لماذا يدرس المستشرقون الإسلام ؟

لماذا يدرس المستشرقون الإسلام تساؤلات وعلامات استقهام تثيرها دراسة المستشرقين للإسلام فهم لا يؤمنون به ولا يتخذونه عقيدة بل لا يكفون عن الطعن فيه وربما عاش الواحد منهم عمرا كاملا يدرس الإسلام من دون أن يغير في فكره شيئا بل ربما ازداد حنقا على الإسلام والمسلمين فلماذا إذا يدرسون ديننا ويعكفون عليه السنين..

Share your love

تساؤلات وعلامات استقهام تثيرها دراسة المستشرقين للإسلام فهم لا يؤمنون به ولا يتخذونه عقيدة بل لا يكفون عن الطعن فيه وربما عاش الواحد منهم عمرا كاملا يدرس الإسلام من دون أن يغير في فكره شيئا بل ربما ازداد حنقا على الإسلام والمسلمين فلماذا إذا يدرسون ديننا ويعكفون عليه السنين الطوال ؟ وفي هذه الأسطر نحاول الإجابة على هذا السؤال .. فالمستشرقون يسلكون في دراستهم منهجا غير علمي وغير سليم ، فهدفهم دائما التشكيك في الإسلام في الدين والألوهية والنبوة والرسالة ولهم خطوط فكرية ثابتة ينفثون من خلالها ادعاءاتهم وسمومهم .

ومن أهداف المستشرقين فى دراستهم للإسلام ما يلي :
أولا : محاولة التشكيك في الدين والألوهية ومحاولة التشكيك في النبوة والرسالة وفساد تناولهم لمفهوم الدين عامة والإسلام خاصة .
يرتبط مفهوم الاستشراق للإسلام بمفاهيم اللاهوت من ناحية العلمانية والمادية من ناحية أخرى فهم في النظرة إلى الإسلام لا يستطيعون أن يخرجوا عن مفهوم العلاقة بين النصرانية – الغربية – وبين المجتمع الأوربي ، ولا يستطيعون التحرر من – فردية النصرانية – وارتباطها بالتطبيق السائد في الغرب .

كذلك فإن اعتمادهم على منهج علم الأديان لا يستطيع أن يعالج الإسلام كبقية الديانات فالإسلام فوق الحقائق الطبيعية والاجتماعية والفلسفية والعلمية التي يقول بها المستشرقون .
كذلك فإن رؤية المستشرقين بزعم العالم أوجد نفسه دون حاجة إلى علة خارجية كما يعبرون هذا المفهوم يرفضه الإسلام تماما : ذلك أن النظرة الدهرية مستوحاة من فلسفة هرقليط اليوناني ومن هيجل ونيتشه في العصر الحديث .
وكذلك أخطأوا في فهم صفات الألوهية فبعضهم يرى أن نسبة الباري إلى العالم كنسبة المخرج إلى المنظر ، وهو فهم لا يقره الإسلام فالله تبارك وتعالى هو عالم الغيب والشهادة وهو ممسك السموات والأرض لحظة بعد لحظة ، وهو ذات مطلقة قائمة بنفسها لا تحل بالعالم ولا تتحدد به .
ويختلف مفهوم الإسلام للدين عن مفهوم مدرسة العلوم الاجتماعية – المستشرقون دور كايم وليفي بريل وأتباعهم طه حسين وغيره – هذه المدرسة التي تعتبر الدين ظاهرة من الظواهر الاجتماعية لم ينزل من السماء ولم يهبط إلى الأرض وإنما خرج من الأرض كما خرجت الجماعة نفسها ، وهذا المفهوم الذي يعتبره الاستشراق للدين في محاولة فهمه للإسلام مفهوم خاطئ لأنه يعتمد على الفلسفة المادية ولا يعترف بعالم الغيب الذي يقرر الوحي والنبوة والجزاء والبعث والحساب ومن هنا فإن منهج علم الأديان الذي يعتمده الاستشراق الغربي لا يستطيع أن يعالج الإسلام أو ينظر اليه على نحو بقية الديانات .

