهما؛ وهذه الكمية لا تتجاوز ما نسبته 5% من كمية دم الجنين، ويكون جوف الجنين ممتلئاً بالكامل بالماء المينوسي المُحيط به، حيث أن الطفل لا يبقى مُغلِقاً فمه طوال فترة حمله تجنُّباً لدخول السائل، فتكون الرئتين مملوءتين بهذا السائل حتى لحظة خروجه من رحم امه لحظة الولادة.

يبقى الأهل في غرف الولادة منتظرين لحظة توقف صُراخ الأم؛ وانتظار لحظة سماعهم لأول صرخات الزائر الجديد، فهي التي تُخبِرهم بأن الولادة تمت – بحمد الله – بنجاح، ولا بُدَّ لكل مولودٍ جديدٍ ان يصرخ لحظة خروجه إلى الحياة، والسبب أن مجرى التنفُّس لديه كان مملوءاً تماماً بالماء الأمينوسي؛ والقلب كان يتجاهل الرئتين طوال فترة عمله أثناء وجوده في الرحم، ولكن بعد الولادة؛ يقوم القلب بأداء وظيفته الطبيعية بضخ الدم من الجهة اليُمنى إلى الرئتين للحصول على الأكسجين؛ واستقباله بالجهة اليُسرى من الرئتين ليقوم بتوزيعه عن طريق الدم إلى باقي أعضاء الجسم. إن لحظة دخول الهواء إلى الرئتين هي لحظة غريبة على نظام جسم الطفل، وكذلك حاجته إلى الأكسجين من الرئتين؛ وخصوصاً أن الرئتان ما زالتا مملوءتين بالسائل الأمينوسي، فلذلك يقوم الطبيب بحمل الطفل من قدميه ليخرج السائلُ من فمه، ومع خروج السائل والبدء في عملية التنفس للطفل؛ تدخل كمية كبيرة من الهواء إلى رئتيه الفارغتين؛ فتخرُج من الطفل صرخة عالية بسبب كمية الهواء التي تخرج منه.