ماذا لو فقد الاحسان من قلوب البشر

ماذا لو فقد الاحسان من قلوب البشر فلطالما أوصانا المولى عزز وجل بحسن الخلق وربما يعتبر ذلك واحد من الأمور التي لم يتحلى به أي إنسان بقدر ما تحلة به النبي الكبير –صلى الله عليه وسلم- فكان على خلق عظيم لأنه كان يمتلك صفة الإحسان التي لا تعتبر مجرد صفة إنسانية بل هي مرتبة من رواتب الإيمان ولما كان لها قدرًا عظيمًا في هذا المقال يقدم لكم موقع موسوعة كل ما تحبون معرفته عن الإحسان وكيفية التحلي به.

ماذا لو فقد الاحسان من قلوب البشر

دائمًا ما تجمع الخلقيات الحميدة الناس ليكونوا على قلبًا واحدًا لأنها تعمل على تقوية العلاقات والروابط فلماذا قد ينفر الإنسان من إنسان أخرى يتحلى بالخير والابتسام وحسن الخلق لكن لو لم يكن هناك إحسان بين الناس فهذا سيصل بنا إلى حال مختلف تمامًا:

• إذا غاب الإحسان عن قلوب الناس فهذا في النهاية سيؤدي إلى فرقة كبيرة بين أبناء المجتمع الواحد ويصبح الفرد معتمد على ذاته لا يحب الآخرين ولا يثق فيهم.
• تخيل أن تستيقظ صباح يومٍ يكون الناس فيه يكرهون بعضهم البعض ولا يراعوا تعالمي الدين ولا قوانين ويمكنهم أن يأذوا بعضهم البعض بكل سهولة فإذا لم تكن تحب أحدًا أقتله ولن تشعر بأي ذنب اتجاه ذلك، وإذا كنت أكثر شرًا لا تقتله بل أجعله يعاني كل يوم حتى يتمنى هو الموت وربما يؤدي ذلك به إلى نهاية المطاف بالانتحار ليتخلص هو من حياته.
• سنصبح في عالم لا يعطف فيه الكبير على الصغير ولا يحترم الصغير الكبير وسنكون أسوء من الحيوانات التي لا تمتلك عقلًا لكنها تمتلك قلبًا عطوفًا في النهاية فالكلب عرف عنه الحنان والوفاء والكثير من الحيوانات غيره كذلك والتي نرى أنها قد تدمر العالم حتى تنقذ أولادها فإذا غاب الإحسان عن قلوب الناس لن يكونوا حتى في أبسط المثل كهؤلاء الحيوانات.
• غياب الإحسان بين الناس سيجعل الإنسان لا يخجل من الله ولا يخافه وسيجعله هذا يرتكب الذنوب كل يوم وستتراكم المعاصي عليه ويبتعد عن الإيمان تمامًا وهو ما يجعل مصيره في النهاية معروف ألا وهو جهنم وبأس المصير دون وجود أمل للذهاب إلى أي مكان أخر.
• وفي النهاية وقبل الوصول إلى نار جهنم سيصل الإنسان إلى التهلكة وسيدمر هذا العالم بسبب الشر والجشع وستكون بالتأكيد هذه هي نهاية العالم.

تعريف الإحسان

الإحسان هو واحد من أهم الصفات الإنسانية التي يجب أن يتحلى بها كل إنسان لنعيش في عالم أفضل لأنه عبارة عن:

• الابتعاد عن الأذى وأن يتحلى الإنسان بكل الدوافع التي تجعله يرفض الإساءة بكل صورة من الصور فيرفض أن يسيء الإنسان إلى أخيه الإنسان، وأن يسيء إنسان في معاملة الحيوان، وأن يكون الإنسان جشع في التعامل مع الطبيعة من حولنا وأن لا يهتم ألا بمصالحه الشخصية.
• فالإنسان المحسن هو الذي يقوم بإتقان عمله على أكمل وجه حتى يستفاد به كل كائن حي، وأن يكون دائمًا ملتزمًا في كل المسؤوليات الموكلة إليه لعل في ذلك فائدة يحتاجها أخر، وأن يكون الإنسان دائمًا سندًا للآخرين حتى وإن كانوا غرباء عنه لأن في ذلك ثوابًا عظيمًا.
• الإحسان هو أن لا تقف مكتوف الأيدي عندما يطلب منك شخصًا ما يد العون وأن يكون في أشد الحاجة لك لأن الإحسان سيدفع دائمًا أن لا تكون في أي مكان ألا بجانبه وأنت تساعده بل ولن ترتاح حتى يصبح هذا الشخص في أفضل حال.
• ولا تنسى أن الأصل في الإحسان هو الإحسان في عبادة الله فلا تقصر في فروض وتعمل دائمًا على تحسين الأداء في النوافل وأن تتقرب إلى الله بقدر ما استطعت لأن الإحسان مع الله جزاءه خيرًا في الدنيا والأخرى.

