تلزم مؤسسة الغذاء والدواء جميع المؤسسات والمصانع الغذائية بإرفاق ملصق مع كل منتج غذائي، ليفصَل جميع محتويات ذلك المنتج من سعرات حرارية، وعناصر غذائية كبرى، وصغرى، وغيرها، ومن المهم جداً أن يعي المستهلك أهمية هذا الملصق، ويفهم مكوناته، ليصبح قادراً على استخدامه لشراء المنتجات الأفضل، والغنية بالعناصر الغذائية المفيدة لجسمه، ومع ذلك قد تغري بعض الملصقات الغذائية المستهلك، وتستهدف بذلك الفئة التي ترغب بإنقاص وزنها، أو تتبع نظاماً غذائياً قليلاً بالكوليسترول، أو الدهون، أو الملح، مما يزيد أيضاً اهمية قراءتها وفهمها جيداً قبل الشراء.

أهمية الملصقات الغذائية

الملصقات الغذائية تزود المستهلك بالمعلومات الأساسية

توفر الملصقات الغذائية معلومات أساسية حول المنتج الغذائي، كالسعرات الحرارية، وحجم الحصة، وكمية الدهون الكلية، ومنها الدهون المشبعة، و الثلاثية، والكوليسترول، بالإضافة إلى الكربوهيدرات، والبروتين، والفيتامينات، والمعادن، كما يحتوي الملصق أيضاً على قائمة بمكونات المنتج، وتساعد هذه المعلومات الشخص بتتبع ما يتناوله ويحصل عليه جسمه يومياً من عناصر غذائية، كما ينفع المستهلك في تجنب بعض المكونات التي قد تسبب حساسية لديه، أو لا يستطيع جسمه تحملها.

اقرأ أيضاً: الفرق بين حساسية الطعام وعدم التحمل

الملصقات الغذائية تساعد على التقليل من المكونات غير المرغوبة في النظام الغذائي

لقراءة وفهم الملصقات الغذائية دور كبير في تجنب المكونات التي لا يجدر بالشخص الإفراط في استهلاكها، فلا يجب على سبيل المثال أن يتجاوز ما يتناوله الشخص من الصوديوم يومياً الـ 2300 ملغ، بينما من المهم عدم تجاوز نسبة السكر والدهون المشبعة الـ (5-15)% من كامل السعرات الحرارية اليومية، ويساعد الملصق الغذائي على إدراك الكمية التي يتناولها الشخص، وتجنب شراء المنتج إن كان يحتوي على كميات كبيرة من المكونات والعناصر غير المرغوب بها.

الملصقات الغذائية تساعد في تحسين نوعية النظام الغذائي

لا يحصل الكثير من الأشخاص على العناصر الغذائية المفيدة لأجسامهم بالكميات الكافية، ويمكن للتحقق من الملصق الغذائي أن يساعد في ذلك، فيمكن على سبيل المثال لقراءة الملصق أن يزيد من ما يتناوله الشخص من ألياف، ويحصل على الكمية الكافية منها والتي تقدر بـ 25 غرام للنساء، و38 غرام للرجال، ومن الجدير بالذكر أن شكل المنتج الخارجي قد يخدع المستهلك، فلا يحتوي جميع الخبز البني مثلاً على الألياف، إذ يستخدم بعض المصنعين الملونات لجعلها باللون البني، مما يزيد عندها أهمية الملصق الغذائي لمعرفة ما إن كانت تحتوي على الألياف أم لا.

فهم الملصقات الغذائية

من المهم جداً قبل كل شيء أن يحدد الشخص هدفه قبل قراءة الملصق وفهمه، فإن كان يعاني من زيادة في الوزن مثلاً ويريد اتباع نظام غذائي لإنقاصه، فعليه عندها أن يتحقق أولاً من السعرات الحرارية في المنتج، ويقارن كميتها مع غيره من المنتجات، أما إن كان يعاني من بعض الأمراض المزمنة كارتفاع ضغط الدم فالتحقق من كمية الصوديوم الموجودة في المنتج هي الأهم.

