واشنطن- تجذب جائحة «كوفيد – 19» المزيد من الاهتمام لمشكلة السمنة في أميركا، حيث تشير مجموعة متزايدة من الأبحاث إلى أنه يجب استخدام جيناتنا لتحديد ما نأكله، وفقاً لشبكة «إيه بي سي نيوز».
وتظهر عقود من الأبحاث أنه، على الأقل بالنسبة لمعظم الناس، يكمن سر درء المرض في ممارسة كثير من التمارين الرياضية وتناول نظام غذائي غني بالخضراوات ومزيج صحي من الدهون والبروتين والكربوهيدرات. ولكن الآن، هناك مجال ناشئ يسمى «علم المورثات الغذائية» يهدف إلى تقديم نصائح شخصية حول أسلوب الحياة بناءً على الحمض النووي لكل شخص.
رغم أنه لا يزال مجالاً جديداً للدراسة العلمية، يأمل الباحثون في أن تكون خطط الطعام القائمة على التركيبات الجينية أكثر فاعلية من التوصيات التقليدية ذات الحجم الواحد الذي يناسب الجميع.
وقال اختصاصي التغذية بريجيد تيتغيماير: «نظراً للقلق الأكبر بشأن ارتفاع ضغط الدم ونسبة السكر في الدم والسمنة، وارتباط هذه الأمراض بأعراض حادة من فيروس «كورونا»، أتوقع تركيزاً كبيراً على التغذية الشخصية، باستخدام البيانات من الاختبارات الجينية ومراقبة نسبة الغلوكوز في الدم، لمساعدة الناس في اتخاذ خيارات إيجابية، وتقليل الأخطار».
وبعد عقود من رسم خرائط جينات البشر، يستخدم العلماء الآن هذه المعلومات لتحديد كيف يمكن للغذاء تعديل للاستعدادات المرتبطة بالأمراض ووظائف المناعة.
ويوصف علم المورثات الغذائية بأنه نهج جيني للتغذية المصممة لكل شخص منا، بما في ذلك ليس فقط النظام الغذائي، ولكن أنماط النوم وحياة الفرد بشكل عام.
وقال الدكتور يائيل جوفي، مؤسس وكبير مسؤولي العلوم في «3X4 جينيتيكس»: «هذا الأسلوب يتبنى فكرة أنه رغم أننا جميعاً متماثلون بنسبة 99.9%، إلا أن هناك نسبة 0.1% تحدد حقاً كيفية استجابتك للعالم من حولك».
وقال الدكتور مارفن سينغ، اختصاصي أمراض الجهاز الهضمي التكاملي: «قد يؤدي اتباع نظام غذائي مقيد أو نظام يتم مشاهدته على وسائل التواصل الاجتماعي إلى بعض التحسُّن، لكنه ليس مستداماً، ولا يعتمد على البيانات».
وتابع: «يوفر علم المورثات الغذائية فهماً لميولك وأوجه قصورك، من حيث فقدان الوزن. يمكن أن يوفر بيانات عن طفرات جينية معينة لديك، التي قد تفضل التصرف أو تناول الطعام بطريقة معينة – أو حتى أنماط التمارين التي قد تكون أكثر فائدة لك».
ويمكن الوصول إلى التركيب الجيني للفرد بأخذ عينات من اللعاب وإرسالها إلى المختبر. وقال جوفي إن استخدام البيانات التي يحصل عليها الشخص قد تساعد في إبلاغه بالأطعمة، التي يمكن تناولها لتشغيل أو إيقاف جينات معينة.
وقالت كريستين كيركباتريك، اختصاصية التغذية ورئيسة شركة «كاك» لاستشارات التغذية: «نستجيب جميعاً بشكل مختلف قليلاً عندما نأكل سلطة… ونظراً لعدم وجود نظام غذائي يناسب الجميع. نحن بحاجة إلى النظر إلى حمضنا النووي، إذا كنا نريد إنقاص الوزن».
والنظام الغذائي والتمارين الرياضية هي العلاج الأول الموصى به لغالبية الأمراض المزمنة في الولايات المتحدة؛ ارتفاع ضغط الدم والسمنة والسكري وارتفاع الكوليسترول. أظهرت الأبحاث أن التغذية الشخصية القائمة على الجينات أكثر فعالية في الوصول إلى أهداف إنقاص الوزن على المدى الطويل.
وأضاف جوفي: «علم الوراثة هو أداة سلوكية قوية للغاية لتنفيذ تغييرات طويلة الأمد. الأمر يتعلق بك. إنها قصتك. ليست شيئاً تقرأه على وسائل التواصل الاجتماعي أو الإنترنت».
وفي عيادته، وجد سينغ أن المرضى أكثر ميلاً للالتزام بخطط العلاج المصممة وفقاً لجيناتهم الخاصة؛ لذا فإن الوصول إلى هذه البيانات يساعد على توفير إطار عمل لعلاجات أفضل.-(وكالات)