هل ليلة القدر في العشر الوسطى من رمضان ؟ يعتبر هذا السؤال من أكثر الأسئلة احتلالا لمواقع التواصل الاجتماعي ومحركات البحث في الآونة الأخيرة، خصوصا وأننا علي مشارف الدخول علي شهر رمضان الكريم، خصوصا وأنه يفصلنا عنه حوالي شهرين فقط من الآن، مما أدي إلى سؤال الكثيرون حول العديد من الأسئلة التي تتعلق بهذا الشهر الكريم.
خصوصا وأن الصحابي الجليل أبو هريرة رحمه الله قد روي عن رسول الله صل الله عليه وسلم بأنه قد قال ” رغِمَ أَنفُ رجلٍ ذُكِرتُ عندَهُ فلم يصلِّ عليَّ ، ورَغِمَ أنفُ رجلٍ دخلَ علَيهِ رمضانُ ثمَّ انسلخَ قبلَ أن يُغفَرَ لَهُ ، ورغمَ أنفُ رجلٍ أدرَكَ عندَهُ أبواهُ الكبرَ فلم يُدْخِلاهُ الجنَّةَ ” فقال المفسرون في قوله تعالي رغم أنف، أي أنه خاب وخسر من أدرك شهر رمضان وحضره، ولم يعمل بما يؤول إلى أن يغفر الله له ذنوبه.
وبناءا علي هذا فقد تساءل الكثيرون حول العديد من المسائل التي تتعلق بشهر رمضان المبارك، وخصوصا السؤال عن ليلة القدر، وفي أي جزء تحديدا من هذا الشهر يستضيف هذه الليلة الكبيرة، ونظرا لكثرة هذه التساؤلات، فستحمل طيات السطور الأتية كافة المعلومات الممكنة حول ليلة القدر، موضحين في أي جزء من الشهر تتواجد، وكل ذلك وأكثر من خلال مقالنا عبر موسوعة .
ليلة القدر في العشر الوسطى من رمضان
تعتبر ليلة القدر واحدة من أعظم الليالي التي تمر علي كافة العالم الإسلامي والمسلمين، خصوصا وأن هذه تنتظرها الشعوب الإسلامية من السنة للأخري، فنجد بأن المسلمين يدعون الله في دعاءهم بأن يبلغهم رمضان القادم من قبل أن ينتهي رمضان الحالي الذي هم فيه، خصوصا وأن هذه الليلة من هذا الشهر الكريم، هي ليلة مباركة مستجاب فيها الدعوة، ولهذا فنجد بأنه من كل عام يتساءل الكثيرون حول موعد ليلة القدر، أما حاليا ونظرا لكون أن موعدنا مع هذا الشهر الكريم قد أقترب، فقد تساءل الكثيرون حول ما إذا كانت هذه الليلة المباركة تمر علي الأمة الإسلامية في في أوسط شهر رمضان، وفي السطور الأتية سنتعرف سويا علي ما إذا كانت هذه المعلومة صحيحة أم لا، مع تصحيحها في حالة خطئها.
- تعد عبارة أن ليلة القدر تأتي في العشر الوسطي من شهر رمضان، عبارة خاطئة، وهذا نظرا لكون أن ليلة القدر تأتي في العشر الأواخر من شهر رمضان.
- ومن الجدير بالذكر هو أننا نجد بأن المسلمين يعتكفون في المساجد في العشر الأواخر من رمضان، وذلك حرصا منهم علي تكثيف اجتهادهم في العبادة، كي تمر عليهم ليلة القدر وهم مجتهدين في العبادة، وبالفعل قد كان هذا هو غرض حبيبنا المصطفي في عدم التشهير بليلة القدر أو إيضاح موعدها بشكل محدد.
- وهذا نظرا لكون أنه في حالة لو علم المسلمين بالموعد المحدد لليلة القدر، فسنجد بأنهم يجتهدون في هذه الليلة فقط لمعرفتهم بكونها هذه الليلة، أما كون أنه من التعارف بكونها في العشر الأواخر، فنجد بأن الجميع يكثفون اجتهادهم في هذه العشر.
- ومن الجدير بالتنويه هو أن رسول الله قد أورد لنا أهمية هذه الليلة المباركة، والسبب في كون أن كافة المسلمين يحرصون علي أن يجتهدوا في هذه الليلة، فيما أورده لنا أبور هريرة رحمه الله قائلا عن رسول الله ” مَن قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ، ومَن صَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا واحْتِسَابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ “.
- فوفقا لما أورده المفسرون فإن تفسير الحديث بأنه من صام رمضان مصليا مؤدي كافة العبادات التي من شأنها أن تقربه من الله كالصلاة والزكاة وقراءة القرآن والاستغفار وغيرها، فإن الله يغفر له كل ما قد تقدم من ذنبه.
