لماذا يصرّ عصيد على إخفاء معتقده عن المغاربة؟

هوية بريس – عابد عبد المنعم
رغم أنه كثير الكلام، يخوض في كل شيء، لم يتحدث يوما عن معتقده، ولا سمح لأحد يحاوره أن يثير هذا الموضوع، على الرغم من أنه أساسي ومحوري في كل النقاشات التي يخوضها.
طبعا الجواب عن السؤال في العنوان جاهز عند الناشط المذكور، وهو أن “هذا يدخل في حرية الضمير، والتدين شأن شخصي وحرية فردية لا دخل لأحد في ذلك”، وهذا موافق طبعا للمرجعية العلمانية التي تلغي الإله وتجعل الإنسان محور الكون.
لكن خطاب عصيد موجه بالأساس لمن يؤمن بمرجعية أخرى تكفر بكل ذلك، وتقرّ بأن الإنسان عبد لله تعالى، ومكلف بأوامرَ يجب أن يأتي بها، ونواهيَ يتعين عليه أن يتجنبها، وأنه وُجد في هذه الحياة الدنيا لغاية واضحة، وسيقف يوما ما أمام خالقه ليحاسب عن عمره فيما أفناه، وجسده فيما أبلاه، وماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه.
وحين نخوض في مواضيع حساسة مثل الهوية والدين والقيم والأخلاق والحضارة، يجب التحلي بالشجاعة الأدبية، والإعلان للمتابعين عن المرجعية والقناعات التي نصدر عنها، حتى تكون الأمور واضحة وجلية للجميع، أمّا النفاق واللعب على الحبلين، فلن يجدي طويلا.
فعصيد جل كتاباته تصب في الهجوم على الإسلام، هذا أمر بات معروفا ومشهورا لدى الجميع، وصرح في “قدر العلمانية في العالم العربي ص:342 بأن الدين صنع بشري محض وأنه “مرحلة من مراحل تطور العقل للبشرية، بدأت بالأسطورة، ثم بتعدد الآلهة، ثم التوحيد، ثم العقل العلماني المعاصر”.
فإن كان يعتبر أن الدين مصدره بشري وليس من عند الله، فطبيعي أن يهاجم الحضارة الإسلامية والصلاة والمساجد والصيام والحج وعيد الأضحى والحجاب والمتدينين ويسمهم بأقذع الأوصاف، ويناصبهم الكراهية والعداء.. هذا أمر مفهوم..
لكن الذي يبقى غير المفهوم هو أنه حينما يتوجه صاحب هذه الأفكار والقناعات إلى سوس (البْلادْ) يغير لسانه، ويدلي بأقوال أخرى.
كما سبق وحصل قبل أشهر حين ألقى كلمة أمام مجموعة من الفقهاء، بعد تلاوة قرآنية، فأثنى على العمل السوسي والفقهاء وطلبة العلم الشرعي، وقال إن التوازن الذي يعيشه المغرب سببه “الفقهاء وطلبة العلوم الأصيلة”.. صدق أو لا تصدق..
فيديو.. هل تاب عصيد من كراهية الإسلام.. قال بأن الفقهاء وطلبة العلوم الأصيلة هم أسباب التوازن في المغرب!!
[wpcc-iframe class=”wp-embedded-content” sandbox=”allow-scripts” security=”restricted” style=”position: absolute; clip: rect(1px, 1px, 1px, 1px);” src=”https://howiyapress.com/%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%87%d9%84-%d8%aa%d8%a7%d8%a8-%d8%b9%d8%b5%d9%8a%d8%af-%d9%85%d9%86-%d9%83%d8%b1%d8%a7%d9%87%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%b3%d9%84%d8%a7%d9%85-%d9%82%d8%a7/embed/#?secret=3l8QxuSQ9X” data-secret=”3l8QxuSQ9X” width=”600″ height=”338″ title=”“فيديو.. هل تاب عصيد من كراهية الإسلام.. قال بأن الفقهاء وطلبة العلوم الأصيلة هم أسباب التوازن في المغرب!!” — هوية بريس” frameborder=”0″ marginwidth=”0″ marginheight=”0″ scrolling=”no”]
مثل هذا النفاق يجب أن يختفي، ومن ينصب نفسه “مفكرا” و”ناقدا” لتراث المسلمين يجب أن نعرف معتقده أولا، هل هو موحد أم ملحد، ونعرف مستواه وأهليته هل تخولانه للحديث في أمور الدين والحضارة وغير ذلك، أم لا.
فحفظ دين المغاربة هو من وظائف الدولة في الإسلام، ومن أجلِّ المهمات التي يضطلع بها العلماء والدعاة وكل مسلم قادر.. ولا مجال لإيراد عشرات الأدلة..
أما أن يتجرأ من لا يعتقد عقائد المسلمين على أن يسب رسائل النبي صلى الله عليه وسلم تارة؛ ويسفه شرائع الإسلام تارات عديدة، ثم يتطاول على تخصصات بعيدة عنه، ويفتي المغاربة بإفطار رمضان بدعوى أن “الما السخون كل نصف ساعة أو ساعة يقي من كورونا”، فهذا يضر بدين وأبدان الناس، ويهدد أمنهم العقدي والروحي، والحجر لحماية الأديان مقدم على الحجر لحماية الأبدان كما هو معروف.
أستحضر هنا أن عصيد لما استضافه رضوان الرمضاني في قفص الاتهام وطلب منه أن “يقسم بالله أن يقول الحق ولا شيء غير الحق”، رفض القسم، وابتسم..
لا أريد أن أعطي تفسيرا لسلوكه، أكثر من أن أقدم صورة للمتابعين عمَّن ينصب نفسه حاكما على دين المغاربة دون حسيب ولا رقيب.