يتساءل الكثير من العرب ماذا كان يطلق على اهل يثرب قبل الإسلام ؟، وفي هذا المقال في موقع موسوعة سنجيب بالتفصيل عن هذا السؤال، كما سنوضح طبيعة الحياة بمدينة يثرب قبل وبعد هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم.
ماذا كان يطلق على اهل يثرب
كان يُطلق قديمًا على المدينة المنورة اسم يثرب، وعندما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم وانتقل من مكة المكرمة، أطلق على يثرب هذا الاسم.
- وعند هجرة رسول الله سُمى أهل مكة المكرمة بالمهاجرين، وسُمى أهل يثرب أو أهل المدينة المنورة بالأنصار.
- وأطلق عليهم هذا الاسم لأنهم نصروا وأيدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في دعوته وفي رسالته.
- فعندما ذهب رسولنا الكريم إلى المدينة المنورة وجد في أهلها خير سند وخير نصير وخير دعم، فقد كانوا له للمهاجرين وللمسلمين الأوائل إخوة.
- فنصرتهم للدين الإسلام الحنيف أتاح لرسولنا الكريم بيئة أمنة، ووفرت له إمكانية نشر دعوته بالمنطقة.
- وكان الأنصار لهم دور فعال للغاية في الحفاظ على هذا الدين، وفي الدفاع على مبادئه وقيمه وأهدافه.
- فقد وضع أهل يثرب رسولنا الكريم وأصحابه في مكانة مميزة للغاية، وبذلوا كل غالي ونفيس من أجل الترحيب بهم.
- فقد كانوا يبذلون كل طاقتهم من أجل نصرة هذا الدين الحنيف، الذي وجدوا فيه الأمان والسلام، الذي كانوا يتمنوه كثيرًا.
- فأهل المدينة دعموا رسول الله وأصحابه في الوقت الذي تخلى عنهم الجميع.
- وعندما دخل رسول الله إلى المدينة المنورة قام على الفور بتغيير اسمها من يثرب إلى المدينة، وأُطلق عليها أيضًا طيبة، لطيب وكرم وأخلاق أهلها.
قال الله تعالى في سورة التوبة “مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُم مِّنَ الْأَعْرَابِ أَن يَتَخَلَّفُوا عَن رَّسُولِ اللَّهِ (120)”.
سكان المدينة قبل الهجرة
المدينة قبل الهجرة كانت تُسمى يثرب، واستمرت بهذا الاسم لفترة تتجاوز الـ1500 عام، ولم يتغير اسمها إلى المدينة المنورة إلا بعد هجرة رسول الله، أي قبل 1443 عام.
- سكان المدينة المنورة وهم الأنصار، قاموا بمبايعة رسول الله، وسُميت البيعة الكبرى، وتمت هذه المبايعة بمكة المكرمة، عندما جاء أهل المدينة لأداء مناسك الحج.
- وعندما وجد رسول الله بينهم الكرم والأخلاق والترحاب الشديد، قام باختيار مدينة يثرب ليهاجر إليها المسلمين هربًا من ظلم وبطش كفار قريش.
- وبالفعل بدأت هجرة المسلمين الأوائل مباشرة بعد البيعة الكبرى، واستقبل الأنصار المهاجرين خير استقبال، ورحبوا بهم بشدة.
- وعندما اطمئن رسول الله على المسلمين، وتأكد من هجرتهم وهروبهم تمامًا من بطش الكفار.
- هاجر رسولنا الكريم مع رفيقه أبو بكر الصديق إلى المدينة المنورة.
- واستقبل الأنصار وأهل المدينة الرسول ورفيقه خير استقبال.
- ومباشرة عندما دخل رسولنا إلى المدينة، قام بتأسيس مسجد قباء، وأصبح أول مسجد بالمنطقة للمسلمين.
- ومن ثم تم إنشاء مسجد الجمعة، ومن ثم المسجد النبوي الشريف.
- وكانت المساجد منابر للمسلمين، وأصبحت مؤسسات لتعلم ونشر العلم، ولقيمة المدينة المنورة وسُكانها أصبحت أول عاصمة إسلامية.
- وتم المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار.
قال الله تعالى في سورة الأنفال “إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوا وَّنَصَرُوا أُولَٰئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ (72)”.
- وسعى رسولنا الكريم إلى نشر مفاهيم وقيم الدين الإسلامي بين أبناء البلد، فكانت تُقام مجالس يومية بالمسجد من أجل نشر تعاليم الإسلام.
اسم يثرب بعد الهجرة
أصبح اسم يثرب بعد الهجرة المدينة المنورة، ونهى رسولنا الكريم عن استخدام اسم يثرب مرة أخرى، وبالنظر إلى التاريخ القديم فهناك آراء تؤكد أن يثرب هو اسم أحد أحفاد سيدنا نوح.
