لن يهلكنا الفيروس.. هل ما زرعته هوليود في عقولنا يصبح حقيقة؟

بدأت حبكات الأوبئة والفيروسات جذب صناع الأفلام بداية من عام 1957، والفيلم السويدي "الختم السابع" (The Seventh Seal)، الذي حقق

Share your love

لن يهلكنا الفيروس.. هل ما زرعته هوليود في عقولنا يصبح حقيقة؟

بدأت حبكات الأوبئة والفيروسات جذب صناع الأفلام بداية من عام 1957، والفيلم السويدي “الختم السابع” (The Seventh Seal)، الذي حقق نجاحا ملحوظا وقتها، حتى أنه يحتل المرتبة 155 ضمن قائمة موقع “آي.إم.دي.بي” الفني، وهو ما تطور مع الوقت واستمر حتى عصرنا الحالي.

هكذا اعتدنا لسنوات طويلة مشاهدة الأفلام العالمية التي يحارب أبطالها الأوبئة، مستمتعين بها، ظنا منا أنها خيال علمي؛ فنتعاطف مع الأبطال، وكلنا ثقة في أن الأميركيين سينتصرون على الوباء في نهاية الأمر، سواء بوصولهم قبل أي دولة أخرى للمصل المطلوب، أو لأي سبب آخر.

لكن، الآن وبعد أن تفشى فيروس كورونا من حولنا، وصار الكابوس حقيقة تفوق الخيال، حتى أن أميركا تحولت إلى “نكتة” يتداولها العالم أجمع بسبب عدم قدرتها على حماية نفسها، والسيطرة على الفيروس، للدرجة التي جعلت مواطنيها يتصدرون قوائم عدد الحالات الأسوأ، متخطين الصين نفسها وإيطاليا كذلك، وأصبح لا بد من التساؤل: إلى أي مدى يمكن لما شاهدناه في الأفلام أن يشبه الواقع، أو يكون دقيقا، فنتعلم منه أو حتى يمنحنا بعض الأمل؟

انطلاقا مما سبق، ولمزيد من الدقة، قررنا اختيار أشهر فيلمين من الفئة المقصودة كمثال، وذلك لضمان عدم التعميم، وطرق نقاط أكثر تفصيلا.

لكن، الآن وبعد أن تفشى فيروس كورونا من حولنا، وصار الكابوس حقيقة تفوق الخيال، حتى أن أميركا تحولت إلى “نكتة” يتداولها العالم أجمع بسبب عدم قدرتها على حماية نفسها، والسيطرة على الفيروس، للدرجة التي جعلت مواطنيها يتصدرون قوائم عدد الحالات الأسوأ، متخطين الصين نفسها وإيطاليا كذلك، وأصبح لا بد من التساؤل: إلى أي مدى يمكن لما شاهدناه في الأفلام أن يشبه الواقع، أو يكون دقيقا، فنتعلم منه أو حتى يمنحنا بعض الأمل؟

انطلاقا مما سبق، ولمزيد من الدقة، قررنا اختيار أشهر فيلمين من الفئة المقصودة كمثال، وذلك لضمان عدم التعميم، وطرق نقاط أكثر تفصيلا.

نهاية العالم في التسعينيات

الفيلم الأول هو “اندلاع” (Outbreak)، الذي صدر عام 1995، وكان من بطولة داستن هوفمان ورينيه روسو ومورغان فريمان، أما قصته فمقتبسه عن الكتاب الأكثر مبيعا لريتشارد بريستون (The Hot Zone).

أحداث العمل تمحورت حول جائحة مميتة تشبه إيبولا، وتظهر في إحدى الغابات الأفريقية أواخر الستينيات، إلا أن أحد الضباط الأميركيين يدمر المخيم الذي ظهر فيه الفيروس ظنا منه أنه بهذا الفعل قد قضى عليه.

يظل الفيروس مختفيا بالفعل حتى بداية التسعينيات، قبل أن يعود للظهور والانتشار بين بلدان العالم، خاصة أنه ينتقل بفعل العطس والسعال.

وبين محاولات معهد البحوث الطبية بالجيش الأميركي لإيجاد علاج، وسعي آخرين لاستخدام الفيروس سلاحا بيولوجيا يخدم مصالحهم الخاصة؛ تتوالى الأحداث.

