سنة 2001 اتعرض مسلسل عائلة الحاج متولي ضمن مسلسلات شهر رمضان وحقق نجاح كبير جدًا لدرجة إن الناس كانت بتتجمع في الأماكن وتستنى الحلقة بعد الفطار، وآثار المسلسل وقتها الجدل وبقى حديث الناس بسبب إن قصته كانت مختلفة شوية عن قصص الدراما المصرية اللي متعودين نشوفها، وبالرغم من إن “الحاج متولي” الشخصية اللي أداها النجم نور الشريف ببراعة كان متجوز أربعة، إلا إن معظم الناس حبيت الشخصية دي بما فيهم الستات، لكن بعد مرور أكتر من 20 سنة على عرض المسلسل ومشاهدته مرارًا وتكرارًا بدأت ألاحظ إن شخصية الحاج متولي ماكنتش طيبة أبدًا ولا أصيلة زي ما المسلسل حاول إنه يوضح، ولكنه شخصية مُعقدة نفسيًا وكان بيمارس ضغط وعنف بشكل أو بآخر مش بس على زوجاته، لأ وأولاده كمان، يعني باختصار شديد الحاج متولي بلغة الفترة الحالية كان Red Flag! ليه؟ عشان الأسباب اللي جاية…
1- البحث عن فرصة سهلة للنجاح والغنى
على مدار أحداث المسلسل كان دايمًا الحاج متولي بيحاول يقول إنه عصامي وبنى نفسه بنفسه وشقي وتعب لغاية ما وصل للمكانة دي وبقى عنده فلوس وتجارة ناجحة، بس الحقيقة غير كده وهى إن الحاج متولي كان بيدور على فُرصة سهلة للنجاح والغنى، وده اللي خلاه يرفض يتجوز صباح البنت الفقيرة اللي زيه في الوقت ده، ولما جاتله فرصة إنه يتجوز الحاجة زبيدة زوجة الحاج سلامة اللي كان بيشتغل عنده، ماترددش أبدًا وبقى هو اللي بيدير كل أملاكها وورثها بعد ما ماتت.
2- أستاذ في جواز المصلحة
كلنا كنا بنضحك لما الحاج متولي يحاول يقنع زوجاته بأنه هيتجوز تاني بغرض المصلحة، بس الحقيقة إن دي ماكنت نكتة لأن جزء كبير من سبب زواجه في كل مرة كان المصلحة، في الأول اتجوز أمينة علشان أهلها هيساعدوه في تجارته وفي شغله.
بعد كده اتجوز نعمة الله علشان كان عندها تجارة كبيرة ورثتها من زوجها وكان خايف تنافسه، فقرر إنه يتجوزها ويسيطر هو على التجارة دي، وبالرغم من اتفاقه معاها قبل الجواز على إنها هتفضل تشتغل وتدير التجارة الخاصة بيها وببناتها بعد الجواز، إلا إنه عمل حيلة وأقنعها إن هو اللي يدير التجارة وهى تقعد في البيت عشان يقدر يسيطر على كل حاجة.
وأخيرًا دور مديحة ثالث زوجات الحاج متولي، اللي بالرغم من إعجابه بيها لأنها جميلة وأصغر سنًا منه بكتير، إلا إنه برضو شاف فيها جزء المصلحة لأنها كانت مأمورة ضرائب، وفعلًا بعد الجواز مديحة ساعدته كتير من خلال شغلها في موضوع الضرائب.
3- الأنانية والتسلط وعدم مراعاة شعور الآخرين
أنانية الحاج متولي ظهرت واضحة في تعامله مع ابنه سعيد، وأولها كان موقفه من تعليم ابنه اللي بالرغم من أنه كان شاطر وقدر يجيب مجموع كبير في الثانوية العامة، إلا إن الحاج متولي كان شايف إن شغل ابنه معاه أهم وبالفعل قرر يحرمه من أنه يكمل تعليمه وأمره يشتغل معاه في تجارة القماش، وحتى لما عرف فيما بعد إن ابنه كمل تعليمه من وراه زعل جدًا من أنه كدب عليه!
الموقف التاني كان مُعارضة الحاج متولي لجواز ابنه سعيد من البنت اللي بيحبها، واصراره أنه يتجوز بنت زوجته نعمة الله لأسباب ليها علاقة بالمصلحة والشغل والتجارة برضو.
4- النرجسية والغرور
الحاج متولي كان شخص بيمتلك نسبة كبيرة من النرجسية والغرور والدرجة من حب الذات اللي بتخلي الشخص يشوف أنه محور الكون، ومش بس كده ده كمان كان عنده غِل وحقد داخلي استمر لسنين، وكل الصفات دي ظهرت جدا في حكايته مع سميرة، اللي أول ما شافها بعد ما كبرت قرر أنه عايز يتجوزها مش عن حب على قد ما كان شعور بالرغبة في الانتصار على الأحقاد اللي حاسس بيها من سنين تجاه عيلة سميرة وتحديدًا والدها لأنه كان بيعامله معاملة مش كويسة وهو فقير.
وغرور الحاج متولي وحبه لنفسه صورله أن مستحيل واحدة ست تقدر ترفضه خصوصًا أنه شخص غني وناجح وذكي، وكمان كلامه حلو وعنده كل المُميزات اللي تخليه يقدر يتجوز أي واحدة، وده اللي خلاه ينسى فرق السن والتعليم وعدم وجود الحب والتوافق بينه وبين سميرة، ومش بس كده ده كمان بسبب رغباته الغريبة دي كان قاسي جدًا على ابنه وحرمه من حب حياته.
5- الرغبة في الانتقام
لو ركزنا شوية في تفاصيل شخصية الحاج متولي هنلاقي أنه شخصية انتقامية دايمًا عنده رغبة في الانتقام من الأشخاص، وبيعمل ده بأشكال مختلفة واللي مش بالضرورة أبدًا تكون بتتضمن العنف، ففي الأول كان عايز يتجوز سميرة كنوع من الانتقام من والدها والاحساس بالانتصار عليه، ولما رفضت ابتدى يفكر أنه يتجوز صاحبتها أُلفت.
صحيح حدوتة المسلسل وصلتلنا أن أُلفت هى اللي بدأت تخطط عشان تتجوز الحاج متولي، لكن ده مايمنعش أن سبب أساسي من استمرار الحاج متولي في العلاقة دي وجوازه منها محاولة لإرجاع كبريائه وإرضاء غروره اللي كسرته سميرة برفضها ليه.
6- حب السيطرة والتحكم
من بين السطور ضمن أحداث المسلسل نقدر بسهولة نشوف حب الحاجة متولي للسيطرة والسلطة الذكورية المُطلقة اللي كان بيتمتع بيها، وفي أكتر من مشهد ظهرت سيطرته دي في خناقه المستمر لو واحدة من زوجاته سألته هيروح فين أو هييجي امتى، وحتى لو سألوه عن أي تفاصيل أخرى، ده غير المنع من الخروج إلا بإذن إلى آخره، وفرض السيطرة ده طبعًا عشان يقدر يعمل اللي هو عايزه بدون حساب من حد ويقدر أنه يبلغ زوجاته بجوازه في الوقت اللي هو يحدده.
اقرئي أيضا: