لهذا يحفّز جيتس القراصنة لسرقة شركته

هذه قصة حقيقية لـ «بيل جيتس» من أثرى، أثرياء العالم، ومؤسس شركة مايكروسوفت، عندما كان في مؤتمر للهاكرز ومحترفي القرصنة حول العالم، طلب منهم أمراً غريباً: أرجوكم.. اجعلوا منتجاتنا هي هدفكم الأول في القرصنة وسرقة الحقوق، وليس المنافسين! وكان عرض جيتس مثيراً للاستغراب، لأن هذا اقتصادياً سيكبد الشركة مئات الملايين، والسبب أنك بدلاً من شراء نسخة برنامج الوورد بمئة دولار، وربما مجاناً! والسؤال الملهم هنا: لماذا يريد بيل جيتس هذا لشركته وهو اليهودي الذي يحسب السنت قبل الدولار؟!

Share your love

دع مايكروسوفت جانباً وانتقل للجنوب الأمريكي في ولاية تنسي التي مكثت بها بضع سنين، حيث قصة أكثر إبهاراً وأكثر غموضاً لمغنّي أمريكي شهير يقطن مدينة ناشفيل، حيث تعد المدينة مركزاً للأغاني الريفية ورعاة الأبقار. واجه المغني مشكلة كبرى، تكدس 10 آلاف ألبوم، لم يشترها أحد، ولم يذهب منها سوى مئات، وكل يوم يمضي يفقدها حداثتها وقيمتها السوقية، وعندها اتخذ قراراً، وأعلنه على موقعه الشخصي، كان فيه شيء من الجنون: (لمدة أسبوع فقط.. احصل على ألبومك مجاناً، فقط زودنا بعنوان منزلك، وتصلك نسختك دون أيّ تكاليف!).

وفعلاً نفدت العشرة آلاف نسخة في أول يوم، لكنه تسويقياً استفاد فائدة كبرى، حيث عرف أين يسكن جمهوره وباستخدام (الزبكود Zipcode) يستطيع أن يحدد مواقعهم بدقة متناهية، ثم بدأ باختيار الملاهي الليلية القريبة من سكن جمهوره، وبعد سنة، حقق أضعافاً مضاعفة لما خسره في الألبومات المجانية، من خلال التذاكر لحضور أغانيه، وبيع السيديهات بالخارج! لعبها الرجل تسويقياً صح.

الشركات تتحفنا كل يوم بأفكار إبداعية تسويقياً في استغلال هذا النوع من الاقتصاد المجاني ومن أفضل من كتب فيه كريس أندرسون في كتابه (مجاناً FREE) وقد حصلت على الكتاب مجاناً، لأنّ أندرسون يؤكد لك صحة نظريته بتوزيعه دون مقابل، وبعد الانتشار الواسع للكتاب أصبح الرجل يطوف العالم لتثقيف قيادات الصف الأول في الشركات -بأجر مالي عالي- عن استراتيجيات الاقتصاد المجاني، حيث قلب الهرم في السياسة التسعيرية تماماً. وهذا سيربك أي مسوق يعد مزيجه التسويقي.

نعود لبيل جيتس في صدر المقال، لتفسير طلبه الغريب من القراصنة، لأنه يدرك أنه في سلوك المستهلك، عندما يتعود الإنسان على شيء فإنه غالباً يستمر معه بقية عمره، صحيح ستخسر شركة مايكروسوفت على المدى القريب من القرصنة، لكنه صحيح أيضاً أنها ستربح بكل تأكيد على المدى البعيد، لأن هؤلاء الناس سوف يأخذون النسخة الأصلية يوماً من الأيام!

 

المصدر: صحيفة مكة.

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!