ماذا يحدث لدماغ أولادنا عندما نقول

Share your love

عندما تعرّفت الى زوجي رتشارد في أواخر سبعينيات القرن الماضي، كان يملك سيّارة رياضية من طراز “تراينف” كتب على لوحتها بفخر “YEESSS”. وعندما سألته عن معنى ذلك أجاب بسرعة، “يذكّرني بان أفكّر بإيجابية – بأن أقول نعم بدلاً من لا. أشعر بسعادة أكبر عندما أقول “YEESSS” (“نعععممم”)للحياة.”

عند العودة بالذاكرة الى ذلك الحديث، أرى أن ريتشارد كان حكيماً بالرغم من صغر سنّه. كان قد فهم ما احتاج علماء الجهاز العصبي سنين عديدة لاكتشافه – أن للسلبية صلة بتفاقم الضغط النفسي والتعاسة.
 

                           


قوة الـ  YEESSS

بيّن عالم الأعصاب الد كتور أندرو نيوبرغ والبروفسور مارك روبن والدمان، مؤلّفا كتاب “الكلمات تستطيع تغيير دماغك”، كيف تترابط السلبية والضغط النفسي. فعلى سبيل المثال، بمجرّد لفظ كلمة “كلاّ”، يطلق دماغنا عشرات الهرمونات والناقلات العصبية المثيرة للضغط النفسي التي تحدث الفوضى والبلبلة في وظيفة الجسم الطبيعية.

اكتشفت بارباره فردريكسون، وهي من روّاد حركة علم النفس الإيجابي، كيفية تأثير الأفكار الإيجابية على الدماغ. وتبيّن فردريكسون كيفية التغلّب على انحيازنا الى السلبية عبر تنمية نسبة ثلاثة على واحد. أي ثلاثة للأفكار الإيجابية مقابل واحد للأفكار السلبية

عندما نحقّق هذا التوازن، سيزيد احتمال دخولنا في علاقات ودّية و أوضاع منتجة في العمل.

فكّري للحظة في عدد المرّات التي يسمع فيها الأولاد والمراهقون كلمة  “لا” أو يختبرون السلبية في أسرهم أو صفوفهم. إن كلّ مرّة يتعرّض فيها الطفل للسلبية – إضافة الى أفكار الطفل السلبية الخاصة- تزيد من احتمال اصابته بالاضطراب العاطفي بمرور الوقت.

كيف نساعد أولادنا على تحقيق التوازن الأمثل بين السلبية والإيجابية؟

هناك عدّة قطع في هذه الأحجية. أوّلاً، علينا ان ندرك بأن تصرفات الراشدين تؤثّر في الأولاد. وثانياً، علينا أن نفهم كيف يطوّر الأولاد أنماط التفكير الإيجابي الخاصة بهم.

فن التواصل الإيجابي:
يلعب البالغون دوراً كبيراً في كيفية رؤية الأولاد للسلبية واستجابتهم لها. عند التواصل مع الأولاد، تذكّري المبادىء البسيطة التالية:

1.    توقّفي وفكّري في كلماتك:

قولي “نعم” كلّما كان ذلك ممكناً. وإن لم يكن بإمكانك أن تقولي “نعم”، أعيدي صياغة اجابتك لإطلاق حديث إيجابي. فعلى سبيل المثال، إذا طلبت منك سوزي تأخير موعد العودة الى البيت بعد السهرة الى الثالثة صباحاً، قد تشعرين بالرغبة في قول، “بالتأكيد لا!” ولكن عوضاً عن ردّ سلبي سريع، حاولي طرح سؤال لإطلاق حديث حول الموضوع. يمكنك أن تسألي سوزي، “اذا كنت أنت الأم، ما الذي يمكنه أن يقنعك بالسماح لابنتك بالسهر الى تلك الساعة المتاخّرة؟ قد تبدّلين او لا تبدّلين رأيك في النهاية، لكنّك ستجعلين سوزي تدخل في حديث ذي معنى سيساعدها على فهم الطريقة التي تتّخذين بها قراراتك. وهكذا تحمين دماغ سوزي ودماغك أنت أيضاً من بعض الهرمونات المسبّبة للضغط النفسي!

2.    انتبهي لطريقة كلامك:

الصراخ والشجار يؤدّيان الى افراز مواد كيميائية مؤذية في الدماغ. اذا شعرت بالإستياء  تجاه طفلك، خذي نفساً عميقاً وحاولي أن تسترخي قبل ان تتحدّثي معه. ان النظر في عينيه والكلام بنبرة لطيفة يبعثان بإشارات إيجابية الى الدماغ. عندما يتحادث الوالدان أمام الأولاد تكون الكلمات والطريقة التي تقال بها ، على نفس القدر من الأهمية. على غرار الدخان المنبعث من سجائر الآخرين، يؤثّر الصراخ سلباً في كل من في الغرفة!

3.    تكلّمي ببطء:

تظهر الدراسات ان التكلّم ببطء يولّد شعوراً بالهدوء، لا سيّما عندما نتكلّم مع أولاد قد يشعرون بالقلق او الغضب. ويؤدّي أيضاً التكلّم ببطء الى توثيق الروابط بين الناس، إذ يسمح لهم أن يفهموا بعضهم البعض بشكل أفضل.

بناء أسس الإيجابية عند الشباب:

اضافة الى انشاء قنوات للتواصل الصحّي، تشير الأبحاث الى ثلاث طرق لغرس جذور الإيجابية عند الأولاد. وهذه الطرق هي:

1. تطوير الشعور بالإمتنان:

عندما يتعلّم الأولاد كيف يتعرّفون الى الأشياء الجيّدة في الحياة و يقدّرونها، يطوّرون شعوراً بالرضا وحسّاً بالتفاؤل. في كتاب “قوّة الامتنان المحوِّلة”، تُعرض خمس طرق لتعزيز الامتنان في البيت والصفّ، بما فيها مساعدة الأولاد على التركيز على اللحظة الحاضرة وتعزيز خيالهم.

2. تحديد واختبار يوم ايجابي:

ان تمضية بعض الوقت مع العائلة والأصدقاء والقيام بالأشياء التي تستمتعين بها يساعدانك على تعميق علاقاتك. شجّعي أولادك على وضع برنامج ليوم يقضونه معك أو مع شخص قريب منهم ويجعلكم تشعرون بالسعادة. عند نهاية النهار، ساعديهم على الاستمتاع بتجاربهم الإيجابية عبر التفكير في الأشياء التي أسعدتهم أكثر من غيرها.

3. تطوير ذواتهم الى أفضل ما يمكن:

عندما يتخيّل الأولاد أنفسهم في أفضل حالة ممكنة، تزيد ثقتهم بأنفسهم. ونساعد أولادنا لكي يصبحوا أفضل ما بالإمكان عبر ابداء اهتمامنا بهم وبما يريدون أن يصبحوا عليه كشباب. اختاري الأوقات التي يشعر بها الأولاد بالرضا عن أنفسهم، وساعديهم على استرجاع أفكارهم ومشاعرهم. ما الذي يولّد لديهم شعوراً بالراحة والرضا؟ أخبريهم بما لاحظته فيهم.

المصدر : Psychology today
 

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!