لوموند: التعليم والتعاون العسكري.. إستراتيجية تركيا لتعزيز نفوذها بإثيوبيا

“نعدّ إثيوبيا امتدادا للشرق الأوسط كما أنها، في نظرنا، بوابة أفريقيا”، هكذا لخصت السفيرة التركية بأديس أبابا النظرة الإستراتيجية التركية إلى إثيوبيا.

Share your love

أردوغان (يمين) وآبي أحمد خلال لقائهما في أغسطس/آب الماضي (الأناضول)

“نعدّ إثيوبيا امتدادا للشرق الأوسط كما أنها، في نظرنا، بوابة أفريقيا”، هكذا لخصت السفيرة التركية بأديس أبابا النظرة الإستراتيجية التركية إلى إثيوبيا.

كيف لا؟ يقول مراسل صحيفة “لوموند” (Le Monde) الفرنسية بأديس أبابا نوي أوشي بودين، فحجم هذا البلد وسكانه الـ110 ملايين شخص يجعلان إثيوبيا سوقًا ذات إمكانات عالية.

ومما يعكس هذا الاهتمام وجود 225 شركة تركية بإثيوبيا، بل إن السفيرة يبراك ألب أكدت أن سفارتها تتلقى “كل يوم تقريبًا طلبات من شركات تركية تجري أبحاثًا في السوق بهدف ترسيخ قدمها هناك، وهذا على الرغم من جائحة كورونا والوضع الداخلي الإثيوبي”، على حد قولها.

ويتركز تعاون البلدين في الوقت الحالي على الجانبين الاقتصادي والتعليم، إذ ينسب مراسل وكالة رويترز للأنباء إلى السفيرة قولها إن حجم مبيعات الأسلحة بين تركيا وإثيوبيا قد انفجر هذا العام، فقد ارتفعت الصادرات في مجالات الدفاع والتسليح من 203 آلاف دولار (نحو 175 ألف يورو) إلى 51 مليون دولار، مشيرة إلى أن طائرة شحن غير عادية من تركيا هبطت في 20 أغسطس/آب في القاعدة العسكرية الإثيوبية في هرار ميدا لتفريغ حمولتها.

وينقل المراسل في هذا الصدد عن الباحث الدكتور في العلاقات الدولية المختص في الشؤون التركية أورليان دنيزو قوله إن تركيا، المنتشرة في كل مكان في الصومال والمقربة من الجيش في الخرطوم، “تحاول بسط الاستقرار في القرن الأفريقي لتأمين استثماراتها”، كما أن إثيوبيا ليست أرضًا جديدة لتركيا التي هي ثاني أكبر مستثمر هناك بعد الصين.

وفي الجانب التعليمي أقدمت السلطات الإثيوبية في أغسطس/آب الماضي على وقف جميع أنشطة المدرسة الفكرية و10 مؤسسات أخرى تابعة لحركة “هيزمت” (الخدمة)، منهية بذلك كل وجود في البلاد للشبكة التعليمية والإنسانية الواسعة للداعية التركي فتح الله غولن، المطلوب من السلطات التركية لدوره في محاولة انقلاب 2016. وبعد الاستيلاء عليها، أصبحت كل هذه المؤسسات التعليمية تابعة لمؤسسة “معارف” التي أنشأتها أنقرة لتسيير مثل هذه المؤسسات.

وبعد أسبوع من ذلك، أي في 18 أغسطس/آب 2021، زار رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد العاصمة التركية، حيث رحب به الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وشكره على تحويل المؤسسات إلى “معارف” وعلى “محاربته للإرهاب”، كما انتهز الرجلان الفرصة للتوقيع على اتفاقية تعاون عسكري كبرى لم يفصح عن تفاصيلها.

وقد وعد أردوغان ضيفه بزيادة التبادلات التجارية مع إثيوبيا بأكثر من مليار دولار بحلول عام 2023، وعلى العمل “من أجل السلام والهدوء ووحدة إثيوبيا”، على حد قول الرئيس التركي.

شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!