الإحسان له مرتبتان

للإحسان نوعين إذا أتمهم على أكمل وجه كان من الذين ارتقوا إلى مرتبة المحسنين وعلى هذا فإن:

• الإحسان ينقسم إلى الإحسان إلى الخالق والإحسان إلى الخلق.
• الإحسان إلى الخالق هو أن تعبد الله في جميع أفعال وهذا يعني أنك ترا الله في كل شيء، فأنت تؤدي العبادات وأنت تقف بين يدين الله، وتحمد الله على ما أصابك من أقدار لأنها تأتي من عند الله، وتحسن عمله لأنه عبادة لله وقد أمر الله الإنسان أن يجتهد في عمله، تحب غيرك من الناس لأنهم خلق الله وتتصدق من أموالك لشكر الله.
• وثاني نوع من أنواع الإحسان هو الإحسان إلى خلق الله لأنهم عباده وقد كرم الله الإنسان وفضله وخصوصًا نحن الأمة المسلمة التي وعد الله نبيه أن لا يهلكهم مهما تمادوا في أفعالهم لوجود المسلمين لأننا خير أمة أرسلت للناس ولو كان فيما بينننا كفارًا. وبذلك يكون الإنسان محسنًا في كل أفعال حياته وهو ما يرتقي به في درجات الإحسان والتي تنقسم إلى:
• الإسلام: وهي الدرجة الأولى التي يكون فيها الإنسان مستلم لفكرة وجود الله والإيمان به ورسوله وأن يؤدي الخير على قدر ما استطاع سائل الله العلي العظيم الثواب.
• الإيمان: وهي أن يكون المسلم مؤمنًا بوجود الله ومقر بوجود الملائكة ولا يفرق بين أي أحد من الرسل فجميعهم رسلًا من عند الله ويعبدون الله وأن نؤمن بجميع الكتب السماوية المنزلة، وفي النهاية نحمد الله على القدر خيره وشره.
• الإحسان: وهي المرتبة الثالثة من الدرجات التي يتحلى بها المسلم حيث خيرًا له دائمًا أن يكون من المحسنين والمحسن هو الذي يؤدي حق الله كما لو أنه سيموت غدًا فلا يقصر في شيء ولا ينقص من أعماله شيء لأنه في النهاية يقدمها لله سبحانه وتعالى.

من فوائد الإحسان

لم لم يكن الإحسان مفيد بين الناس وله تأثير كبير على حياة الناس لما كان من أعلى مراتب الإيمان بل ويفوقه كليًا وذلك لأن الإحسان يعمل على:

• تقوية الروابط بين أبناء المجتمع الواحد فينشر فيما بينهم الحب والتآخي لأن سيكون الأخ سندًا لأخيه وسيساعد الغني الفقير، وسيكون الكبير عطوف على الصغير وسيكون هناك احترام بين جميع الناس وبالتالي سنعيش ليس فقط في مجتمع يسوده الخير بل في عالم أفضل بكثير مما نعيش فيه الآن.
• من يصل إلى درجة الإحسان يكون دائمًا في حفظ الله وعونه، فيكون الله موفقه في كل عمل يقوم به لأنه ينوي أن يتقنه ويزيل الله من قلبه الخوف والكسل وسوء الخلق.
• الإحسان هو أهم الوسائل التي يستطيع بها المجتمع أن يكون أكثر تحضرًا ورقي في التعامل مع الآخرين، فمن خلاله بالتأكيد ستقل معدلات الجريمة بل وقد تندثر تمامًا لأن المحسنين يحبون بعضهم البعض ولا يحملوا في قلوبهم ذرة حقد أو كبر.
• وإذا تحلى الإنسان بالإحسان من كل قلبه بالتأكيد سيكون السبب في تركه المعاصي والذنوب لأن سيخاف الله في كل فعل وسيكون له في كل فعلًا خوف من الله عز وجل وهو ما يزيد ثوابه ومعدل حسناته.

الإحسان الموصل للجنة

أوصانا الله تعالى بالإحسان وأكد أن جزاء الإحسان هو الإحسان لذلك إذا كنت تر يد أن تصل الجنة من خلال التحلي بالإحسان فكل ما عليك هو:

• أن تحسن في عبادة الله عز وجل وهي أن تعبده كأنك تراه وكأنه أمامك وهذا يعني أن تضع الله في خاطرك عند كل عمل تقوم به.
• أن تحسن إلى والديك فمن بعد الله سبحانه وتعالى ونبيه يأتي الوالدين في المرتبة فمعالتهم بالحسنى هي واحد من اجعل مراتب الإحسان.
• كن دائمًا محسنًا لأخوك المسلم وأحسن على اليتامى والمساكين لأنهم أكثر من يحتاج إلى التعامل بالرفق والرحمة.
• أحسن في عملك من خلال إتقانه والقيام به على أكبر قدر من الكفاءة واحتسب ثواب ذلك عند الله.