لمحة عن رابطة الخطاطين السوريين

Share your love

وحول مبررات تأسيس رابطة للخطاطين السوريين وبرعاية وزارة الثقافة السورية يقول الخطاط قنوع ان الخط العربي فن أصيل من فنوننا العربية الإسلامية صحب الحضارة ومضى مع تطورها، وقام بدور مهم لا كوسيلة للتفاهم ونقل الافكار والمعاني فحسب وانما كعمل فني له كل خصائص الفنون وقيمها الجمالية الرفيعة. وكانت المخطوطات العربية وفي مقدمتها المصاحف مجالا لتفنن المبدعين حفظت هذا التراث وقدمت شواهد على تطوره. وظلت لوحات الخط تأخذ مكانها في بيوتنا كأنيس للروح ومتعة للوجدان بما تحمله من معان، وما يضيفه عليها الفنان من صياغة وتشكيل يتفق واصول هذا الفن.

ولكن هذا الفن الاصيل لم يستبق على العصور جلاله، حجبته عن الوجدان العربي تأثيرات وافدة طمست حاسة التذوق الاصيلة فتراجع الخط كفن عظيم، وهبطت أحيانا باسم التطوير اساليب ادائه، وتخلى عن الدور الكبير الذي اضطلع به بين الفنون في العصور الاسلامية الزاهرة.
واضاف قنوع انه من اجل هذا ولدت رابطة الخطاطين في سورية لتعمل على رفع التذوق عند الناشئة والقيام بأعباء اعادة هذا الفن الى مكانته القديمة والحفاظ على هذا الموروث الذي يلاقي الصراع مع الحداثة.
لقد تأسست رابطة الخطاطين في سورية بعد ان لاقى الخط العربي في هذه الآونة اهتماما كبيرا في المحافل الدولية. لتأخذ على عاتقها مهمة صون هذا التراث وتجمع الأساتذة والمحبين في بوتقة ورابطة تتدارس وتتناقش معهم شؤون هذا الفن وما هو بحاجة إليه.
وحول الفرق بين جمعية الخطاطين ورابطة الخطاطين في سورية يقول قنوع: «الخط من فنوننا الاصيلة يتذوقه ويمارسه العالم والطبيب والمهندس والفنان والمؤرخ والموسيقي وكل محب للفن. وتتطلب حاجة السوق الى من يقوم بعمل حرفة الخطاط الذي يقدم الاعلان.. وكل ما له صلة.. لذا.. فإن جمعية الخطاطين هي جمعية حرفية تابعة لتنظيم حرفي ضمن جمعيات حرفية وتسمى «الجمعية الحرفية للخطاطين وصناع اللوحات الاعلانية» وهي جمعية مهمتها اعطاء الرخص لمزاولة صنعة الخط وصيانة اعمال الحرفيين وينضوي تحتها كل من له صلة بالاعلان. اما الرابطة فهي مختلفة تماما انها فنية ثقافية تهتم بشؤون فن الخط وتاريخه وكل ما له علاقة بالمخطوطات العربية، ومهامها مختلفة، اذ ينضوي تحتها الشاعر والاديب والفنان والموسيقي والعالم والطبيب والمهندس وكل محب للتراث. ونقوم بنشاط ثقافي لرفع الحس والتذوق عند الناشئة».
وحول المشاريع والمعارض التي قامت بها الرابطة والتي ستقوم بها مستقبلا يقول الخطاط قنوع ان للرابطة مشاريع كثيرة ضمن برنامجها، وعلى رأسها اصدار مجلة فصلية تهتم بشؤون هذا الفن وتوضح المعالم والقيم الجمالية التي يتمتع بها الخط العربي. واصدار بطاقات ولوحات لاعمال الفنانين العظام الذين تركوا لنا هذا التراث الفني. واما المعارض فإن الرابطة قامت بعد تأسيسها بمعرض كبير في مكتبة الأسد بدمشق ضم اعمالا ضخمة لكبار الخطاطين السوريين.
وتعد الرابطة لمعارض في معهد العالم العربي بباريس، وبرلين، وبلجيكا وفي مركز ارسيكا باستانبول.
وحول انواع الخطوط العربية المعروفة حاليا يقول الخطاط قنوع: «هناك الثلث والنسخ والرقعة والفارسي والديواني والكوفي. اما اكثر انواع الخطوط التي ارتاح اليها فجميع انواع الخطوط اكتب بها إلا ان كل فنان يرتاح لنوع خاص من الخط يرى فيه روحه وابداعه وشخصيته. فنحن نقول عن خط التعليق (الفارسي) انه عروس الخطوط لما فيه من مد وتوازن. وقد وجدت هذا الخط ملائما لروحي فكتبت به واتخذت القاعدة الدمشقية اسلوبا ومنهجا، وهي قاعدة تختلف اختلافا تاما عن قواعد الفرس الحديثة، وتختلف عن قواعد الترك في التعليق ايضا».
وحول علاقة الكومبيوتر بالخط العربي ووجهة نظر البعض التي تقول ان حرفة الخطاط ستنقرض في مجال الخط العربي يقول قنوع ان الكومبيوتر آلة يسيرها الانسان كيف يشاء، والإنسان هو الذي يقدم البرامج، ولذلك ترى اليوم آلاف الحروف العربية قد دخلت بالكومبيوتر مبرمجة إلا انها ما زالت بعيدة كل البعد عن القيمة الجمالية التي يتمتع بها الحرف العربي والخطاط العربي.. «أريد ان اسأل: هل يلغي الكومبيوتر عمل الرسام والفنان؟! والخط عمل فني لا يمكن للآلة أن تلغيه».

المصدر: بيوتنا كنانة أونلاين

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!