لماذا يعتبر التعلم ضرورياً لنجاحك في الحياة؟

التعلم والتطور جزءان هامَّان من الحياة؛ إذ لا يمكِنك النمو دون التعلم؛ وإذا لم تتمكن من النمو، لن تستطيع بلوغ أهدافك وتحقيق النجاح الذي تريده في حياتك، ولا يهم ما تريد تحقيقَه في هذا العالم، فيمكِنك تعلُّمه من شخص قام به قبلك. ولهذا نجد أنَّ التعلم هام؛ ولكن كيف يودي بك التعلم نحو النجاح؟

Share your love

تخيل أنَّك تلعب مع طفل بعمر الثالثة يحب الطائرات؛ فرأيتَ ورقةً وقررتَ أن تُعلِّمه كيف يطويها ليصنع منها طائرة ورقية؛ وبالتالي تطوي الورقة لنصفين ثمَّ تطوي الأجنحة؛ وعند انتهائك من صناعتها، تخبر الطفل أنَّها تطير؛ فيتحمَّس وينتظر أن تطلقها بفارغ الصبر.

وعندما أطلقتَ الطائرة الورقية، حلَّقَت فوق غرفة المعيشة وسقطت على أرضية المطبخ؛ فتحمَّس الطفل وشعر بالسعادة، وطلب منك ورقةً أخرى ليصنع طائرة بنفسه. وعندما أعطيتَه ورقةً، باشرَ بصناعة طائرته الورقية الخاصة، ولكن عند انتهائِه رماها في الجو ولم تحلِّق؛ ولكن لماذا حدث ذلك؟ لأنَّه لم يعرف كيف يطوي الطائرة الورقية بشكلٍ صحيح، وبالتالي؛ لذا تعلِّمه كيف يقوم بذلك، وتطلب منه أن يتَّبع خطواتك وأن يفعل ما تفعلُه تماماً.

أكملَ بعدها الطفل صناعة طائرته الورقية، وعندما رماها في الهواء حلَّقت عبر الغرفة، وانعطفَت رأساً على عقب وسقطت على الأريكة؛ فكيف تمكَّن طفل بعمر الثالثةِ من صناعة طائرةٍ ورقيةٍ قادرةٍ على التحليق في الهواء؟ لقد تعَلَّم ذلك منك.

ولهذا نجد أن التعلُّم هام للغاية؛ وإن لم تتعلم، وحاولتَ أن تقوم بكل شيءٍ بنفسك؛ فسيكون الأمر بغاية الصعوبة.

لا يُهم ما الأهداف التي تريد تحقيقها، وطبيعة النجاح الذي تريده في حياتك، حيث يمكِنك الوصول إلى مبتغاك عن طريق التعلم وتطوير الذات؛ فالأبطال يُصنَعون لا يُولَدون، والمقصود هنا أنَّك تستطيع تدريب نفسك لتصبح الشخص المناسب الذي تريد أن تكونه.

يمكِنك تعليم نفسك كيف تصل إلى النجاح الذي تريد تحقيقه ضمن أي مجال صناعة أو مهنة. فكِّر بالأمر، كيف يصبح المرء لاعب غولف عظيماً؟ بالطبع من خلال التدريب والتمرين المستمر؛ فهل تعلم كيف أصبح “تايغر وودز” (Tiger Woods) واحداً من أعظم لاعبي الغولف في العالم؟

لقد كان “تايغر وودز” (Tiger Woods) يتدرب في منتصف الليل في الظلام الدامس وتحت الأمطار الغزيرة، وعندما رآه أحد الأصدقاء يتدرب على ضرب الكرات في الثالثة صباحاً تحت الأمطار، قال تايغر (Tiger): “إنَّها لا تمطر كثيراً في شمال كاليفورنيا (California)؛ لذا قد تكون هذه فرصتي الوحيدة للتدرب على ضرب الكرات تحت المطر”.

ولهذا نجد أنَّ التعلم هام؛ ولكن كيف يودي بك التعلم نحو النجاح؟

1. يختصر التعلُّم رحلتك نحو النجاح:

هل تريد اختصار طريقك نحو النجاح؟ بالفعل يمكِنك ذلك، من خلال تعلُّم الاستراتيجيات الصحيحة من الشخص المناسب.

على سبيل المثال: إذا كان أحد أهدافك تسلُّق جبل إيفريست (Everest)؛ فماذا يجب عليك أن تفعل؟ يمكِنك مثلاً أن تسأل أشخاص قاموا بهذا الأمر من قبل، أو يمكِنك مشاهدة فيلم وثائقيٍّ حوله، ومن ثمَّ تتدرب لتزيد من قدرتك على التَّحمل ولتُجهِّز نفسك للرحلة.

