
مع حشد روسيا قواتها على الحدود الشمالية والشرقية لأوكرانيا وتسجيل المزيد من الحوادث يلقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باللوم على كييف، لاعبا بذلك دور الضحية، مما يذكر باستفزازات أخرى للكرملين في التاريخ الحديث، حسب صحيفة فرنسية.
تبدأ ليبراسيون (Liberation) افتتاحيتها بمقولة مشهورة لدبلوماسي غربي يقول فيها “لا أصدق أي تقرير منشور عن نوايا موسكو حتى ينفيه الكرملين بشدة”، في إشارة من الصحيفة إلى أن ما تقوله روسيا هو بالضبط عكس الحقيقة.
ولذلك، فإن الصحيفة ترى أنه ليس هناك ما يمكن أن يبعث على الطمأنينة بشأن الوضع في أوكرانيا، فقد نفى الكرملين بشدة -خلال نهاية هذا الأسبوع- أي مسؤولية له عن آلاف الانتهاكات لوقف إطلاق النار على الحدود، بما في ذلك مئات الحوادث المسلحة في دونباس وعشرات الهجمات الإلكترونية ضد المواقع الحكومية في كييف.
وفي حديثه لمدة ساعتين تقريبا مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون أنحى الرئيس الروسي باللائمة على أوكرانيا في التدهور السريع للوضع على حدودها الشرقية، مضيفا أن “استفزازات قوات الأمن الأوكرانية كانت وراء التصعيد”.
لكن بالنسبة للعديد من المراقبين -حسب ليبراسيون- لا يمكن للعب دور الضحية هذا إلا أن يذكرنا بألاعيب موسكو الأخرى في التاريخ الحديث، بدءا من تذمر الزعيم السوفياتي الراحل جوزيف ستالين من استفزازات فنلندية مزعومة اتخذها ذريعة لإرسال الجيش الأحمر لها وغزوها في 30 نوفمبر/تشرين الثاني 1939.
وتضيف الصحيفة أن ما يلاحظه مراسلوها الخاصون على جانبي خط المواجهة على الأرض هو أنه لم يتغير شيء في أساليب الكرملين، بما في ذلك التدبير شبه الغريب للهجمات الأوكرانية المزعومة على مدنيين مزدوجي الجنسية.
وفي الوقت الذي يقول فيه حلف شمال الأطلسي “ناتو” (NATO) إن روسيا حشدت 190 ألف جندي في شرق أوكرانيا تقول ليبراسيون إن بيلاروسيا نشرت كل جيشها تقريبا على الحدود الشمالية لأوكرانيا يدعمها في ذلك أكثر من 30 ألف جندي روسي إضافي، مما يجعل من الممكن شن هجوم مزدوج على العاصمة الأوكرانية كييف التي لا تبعد سوى حوالي 100 كيلومتر عن الجبهة.
وختمت ليبراسيون بأن أي هجوم روسي يتجاهل تحذيرات الغرب سيكون بمثابة حرب أوروبية بما كل ما في هذا المصطلح المخيف من معنى، ولذلك فإن ماكرون محق في بذل قصارى جهده لتجنب ما قد يبدو الآن أمرا لا مفر منه، وفقا للصحيفة.