فضل ليلة الْقَدْرِ وعلاماتها
من الجدير بالذكر هو أن لليلة القدر الكثير من الفضائل علي الأمة الإسلامية، كما أنه توجد العديد من الدلائل التي تشير إلى كون أن هذه الليلة من الممكن أن تكون ليلة القدر، وبناءا علي هذا فستحمل طيات السطور الأتية كافة المعلومات الممكنة حول أهمية ليلة القدر، وعلامات قدوم الليلة.
أهمية ليلة القدر
- قال الله تعالي في كتابه الكريم في سورة الدخان في الآية الثالثة ” إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ ۚ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ “، كما قال في سورة القدر في الآية الأولي ” إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ ۚ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ ” فإن ليلة القدر هي الليلة التي أنزل الله تعالي فيها القرآن الكريم علي رسول الله ليكون سبيلا للهداية والنور.
- بالإضافة إلى قوله تعالي عنها في سورة القدر في الآية الثالثة ” لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ ” فقد أورد المفسرون بأن العمل والعبادة في هذه الليلة يكون أفضل وأخير للعبد من عبادة ألف شهر.
- علاوة عن قوله تعالي في سورة القدر في الآية الرابعة ” تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ “، أي أن الملائكة تنزل إلى الأرض في هذه الليلة، والجدير بالذكر هو أن الملائكة لا تأتي ولا تتنزل إلا بالخير واليمن والبركات.
- بجانب كون أن الآية الخامسة في سورة القدر والأخيرة تنص علي ” سَلَامٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ الْفَجْرِ “، أي أنها ليلة يعم فيها السلام والأمان والطمأنينة.
- والجدير بالإشادة وأهم ما في الأمر هو أن الله عز وجل قد أختص أحد سوره وأسماها بليلة القدر، وستظل تُتلي وتحفظ في قلوب المسلمين منذ أن أنزلها الله وحتي الآن، وحتي قيام الساعة.
علامات ليلة القدر
فيما سبق كنا قد تعرفنا علي أهم وأبرز فضائل ليلة القدر علي الأمة الإسلامية، أما الآن فقد حان الوقت للتعرف علي أهم علامات هذه الليلة، والتي كن قد أوضحنا بأنها تتواجد في العشر الأواخر من شهر رمضان، وفيما يلي سنتعرف علي أهم الدلائل المشيرة إليها في طيات السطور الأتية.
- من الجدير بالذكر هو أنه في ليلة القدر يكون الجو معتدلا، فلا يكون شديد الحرارة أو شديد البرودة، حيث ان عبد الله بن عباس رضي الله عنه قد قال ” ليلةُ القدْرِ ليلةٌ سمِحَةٌ ، طَلِقَةٌ ، لا حارَّةٌ ولا بارِدَةٌ ، تُصبِحُ الشمسُ صبيحتَها ضَعيفةً حمْراءَ “.
- علاوة عن كون أنه في ليلة القدر تطلع الشمس دون تواجد شعاع في صباح اليوم التالي لها، فعن أبي كعب رضي الله عنه قال ” سَأَلْتُ أُبَيَّ بنَ كَعْبٍ رَضِيَ اللَّهُ عنْه، فَقُلتُ: إنَّ أَخَاكَ ابْنَ مَسْعُودٍ يقولُ: مَن يَقُمِ الحَوْلَ يُصِبْ لَيْلَةَ القَدْرِ؟ فَقالَ: رَحِمَهُ اللَّهُ، أَرَادَ أَنْ لا يَتَّكِلَ النَّاسُ، أَمَا إنَّه قدْ عَلِمَ أنَّهَا في رَمَضَانَ، وَأنَّهَا في العَشْرِ الأوَاخِرِ، وَأنَّهَا لَيْلَةُ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ، ثُمَّ حَلَفَ -لا يَسْتَثْنِي- أنَّهَا لَيْلَةُ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ، فَقُلتُ: بأَيِّ شَيءٍ تَقُولُ ذلكَ يا أَبَا المُنْذِرِ؟ قالَ: بالعَلَامَةِ -أَوْ بالآيَةِ- الَّتي أَخْبَرَنَا رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ؛ أنَّهَا تَطْلُعُ يَومَئذٍ لا شُعَاعَ لَهَا “.
- بالإضافة إلى أن ليلة القدر تكون واحدة من أكثر الليالي العشر الأخيرة نقاهة وصفاء، كما أنها تكون ليلة مضيئة، لا يُسمع فيها نباح أي كلب، ولا يوجد أصوات للرياح، ولا يرمي فيها بأي نجوم.
في النهاية ومع وصولنا لنقطة الختام في مقالنا الذي أجاب عن سؤال هل ليلة القدر في العشر الوسطى من رمضان فنكون قد أشارنا إلى الإجابة المتمثلة في كون أن هذه العبارة خاطئة، فليلة القدر تتواجد في العشر الأواخر من شهر رمضان، وبناءا علي هذا فيحرص الناس علي إحياء سنة رسول الله صل الله عليه وسلم بالاعتكاف في المسجد خلال هذه العشر ليالي، وذلك لتكثيف الاجتهاد فيهم بنية إدراك ليلة القدر، خصوصا وأن العمل في هذه الليه أفضل من عبادة ألف شهر.