للمزيد: نصائح لتخفيف الوزن

وفي ما يأتي خطوات لقراءة وفهم الملصق الغذائي قبل شرائه:

  • التحقق من حجم الحصة الغذائية: تحتل حجم الحصة الغذائية من المنتج، وعدد الحصص في كل عبوة رأس الملصق الغذائي، وغالباً ما يكون حجم الحصة الواحدة من المنتجات المماثلة قياسياً وموحداً، مما يسهل المقارنة بين مختلف المنتجات، فهي تُدون بنفس وحدة القياس، سواء أكانت بالكوب، أو القطعة، بالإضافة إلى ما يعادل هذه الكمية من غرامات، ومن المهم الانتباه إلى أن السعرات الحرارية والعناصر الغذائية الأخرى المدونة تستند إلى حجم الحصة الواحدة، لذلك يجب الانتباه لها، وإدراك عدد الحصص التي يستهلكها الشخص من المنتج.
  • التحقق من كمية السعرات الحرارية في الحصة الواحدة: يجب الانتباه إلى كمية السعرات الحرارية الموجودة في الحصة الواحدة، وكمية السعرات التي سيستهلكها الشخص في حال تناوله العبوة كاملة، ومن الطبيعي أن يضاعِف تناول حصتين كمية السعرات الحرارية والعناصر الغذائية المتناولة أيضاً، ولا بد من الإشارة إلى أن معرفة كمية السعرات الموجودة في المنتج قبل شرائه مهمة جداً عند الرغبة بإنقاص الوزن، ويمكن لحفظ القيم الآتية ودلالتها أن يساعد في اختيار المنتج:
  • المنتجات قليلة السعرات الحرارية، تحتوي 40 سعرة في الحصة الواحدة.
  • المنتجات التي تحتوي كمية متوسطة من السعرات، تملك 100 سعرة حرارية في الحصة الواحدة.
  • المنتجات التي تحتوي على كمية كبيرة من السعرات، تحتوي 400 سعرة حرارية أو أكثر في الحصة الواحدة.

اقرأ أيضاً: رجيم السعرات الحرارية

  • تجنب بعض العناصر الغذائية:غالباً ما يُدون أعلى قائمة العناصر الغذائية، هو ما يحصل عليه الناس بكميات كافية وكثيرة في معظم الأحيان، كالدهون المشبعة، والمتحولة، والكوليسترول، والصوديوم، فزيادة تناولها جميعاً يزيد خطر الإصابة بالأمراض المزمنة كأمراض القلب، وارتفاع ضغط الدم، وبعض أنواع السرطان، ولذلك من المهم جداً الانتباه إلى كميتها في المنتج، ومقارنته مع غيره من المنتجات لاختيار ما يحتوي على أقل كمية من تلك العناصر.
  • الحرص على الحصول على الكميات الكافية من عناصر أخرى: يلي العناصر الضارة في الملصق الغذائي، قائمة بالعناصر الغذائية المفيدة والضرورية لجسم الإنسان، والتي غالباً لا يحصل عليها معظم الأشخاص بالكميات الكافية، كالألياف، وفيتامين أ، وفيتامين ج، والكالسيوم، والحديد، فجميعها عناصر ضرورية جداً، تقي من الإصابة ببعض الاضطرابات والأمراض، فالكميات الكافية من الكالسيوم على سبيل المثال تقي من الإصابة بهشاشة العظام، أما الألياف فتعزز صحة الجهاز الهضمي.
  • فهم نسبة القيمة اليومية الغذائية: توضح % القيمة اليومية كمية العناصر الغذائية الموجودة في الحصة الواحدة، بالنسبة للكمية اليومية الموصى بها من العنصر الغذائي، فإن كان الشخص يهدف إلى التقليل والحد من تناول عنصر ما كالدهون المشبعة، أو الصوديوم فيجب اختيار المنتج الذي يحتوي عليها بنسبة يومية أقل من 5%، أما إن كان يهدف إلى زيادة تناول عنصر غذائي ما كالألياف مثلاً، فمن المهم اختيار ما يحتوي عليها بنسبة يومية أعلى من 20%، وهكذا.

