ليبيا.. حكومة الوفاق ترفض هدنة حفتر وقواتها تتقدم جنوبي طرابلس

رفضت حكومة الوفاق الليبية الهدنة التي عرضها حفتر، وأكدت أنها ستستمر في ضرب بؤر التهديد أينما كانت. وعلى الأرض، سيطرت قوات الوفاق على مواقع مهمة لمسلحي حفتر جنوبي طرابلس.

Share your love

مقاتلون من قوات الوفاق أثناء اشتباكات في منطقة الخلاطات جنوبي طرابلس (الأناضول)

رفضت حكومة الوفاق الوطني الليبية الهدنة التي عرضها اللواء المتقاعد خليفة حفتر في شهر رمضان، في حين سيطرت قواتها على مواقع مهمة لمسلحي حفتر جنوبي طرابلس.
 
وقال المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق في بيان نشره اليوم الخميس إن أي وقف لإطلاق النار يحتاج إلى رعاية وضمانات دولية.
 
وأكد الاستمرار في الدفاع المشروع، وضرب بؤر التهديد أينما وجدت، وإنهاء ما وصفها بالمجموعات الخارجة على القانون المستهينة بأرواح الليبيين في كامل أنحاء البلاد.
 
كما قال إنه لا يثق أبدا في الهدنة التي أعلنها حفتر بسبب انتهاكاته وخروقاته المستمرة، واعتياده على الغدر والخيانة، حسب نص البيان.
حفتر دعا إلى هدنة في رمضان بعد تعرض قواته لخسائر كبيرة (الجزيرة)

“متعطش للدماء”

وأضاف المجلس الرئاسي أن انقلاب حفتر منذ يومين على الاتفاق السياسي والمؤسسات الشرعية يؤكد أنه ليس شريكا في السلام، واصفا إياه بالشخص “المتعطش للدماء” والمهووس بالسلطة.
 
وكان أحمد المسماري المتحدث باسم قوات حفتر قد صرح أمس بأن قواته ستوقف إطلاق النار في شهر رمضان.
 
وقال المسماري إن وقف إطلاق النار جاء بمناسبة الشهر المبارك، واستجابة لطلب المجتمع الدولي والدول الصديقة والشقيقة، على حد تعبيره، لكنه حذر مما وصفه برد فوري وقاسٍ على من يخترق وقف العمليات العسكرية.
 
وعن دواعي طلب الهدنة، قال عقيلة صالح رئيس مجلس النواب المنعقد في مدينة طبرق شرقي ليبيا، إن تقارير المستشارين الروس تؤكد صعوبة الوضع بالنسبة لقوات حفتر في محيط طرابلس، واقترحوا طلب هدنة إنسانية لوقف القتال.
 
وأضاف صالح في اجتماعه مع قبيلة العبيدات (شرقي ليبيا) إن الروس حذروا من انتقال الحرب لمرحلة جديدة، بعد استهداف طائرات حربية تركية إمدادات قوات حفتر في محيط مدينة ترهونة.
 
وتعليقا على الهدنة التي عرضها حفتر قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش اليوم إن وقف الأعمال العدائية في ليبيا لا يزال ممكنا.
 
وقبل أن يعرض هدنة خلال شهر رمضان، كان حفتر قد أعلن إسقاط اتفاق الصخيرات والحصول على ما سماه تفويضا لحكم ليبيا، لكن تصريحاته لاقت رفضا أمميا ودوليا واسعا.
 
وقد جددت الجزائر اليوم دعوتها إلى حل سياسي وشامل في ليبيا عن طريق حوار ليبي ليبي، في حين أكدت تونس مجددا تمسكها بالشرعية الدولية والحل الداخلي دون تدخل خارجي، ورفضها أي تقسيم لليبيا.

تقدم للوفاق
ميدانيا، أعلنت قوات الوفاق أنها سيطرت مساء اليوم على أجزاء واسعة من محور مشروع الهضبة وشارع الخلاطات جنوبي العاصمة، وكانت قوات حفتر تسيطر عليهما منذ أشهر.
 
وكانت قوات الوفاق شنت في وقت سابق اليوم هجوما بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة على معسكر حمزة بمشروع الهضبة، وقال متحدث باسم المركز الإعلامي لعملية بركان الغضب إن قوات الوفاق دمرت خلال الهجوم عدة آليات، وباتت تحاصر المعسكر الذي تستخدمه قوات حفتر لاستهداف أحياء طرابلس بالقذائف الصاروخية.
 
كما شنت قوات الوفاق هجوما مضادا على قوات حفتر في محيط مدينة ترهونة، معقل قواته الرئيس بالمنطقة الغربية، وكانت مصادر ليبية تحدثت مساء أمس عن اشتباكات على مشارف ترهونة أسفرت عن قتلى من الطرفين.
 
كما يشهد محورا عين زارة وصلاح الدين جنوبي طرابلس قصفا متبادلا بقذائف الهاون بين قوات الوفاق وقوات حفتر، مع محافظة الطرفين على مواقعهما.
 

نفي سوداني

على صعيد آخر، نفى الجيش السوداني اليوم أن يكون مسؤولون إماراتيون قدموا الثلاثاء إلى الخرطوم لبحث دعم اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر، بعد الخسائر التي تعرض لها مؤخرا.
 
وقال في بيان إن الطائرة الإماراتية التي هبطت في قاعدة الخرطوم العسكرية حملت مساعدات للأسر الفقيرة بمناسبة شهر رمضان.
 
وأضاف أن الحديث عن حضور مسؤول أمني إماراتي وحمل الطائرة عسكريين سودانيين إلى ليبيا عار عن الصحة.
 
ولم تشر بيانات الحكومة والجيش السودانيين إلى ما كشفته الجزيرة من وصول طائرة من مطار عدن قبل وصول الطائرة الإماراتية بنصف ساعة، كما لم تشر البيانات إلى الطائرة الإماراتية القادمة من مطار دبي والتي حطت السبت الماضي في مطار الخرطوم لساعتين ثم غادرت إلى جمهورية تشاد.
 
وكان وزير الإعلام السوداني المتحدث باسم الحكومة السودانية فيصل محمد صالح، قد أقر قبل ذلك بأن طائرة إماراتية هبطت في الخرطوم وعليها شعار مانشستر سيتي.
 
لكنه قال إن تلك الطائرة كانت تحمل مساعدات طبية وقد تم توثيق ذلك أثناء تفريغ الشحنات، بحسب قوله.
 
وكانت مصادر مطلعة قالت للجزيرة إن مسؤولين إماراتيين وصلوا إلى الخرطوم الثلاثاء في زيارة سرية لبحث دعم حفتر بمزيد من المقاتلين المرتزقة.
 
وبحسب مصادر الجزيرة، فقد كان على متن الطائرة الإماراتية التي تحمل الرقم “A6-BND” مسؤولون إماراتيون بارزون، على رأسهم مستشار الأمن الوطني في الإمارات طحنون بن زايد. 
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!