- وتكريمًا لهذه المدينة أطلق عليها رسول الله المدينة المنورة أو طيبة أو طابة، وكل هذه الأسماء تحمل معاني عميقة، تدل على الخير والكرم الوفير بأرض المدينة، والمتواجد بسكان المدينة.
- وعندما هاجر المسلمون إلى المدينة المنورة أصبحت منارة الإسلام، وساعد ذلك في زيادة أعداد المسلمين بشكل كبير.
- وأصبح المجتمع الإسلامي مجتمع قوي متماسك، وأصبح يدار بالمدينة الأمور السياسة والعسكرية أيضًا، بجانب نشر الدعوة الإسلامية.
- ولم يشعر أهل المدينة بالغربة عندما انتشر بينهم الدين الإسلامي، فقد كانت أخلاقهم تشبه بشكل كبير أخلاق المسلمين، وكان لهم نفس القيم والمبادئ الثابتة.
- وكرمهم الله تعالى في القرآن الكريم في أكثر من موضع، وذلك لأنهم كانوا خير سند ونصير للمسلمين الأوائل.
- وساندوا رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيرًا، وقد كان الإسلام في هذا الوقت يهاجمه الكثير بصورة مبالغ فيها.
- ووصل الأمر بهم أنهم جعلوا من المهاجرين إخوة لهم، يقوموا بمشاركتهم تفاصيل حياتهم، بداية من مصدر الرزق، وحتى بيوتهم.
- ولذلك بشرهم الله بخير كثير للغاية، فقد رضا الله عنهم، وبشرهم بنعيم الجنة التي ليس لها مثيل أبدًا.
قال الله تعالى في سورة التوبة “وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (100)”.
محبة رسول الله للأنصار
أحب رسول الله صلى الله عليه وسلم الأنصار حبًا جمًا، ودافع عنهم دائمًا، فقد كانوا خير عون للمؤمنين في الفترة الحرجة التي اشتد فيها بشكل كبير عذاب الكُفار.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “الأَنْصارُ لا يُحِبُّهُمْ إِلاَّ مُؤْمِنٌ، وَلا يُبْغِضُهُمْ إِلاّ مُنافِقٌ، فَمَنْ أَحَبَّهُمْ أَحَبَّهُ اللهُ، وَمَنْ أَبْغَضَهُمْ أَبْغَضَهُ اللهُ”.
- ففي الحديث الصحيح دلالة واضح على حب رسولنا الكريم للأنصار، وتقديره التام لكل ما قاموا بتقديمه لخدمة هذا الدين.
- وأمر المسلمين بأن يحبوا الأنصار، وأن ينزعوا من قلوبهم أي مشاعر بغض أو كره أو نفور.
- فالمسلمين لم يجدوا من الأنصار سوى المعاملة الطيبة الكريمة، وقد كان إيمانهم إيمانًا صادقًا، لم يرغبوا في أي شيء سوى رضا الله عز وجل ورضا رسوله الكريم.
- فقد كان إيمانهم صادق وكانوا مخلصين تمامًا، في نشر الدين الإسلامي.
- وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “والذي نفسه بيده إنكم أحب الناس إلي”.
- فأهل المدينة المنورة كانت قلوبهم صادقة تمامًا، وكانت خالية تمامًا من النفاق ومن الخبث ومن الكره، ولم تكن قلوبهم مريضة إطلاقًا.
- فقد كان تعاملهم بصدق ولين شديد ورحمة ورأفة مع المهاجرين، وقد فهموا بصدق تام المفهوم الإسلامي الأصيل أن المسلمين إخوة.
- والدليل الواضح على تمسك رسولنا الكريم بالمدينة المنورة، أنه حتى وبعد فتح مكة عاد رسولنا الكريم إلى المدينة المنورة مرة أخرى.
- وأصبحت المدينة هي منارة المسلمين، وعاصمة الإسلام الدينية والسياسية والعسكرية.
- وتوفى رسولنا الكريم ودٌفن بالمدينة المنورة، وكان ذلك تكريمًا لهذه الأرض المقدسة، التي استقبلت المسلمين في أكثر الأوقات صعوبة على الإطلاق.
- المدينة المنورة ظلت مكانتها مميزة للغاية لدى الخلفاء الراشدين، فقد ظل الأنصار لهم دور هام في إدارة شؤون المسلمين.
- وتم اختيار الكثير منهم ليكونوا معاونين للخلفاء الراشدين، وقد كانوا خير مستشارين.
وهكذا نكن قد أجبنا بشكل دقيق على سؤال ماذا كان يطلق على اهل يثرب ، كما أوضحنا الحياة بمدينة يثرب قبل الإسلام وبعد الإسلام.