كذلك يرفض الإسلام مفهوم هيجل الذي يقول إن العالم أوجد نفسه بدون حاجة إلى علة خارجية عنه وهو مفهوم خاطئ فإن الله تبارك وتعالى هو خالق الكون من العدم وهو سبحانه القائم عليه وهو الذي علم الإنسان ما وصل إليه من أسرار هذا الكون .
كذلك فإن الإسلام بعيد عن المثالية التي نشأت من فلسفة الديانات كما أنه ليس منهجا يقتفي أثر العلوم الاجتماعية ، إنه دين ودنيا بتنظيم هذا وذلك تعاليمه لا تفرق بين العلوم الدينية والدنيوية فالإسلام لا يقر مفهوم أن الدين ظاهرة اجتماعية أو ظاهرة مرحلية تلت الوثنية وتعقبها مرحلة العلم من ذلك الادعاء بأن الشعوب الراقية لا تحتاج إلى الدين أصلا .
بل يقرر الإسلام حاجة البشرية إلى هداية الدين والتماس منهجه في بناء الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية .

ثانيا : محاولة التشكيك في النبوة والرسالة :
محاولة اختراق السيرة النبوية وإخضاع حياة النبي لعلوم التربية والسيكولوجيا في محاولة للنيل منها وقد باءت المحاولة بالفشل .
فالطفل محمد صلى الله عليه وسلم الذي حرم من نعمة الأمومة والأبوة وافتقد الحنان منح الدنيا بأسرها عاطفة وحنانا ورحمة مع أن القاعدة المعروفة أن فاقد الشيء لا يعطيه .

والطفل الذي لم يتعلم – علم الدنيا – أدبني ربي فأحسن تأديبي والطفل الفقير أغني الدنيا ” أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى (6) وَوَجَدَكَ ضَالاًّ فَهَدَى (7) وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى (8) ” صدق الله العظيم
يقول دكتور رشدي فكار كما نقلت عنه مجلة منار الإسلام : إن محاولة إخضاع العصر النبوي للإطار التراثي ترمي إلى محاولة جعل العصر النبوي تراثا
باسم الفضول العلمي حتى يرفع عنه رداء القدسية والألوهية .
وقد جاء منهج المستشرق – لا منس – وغيره الذين طرحوا القضايا الخاصة بالعصر النبوي بهدف – دينونته – لتدنيس المقدسات والتشكيك فى أنها دينونه ولا صلة لها بالوحي وأنها مجرد تراث بشري قابل للأخذ والرد .
وذلك في إطار محاولتهم التشكيك في الأنبياء والرسل وفي محاولة أن يسقطوا كل هذا الفكر المادي على العصر النبوي وإدخاله في إطار وضعي راحوا يبحثون عن تأثير العوامل الاقتصادية والسياسية والبيئة في جزيرة العرب وهم أساسا منكرون للعقيدة ومحاولة هذا الاستغراب الإلحادي أن يعكس ظلماته على الأمة الإسلامية باستشراق مادي ملحد .

وقد شجع هؤلاء على ذلك الانتصارات التي حققها التجريب العلمي فى الغرب والسيطرة على الظواهر واكتشاف القوانين للعديد من مكونات الطبيعة مما فتح شهيتهم ليقدموا للإنسان بدلا من الإله ويستبدلوا حوار السماء والأنبياء بحوار الأرض والإنسان .
يقول رشدي فكار : من المحزن أننا وجدنا بعض النفايات من المثقفين العرب والمسلمين ممن لا يحملون من الانتماء إلى هذه الأمة إلا مجرد الاسم ثم يستبيحون لأنفسهم أن يضعوا أنفسهم لقاء حفنة من المال في خدمة هؤلاء ويبسطوا لهم بعض القضايا ويعاونوهم في دراساتهم المقنعة السوداء وقد تنكر هؤلاء المثقفون العملاء لأمتهم وعقيدتهم ووضعوا أقدارهم لصالح أصحاب المآرب .