[wpcc-iframe class=”youtube-player” type=”text/html” width=”640″ height=”360″ src=”https://www.youtube.com/embed/Y5povsMKfT4?version=3&rel=1&fs=1&autohide=2&showsearch=0&showinfo=1&iv_load_policy=1&wmode=transparent” allowfullscreen=”true” style=”border:0;”]

علق بيتر أنجيليتي الدكتور والأستاذ المساعد في مركز نبراسكا للفيروسات على العمل مصرحا بأن صناع الأفلام عادة يتخطون بأعمالهم الجزئية المتعلقة بكيفية عمل الفيروس نفسه، أو يقدمون ذلك بشيء من السطحية، في حين يسلطون الضوء على فكرة العزل والقلوب التي يعتريها أقصى درجات الخوف.

كذلك أكد أن ما رأيناه في المختبرات غير صحيح، لأن العلاج لا يمكن أن يكون لدى شخص واحد، فعلى أرض الواقع تجري العديد من الخطوات، ويمر اكتشاف اللقاح بالكثير من التجارب والموافقات السريرية، قبل أن يصبح مسموحا به ومتاحا للاستخدام.

نبوءات كورونا

أما الفيلم الثاني فهو “عدوى” (Contagion)، وهو فيلم أميركي تشويقي أخرجه ستيفن سوديربرغ عام 2011، وأسندت بطولته إلى كل من جود لو، ومات ديمون، وجوينيث بالترو، وبراين كرانستون. والمثير للاهتمام في هذا الفيلم هو مدى تشابهه مع ما نعيشه الآن، حتى أنه يحتل هذه الفترة المرتبة الرابعة للأفلام الأكثر تأجيرا على “أي تونز” (iTunes).

تدور قصة الفيلم حول امرأة سافرت في زيارة عمل إلى هونغ كونغ، وهناك تتناول شيئا ما لُوّث بفعل متتالية، بدأت بخفاش ثم موزة ثم خنزير وصولا للبطلة؛ فإذا بها تصاب بفيروس لا يعلم أحد عنه شيئا، وتتشابه أعراضه في البداية مع الإنفلونزا، لكن سرعان ما تتوفى خلال ساعات. وإذا بالفيروس ينتشر بسرعة البرق، خاصة أنه ينتقل بمجرد اللمس، قبل أن ينهي حياة حاملة، لتبدأ دول العالم الأول البحث عن علاج قبل فوات الأوان.

[wpcc-iframe class=”youtube-player” type=”text/html” width=”640″ height=”360″ src=”https://www.youtube.com/embed/4sYSyuuLk5g?version=3&rel=1&fs=1&autohide=2&showsearch=0&showinfo=1&iv_load_policy=1&wmode=transparent” allowfullscreen=”true” style=”border:0;”]

وعن هذا الفيلم، صرح بيتر أنجيليتي بأن التفاعلات العرضية التي انتقل خلالها الفيروس، كما جرى في فيلم “عدوى”، هي صورة دقيقة لما يحدث في الحقيقة، فمن هنا تبدأ الجهات المختصة في البحث عن علاج وتطويره لكسر تلك التفاعلات.

أما عن الاختلاف، فهو حجم الوقت، سواء المستغرق لنشر العدوى عالميا، أو حتى العثور على علاج؛ فغالبا يتجاهل صناع الأفلام ذلك، فيقلصون الفترة الزمنية اللازمة لأحد الأمرين، إذ يستغرق كلاهما فترة أطول من ذلك بكثير على أرض الواقع.

أسوأ السيناريوهات

من جانبه، علق غيدو فانهام، الدكتور والرئيس السابق لعلم الفيروسات في معهد الطب الاستوائي في مدينة أنتويرب ببلجيكا؛ بأنه يخشى من كون الأفلام ليست واقعية تماما، فالأمر ليس مأساويا لتلك الدرجة، وهذه ليست نهاية العالم كما تصور لنا الأفلام؛ فبالنظر للوضع في الصين حاليا يبدو الأمر تحت السيطرة، حيث تم احتواء الفيروس سريعا بمجرد الإغلاق التام للدولة، عكس الوضع في الولايات المتحدة التي تبدو متأخرة للغاية مقارنة بالصينيين.

ومع أن الفيروس ينتشر بسرعة بين البشر، حتى أن كل شخص مصاب يمكن أن يصيب ثلاثة آخرين، مما يجعل الوباء ذا نمو مطرد؛ فإنه في النهاية سينتهي، وهذه مجرد مسألة وقت، قد تستغرق عدة أسابيع أو أشهر، وفي النهاية هذا الفيروس ليس مميتا، وفي أسوأ السيناريوهات حتى لو أصيب به كل سكان العالم سيبقى 98% منهم على قيد الحياة، حسب توقعات فانهام.

Source: Tamol.om
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!