تمييز العبارات التسويقية المضللة

يلجأ الكثير من مصنعي المواد الغذائية إلى استخدام عبارات وادعاءات صحية مضللة، تهدف إلى جذب انتباه المستهلك ودفعه للاعتقاد بأن المنتج صحي لشرائه، وهو أمر يجب إدراكه والحذر منه، ومن هذه العبارات:

  • خفيف أو “لايت”: يتم معالجة هذه المنتجات لتقليل الكمية التي تحتويها من السعرات الحرارية، والدهون، وغالباً ما يضيف إليها المصنعين الماء فقط لتخفيف نسبتها، ومن المهم جداً الانتباه إلى الملصق الغذائي لهذه المنتجات، والتحقق ما إن أُضيف لها مكونات أخرى بعد التخفيف لتحسين طعمها كالسكر مثلاً.
  • الحبوب المتعددة (بالإنجليزية: Multigrain): يعتقد الناس أن المنتجات التي تحتوي على الحبوب المتعددة صحية جداً، إلا أنه غالباً ما تكون هذه الحبوب مكررة، ما لم يدون على المنتج بأنه يحتوي على حبوب كاملة.
  • طبيعي: قد لا يعني ذلك أن المنتج طبيعي بالكامل، بل قد يشير في كثير من الأحيان إلى استخدام مكون واحد طبيعي فيه، كالأرز، أو التفاح مثلاً.
  • عضوي: ولربما تعتبر هذه الخدعة الأكثر شيوعاً على الإطلاق، فكلمة عضوي بحد ذاتها لا تشير إلى أن المنتج صحي تماماً، فالسكر العضوي على سبيل المثال هو سكر في نهاية المطاف بغض النظر إن كان عضوياَ أم لا!
    للمزيد: هل الغذاء العضوي أفضل لصحتك؟
  • قليل السعرات الحرارية: يجب أن يحتوي هذا المنتج على سعرات حرارية أقل من كمية السعرات الحرارية في المنتج الأصلي من نفس العلامة التجارية بمقدار الثلث، ولكن قد يحتوي منتج قليل السعرات الحرارية من علامة تجارية ما على نفس السعرات الحرارية الموجودة في منتج عادي من علامة تجارية أخرى، لذلك يجب على الشخص أن يكون ذكياً عن اختيار منتجه.
  • قليل الدهون: غالباً ما تُعالج هذه المنتجات لتقليل كمية الدهون فيها، مع إضافة السكر لتحسين طعمها، ولذلك يجب الانتباه إلى كمية السكر المدونة في الملصق الغذائي.
  • قليلة الكربوهيدرات: من المهم الانتباه إلى أن الأغذية المصنعة التي يُدعى بأنها قليلة الكربوهيدرات، ما زالت أغذية مصنعة ضارة!
    مصنوع من الحبوب الكاملة: قد تحتوي بعض المنتجات على الحبوب الكاملة بكميات ضئيلة جداً، لذلك من المهم الانتباه لقائمة المكونات، فإن لم تدُون ضمن أول 3 مكونات فغالباً ما تكون كمية صغيرة جداً لا تذكر.
  • مدعم: حتى ولو كانت بعض المنتجات مدعمة بعناصر غذائية مفيدة كفيتامين د مثلاً، فإن ذلك لا يجعلها صحية تماماً، مما يزيد أهمية التحقق من الملصق الغذائي لمعرفة ما يحتوي عليه المنتج بالضبط.
    اقرأ أيضا: أين يوجد فيتامين د
  • خالي من الجلوتين: المنتج الخالي من الجلوتين لا يعني دائماً أنه منتج صحي، إذ تخضع معظم هذه المنتجات إلى الكثير من عمليات التصنيع، وقد يضاف إليها كميات كبيرة من السكر، والدهون غير الصحية، لجعل طعمها مستساغاً.
  • منكه بالفواكه: ذكر أن المنتج الغذائي بطعم فاكهة ما كالفراولة، أو التوت، لا يعني أن هذه الفواكه الطبيعية استخدمت قطعاً في إنتاجها، فقد تكون مجرد مواد كيميائية تملك نكهة الفاكهة.
  • خالي من الدهون المتحولة (بالإنجليزية: Trans fat): يعتبر المنتج خالياً من الدهون المتحولة إن احتوى عليها بكمية أقل من 0.5 جرام للحصة الواحدة، ولكن يجب الانتباه إلى أن حجم الحصة قد يكون صغيراً جداً في الأصل، مما يزيد نسبة الدهون المتحولة فيها.

وعليه يساهم وعي المستهلك وفهمه الكامل للملصقات الغذائية بتجنبه هذه الادعاءات المضللة في بعض المنتجات، واختيار المنتجات الصحية والمناسبة لنظامه الغذائي، بالإضافة إلى الوقاية من الإصابة بالعديد من الأمراض الناتجة عن الاستهلاك المفرط لبعض المكونات التي قد لا يعرف بوجودها بالأصل، فكن ذكياً في اختيار غذائك!