ولكن إذا تجاهلتَ مرحلة التدريب، ما الذي سيحصل برأيك؟ من المحتمل أن تسقط وتفقد حياتك؛ فليس من السهل تسلُّق جبل إيفرست (Everest)، ولكن هل هذا يعني أنَّه غير ممكن؟

لا، فالصعوبة لا تعني المستحيل؛ حيث يمكِنك أن تجعل الأمر ممكناً من خلال التعلم والحصول على مرشد يوجِّهك ويشرح لك كيف يتم الأمر.

عندما تقرأ الكتب، وتحضر دوراتٍ، وتتعلم المعارف أو المهارات الضرورية؛ فأنت تختصر الطريق للوصول إلى غايتك.

ولكن ماذا تفعل إن أردتَ أن تنشئ مدونةً إلكترونيَّة لكنَّك لا تعرف من أين تبدأ وكيف؟ فلا تتمتع بالمهارات التقنية المتعلقة بتسجيل اسم النطاق وتصميم المدونة. ولكن ماذا إن أخبرك أحد الخبراء في هذا المجال أنَّه يمكِنه مشاركتك وإرشادك حول كيفية إنشاء مدونة مثل مدونته؟ هل تعتقد أنَّ العملية ستصبح أسهل؟ بالطبع ستكون كذلك.

وينطبق الأمر ذاته على جميع جوانب الحياة؛ إذ لا يهم ما هو الأمر الذي تريد تحقيقه في الحياة، حيث يمكِنك تعلُّمه من الآخرين، ولستَ مضطراً للقيام بكل شيء بنفسك، وكلما تعلَّمتَ أكثر، زادت معارفك وحققتَ المزيد من النجاح.

2. يزيد التعلم من ثقتك بنفسك:

يُعدُّ التحلي بالثقة بالنفس عاملاً أساسياً آخر لتُحقِّق مبتغاك، إلا أنَّ معظم الناس يقللون من أهميَّته؛ فالثَّقة بالنفس أمر بغاية الأهمية، وعندما لا تثق بنفسك؛ ستختار إمَّا عدم القيام بالأمر، أو أن تقوم به دون اهتمام.

تخيل أنَّك تعمل في مجال المبيعات، وأنَّك تحاول بيع منتجك لعميل، ولكن ليس لديك ثقة بالعميل وبمنتجك وبنفسك، فكيف تعتقد أنَّ صفقة البيع ستتم؟ من الواضح أنَّ الأمر لن يسير على ما يرام. وبالتالي؛ إن أردتَ أن تبني ثقتك بنفسك؛ فعليك أن تكون مستعداً دوماً للتعلُّم ولتجهيز نفسك.

تخيّل أنَّك ستلقي خطاباً مدته 15 دقيقة على المسرح أمام 100 شخص؛ وإذا كنتَ مستعداً بشكل جيد، وتعرف ما ستقوله؛ فستمتلك الثقة الكافية لتُلقِي خطابك بسهولة؛ ولكن إن لم تكن مستعداً، فستشعر بالخوف وتفتقر إلى الثقة بالنفس لإلقاء خطاب جيد؛ ومع زيادة تعلُّم وتحضير ما تريد تحقيقه، ستزداد ثقتك بنفسك؛ وبالطبع، كلما زادت ثقتك بنفسك ستحقق نجاحات أكبر.

شاهد بالفيديو: 8 طرق أثبت نجاحها لبناء الثقة بالنفس

[wpcc-iframe class=”embed-responsive-item lazyload” src=”https://www.annajah.net/fe/images/annajah_large.jpg” width=”200″ height=”385″ frameborder=”0″ allowfullscreen=”” data-src=”https://www.youtube.com/embed/fBIi7AdeeFw?rel=0&hd=0″]

3. سيغيِّر التعلم حياتك:

أولاً: يغير التعلم التفكير؛ حيث سيُمَكِّنُك من التفكير خارج الصندوق، ممَّا سيجعلك شخصاً أكثر إثارة للاهتمام، فكِّر في الأمر، كيف كان وضعك منذ 20 عام؟ ألا تعتقد أنَّك تعلَّمتَ وتطوَّرتَ كثيراً خلال كل تلك الأعوام؟ إن كانت إجابتك بالنفي؛ فيتوجب عليك أن تتعلم وتُطوِّر نفسك بشكلٍ جدي.