وجملة القول أنهم أرادوا أن يخترقوا السيرة النبوية ويخضعوا حياة بني الإسلام لعلوم التربية والسيكولوجيا فضاربوا على فروع القضية وهوامشها ولم يصلوا إلى جوهرها وأساسها واختلت موازينهم وباءت محاولاتهم بالفشل الذريع وقد رد على شبهات المستشرقين في هذا المجال كثير من الباحثين المسلمين وفي هذا المجال كتب الدكتور زاهر عوض الألمعي كتابه – مع المفسرين والمستشرقين – في زواج النبي بزينب بنت جحش وفيه عرض قصة زواج النبي صلي الله عليه وسلم ورد على شبهات :
1- ميل درمنجم فى كتابه حياة محمد الذي زعم أن النبي شعر فى العقد الأخير من عمره بالميل الي النساء
2- عرض لرأي المستشرق مونتجمري وات في كتابه – محمد فى المدينة – في زواج النبي بكثير من الزوجات واتخاذه الجواري ودعواه في افتتانه بزينب بنت جحش .
3- عرض لما قاله جوستان لوبون في كتابه حضارة العرب ترجمة عادل زعبير بعد أن أثنى على النبي صلى الله عليه وسلم ادعى أن النبي كان ضعيفا فيما أسماه حبه الطارئ للنساء بعد أن اقتصر على زوجة واحدة حتى بلغ الخمسين .
ثالثا : الطعن في طرق جمع السنة الشريفة زاعمين أن السنة لم يكتب لها البقاء لأنها لم تدون بل كانت تتناقل شفاهة بين الرواد ولمدة قرنين من الزمن – الفريد حيوم – تريتون – وقد بذل المستشرقون جهدهم لتغيير معالم العقيدة الأصلية ولكنهم باؤوا بالفشل والخسران المبين ومن أوائل من افتروا على الإسلام جولدن زيهر وكان من قواعده هدم بنيان السنة بصفة عامة ومن ذلك دعواه أن الحديث النبوي هو نتيجة لتطور المسلمين وهي دعوى منهارة أمام المقاييس الثابتة من الكتاب والسنة فالرسول صلى الله عليه وسلم لم ينتقل إلى الرفيق الأعلى إلا وقد نزل على المسلمين سبيل الهداية كاملا ممثلا في الكتاب والسنة ” تركت فيكم ما أن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا : كتاب الله وسنتي ” الحاكم فى المستدرك عن أبي هريرة .
رابعا : الافتراء على التاريخ الإسلامي جملة البحث عما ظنوه ثغرات وتناقضات في محاولة لتشويهه ومحاولة تفسيره بمنهج المادية عملا على إطفاء نور القوة فيه ووهج الواقع .

وهناك محاولة الفلاسفة الوضعيين في التهوين من شأن الإسلام وحركة التاريخ – أوجست كونت – كريستيان سرفيس – في محاولة للقول بأن الإسلام مرحلة كانت ضرورية في سلسلة تطور البشرية ولكنها انتهت وتجاوزتها البشرية إلى الدين الوضعي وذلك باعتبار الإسلام مرحلة مضت وانقضت .

ومن ذلك وصف التاريخ الإسلامي بأنه سلسلة متصلة من الحكام الطغاة والغمز بصلاح الدين والحديث عن شجاعة الصليبيين واتهام المسلمين بحرق مكتبة الإسكندرية .

وقد حصر الدكتور عبد الحليم عويس ادعاءات المستشرقين وسمومهم في تشويه التاريخ الإسلامي في عدة خطوط فكرية ثابتة :
– القول بأن فترة التزام المسلمين بالإسلام لا تعدو أن تكون فترة عصر الراشدين
– التركيز على افتراءات الخلاف بين المسلمين وتوسيع دائرة الحديث عنها والإغضاء بالتالي عن المساحات الكبيرة المتألقة .
– إثارة الخصومات وتعميقها بين العرب والبربر والأتراك والفرس بهدف إضعاف روح الإخاء الإسلامي بين المسلمين .
– محاولة إبراز كلمات العروبة والفكر العربي والحضارة العربية بغرض إثارة الشعوب الإسلامية التي ساهمت في صنع الحضارة الإسلامية ضد العرب 
– ابراز دور الأقليات المسلمة وتحريكها ضد الأمة والزعم بأنها ظلمت وانتهكت حقوقها .
– كراهية كل الدول والجماعات التي أنقذت المسلمين ووقفت ضد الزحف الصليبي مثل المماليك والأيوبيين والعثمانيين ويفوز العثمانيون بالنصيب الأوفى من حقد هؤلاء .
– محاولة إرجاع ما يوجد من صور النهضة في الحياة الإسلامية إلى الاحتلال الأوربي مثل الحملة الفرنسية على مصر وبعثات محمد علي إلى أوربا .
– تمجيد كل الذين خانوا الإسلام وحاربوه مثل مصطفي كمال أتاتورك في تركيا وأكبر شاه في الهند والانتقاص من قدر المجاهدين والمصلحين وتلفيق التهم ضدهم .
– التشكيك في التراث الحضاري الإسلامي بدعوى أن الحضارة الإسلامية منقولة عن الحضارة الهيلينية وأن المسلمين بالتالي لم يكونوا إلا نقله ومترجمين .
تشويه منصب الخلافة الإسلامية ورميه بأبشع الصفات وإعلان حرب دائمة عليه حتى بعد زواله
 

Source: islamweb.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!