لماذا يعد التفاؤل المبالغ فيه أمراً سيئاً بالنسبة إلى أعمالك؟

"كن ايجابياً". إنَّها نصيحةٌ شائعةٌ تُعطَى للأشخاص الذين يبدؤون عملاً جديداً، وبالنظر إلى أنَّ ما يقارب النصف من شركات الأعمال الجديدة تفشل في السنوات الخمس الأولى، فمن الضروري أن يبقى رجل الأعمال متفائلاً.

Share your love

بشكلٍ عام، من المعروف أنَّ التفكير بإيجابيةٍ يساعد القادة في ضمان السير السلس لعمل شركتهم وأعمالهم؛ ومع ذلك، يشير بحثٌ جديدٌ إلى أنَّ النظر إلى الجانب المشرق بشكلٍ مبالغٍ فيه، له تأثيرٌ سيئٌ على ازدهار العمل، فقد أظهرت الدراسة أنَّ رجال الأعمال المتفائلين كثيراً يكسبون في الواقع 30 في المئة أقلَّ من أقرانهم الأكثر تشاؤماً.

المنطق:

قامت الدراسة التي أجراها باحثون في جامعة باث (Bath) -التي تقع في المملكة المتحدة- وكلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية، وجامعة كارديف (Cardiff)؛ ونُشِرت في المجلة الاقتصادية الأوروبية – بمتابعة الأفراد في أثناء انتقالهم من العمل بالأجرة إلى إنشاء مشروع عملٍ خاص، فوجدوا أنَّ الأشخاص الذين لديهم تفاؤلٌ مفرطٌ هم الأكثر عرضةً إلى بدء شركات أعمالٍ غير مدروسةٍ ومحكومٍ عليها بالفشل منذ البداية.

يقول “كريس داوسون” (Chris Dawson)، الأستاذ المساعد في اقتصاديات الأعمال في كلية الإدارة في جامعة باث (Bath): “تشير نتائجنا إلى أنَّ الكثير من الأشخاص بدأوا بمشاريع تجارية، فنحن كمجتمعٍ نمجِّد التفكير المتفائل والريادي، ولكن عندما يجتمع الاثنان معاً فمن المستحسن العودة إلى الواقع”. 

ويضيف البروفيسور في قسم كلية لندن للاقتصاد، “ديفيد دي ميزا” (David de Meza): “إنَّ الحكومات كثيراً ما تتحدَّث عن دور رجال الأعمال في خلق النمو الاقتصادي، ولكنَّ هناك جانباً سلبيَّاً؛ حيث لا ينبغي التقليل من قيمة التداعيات الشخصية والمجتمعية للمشاريع الفاشلة، وهذا بالضبط ما يفعله المتفائلون. لا ينبغي لواضعي السياسات تشجيع الأسلوب الخاطئ منذ البداية”.

الاتجاه التصاعدي:

يقول البروفيسور داوسون (Prof. Dawson): “إنَّ التشاؤم قد لا يُعدُّ عموماً سمةً محببة، لكنَّه يحمي الناس من الدخول في مشاريع سيئة”. كانت هناك دراساتٌ علميةٌ في الماضي تقول أنَّ الأفكار التي تُعدُّ -تقليدياً- أفكاراً سلبيةً مثل التشاؤم والقلق، تبقينا في الواقع وتجنِّبنا الرضا عن النفس.

نُشِر في مجلة “بوصلة علم النفس الشخصي والاجتماعي” مقالٌ بعنوان: “الجوانب الإيجابية المفاجئة للقلق”، تقول فيه “كيت سويني” (Kate Sweeny)، أستاذة علم النفس في جامعة كاليفورنيا – ريفرسايد (Riverside): “على الرغم من صيته السلبي، فليس كلُّ القلق مدمِّراً أو حتَّى عقيماً، فهو يمتلك مزايا محفِّزة، ويعمل كحاجزٍ عاطفي. وحتَّى في الظروف التي تكون فيها الجهود المبذولة للحؤول دون حدوث النتائج غير المحبَّبة عقيمة، فإنَّ القلق يمكن أن يحفِّز الجهود الاستباقية لحشد مجموعةٍ جاهزةٍ من الاستجابات في حالة ورود الأخبار السيئة. في هذه الحالة، يُؤتي القلق ثماره؛ لأنَّ المرء يفكِّر بحيويةٍ في خطةٍ بديلة”.

كما يبدو أنَّ القلق يحسِّن الذاكرة. وجدت دراسةٌ لـ 80 طالباً جامعيَّاً من جامعة واترلو الكندية (Canad’s University of waterloo)، نُشِرَت في مجلة “علوم العقل” (Brain Science)، أنَّ مستويات يمكن التحكُّم بها من القلق قد ساعدت الناس ليكونوا قادرين على تذكِّر تفاصيل الأحداث.

بدون شك فإنَّ الإفراط في أيِّ شيء يعتبر مؤذياً، ألم يحنِ الوقت لتعديل استراتيجيتك للنجاح؟

 

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!