ثانياً: يوسِّع التعلُّم المعرفة؛ حيث يشبه الأمر عندما لا تعرف كيف تخبز قالب كعك، فتفتح تطبيق يوتيوب (Youtube) وتشاهد بضع الفيديوهات حول كيفيَّة إعداده، وبعد ذلك، تحتفظ بهذه المعلومة في دماغك.

وينطبق الأمر ذاته على أي شيء تريد تعلُّمه؛ وإذا كنتَ تريد تعلُّم الاستثمار أو العزف على الغيتار؛ فيمكِنك توسيع معارفك من خلال التعلم طالما أنَّك منفتح وتتقبل الأفكار الجديدة.

ويمكِنك أن تسجِّل في دورات تدريبية وتحضر محاضرات وورشات عمل لتُطوِّر مهاراتك؛ وحتى إن لم تُقدِّم لك بعضها الفائدة التي ترجوها، إلا أنَّه لا ينبغي أن يمنعك ذلك من التعلم؛ لأنَّك يجب أن تسعى دوماً إلى تنمية نفسك إذا أردتَ تحقيق أهدافك.

4. يساعدك التعلم على التنمية:

يُعدُّ هذا الأمر أحد أهم عوامل النجاح؛ فأنت تُحقِّق التنمية عندما تتعلم؛ فانظر إلى هذه الصورة في الأسفل:

تقول هذه الصورة الكثير حول حجمك؛ فعندما تكون كبيراً يمكِنك مواجهة مشكلات أكبر؛ ولكن عندما تكون صغيراً، فحتى المشكلات الصغيرة ستبدو كبيرةً بالنسبة إليك.

تقول هذه الصورة الكثير حول حجمك؛ فعندما تكون كبيراً يمكِنك مواجهة مشكلات أكبر؛ ولكن عندما تكون صغيراً، فحتى المشكلات الصغيرة ستبدو كبيرةً بالنسبة إليك.

يشبه الأمر ممارسة ألعاب الفيديو؛ فعندما تلعب لعبةً وتكون شخصيتك في المستوى 3، سيبدو عدوٌّ من المستوى 5 صعبَ الهزيمة؛ ولكن عندما تُطوِّر شخصيتك لتصبح في المستوى 9، ستسهل هزيمته؛ إذاً، لا يتعلق الأمر بحجم المشكلة؛ بل بمستواك وحجمك.

إذا أردتَ أن تكسب الكثير من المال، عليك أن تُطوِّر مستواك لتمتلك القدرة على كسب هذه الكمية من الأموال وإدارتها؛ ولكن إِن لم تستطع إدارة مجرد مبلغ بسيط، أَتعتقد أنَّك ستتمكن من إدارة كمية كبيرة منه؟ وإذا كنتَ تعتقد أنَّ كسب 100,000 دولار شهرياً مبلغ كبير؛ فجرِّب التحدث مع كبار الأثرياء الذين يكسبون أكثر من ذلك بكثير، وستُغيِّر وجهة نظرك.

إذاً، تعلَّم كيف تُطوِّر نفسك؛ فكلما زاد حجمك، ازدادت قدرتك على التحمل؛ إذ لا يتعلق الأمر بكمية الأموال التي تكسبها، أو ما يمكِنك تحقيقه؛ بل يتعلق بحجمك وحجم ما تستطيع إدارته.

وبالتَّالي، إن أردتَ أن تكسب مليون دولار؛ فتعلَّم المهارات اللازمة لكسب هذه الكمية من الأموال، وسلِّح نفسك بالمعرفة اللازمة لإدارتها، فعندما تمتلك المهارة؛ ستُحقِّق النتيجة.

في الختام:

التعلم مفتاح أساسيٌّ للنجاح؛ حيث لن تتمكن من التطور إن لم تتعلم، وستبقى حيث أنت؛ لذا فإنَّ الطريقة الوحيدة لتُحسِّن نفسك وتنجح في حياتك هي من خلال ممارسة التعلم والتطور المستمرين. صحيح أنَّها عملية بطيئة، ولكنَّها هامة؛ فلا تتوقع أن تقرأ كتاباً اليوم وتُحقِّق النجاح غداً؛ لأنَّ الأمر سيستغرق وقتاً طويلاً، ولكن إن التزمتَ بالتعلم والتطور المستمرَّين؛ فستتمكن من الارتقاء بنجاحك إلى مستوىً أعلى خلال سنوات قليلة.

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!