ماذا يوجد داخل شركة جوجل؟

(ماني رايق) كلمة تسمعها كثيراً في بيئة العمل وفي المنزل والاستراحة وأماكن كثيرة. روقان المزاج والاستقرار النفسي لكل واحدٍ منا أمرٌ في غاية الأهمية وتحسب له شركات العالم المتميزة ألف حساب، خصوصاً أننا في عصر تتزايد فيه الضغوط والمنغصات بشكلٍ غير مسبوق. وتتأكد أهمية الاهتمام بالمزاج في الأعمال التي تقوم على اعتبار شخصي، أي لا أحد سواك يمكن أن يقوم بهذا العمل ويأتي على رأس الهرم لهذا النوع (النفسية) من الناس الكاتب والمحامي والمهندس!

Share your love

ولأجل هذا ظَهرَ مفهوم «صناعة المزاج» كما يحب أن يسميه البعض، وهي الحالة التي يصنع فيها الشخص الأجواء المناسبة له لأداء عمله، حتى وإن كانت غريبة وغير متوقعة أو يصعب تصور أن يعمل الإنسان في جو كهذا. وهي مجموعة من الطقوس والعادات المتراكمة التي يفعلها الإنسان عندما يقوم بعمل روتيني. يحكي لي صديق يعمل في مجال المحاماة أنه لا يمكن له كتابة مذكراته إلا في منتصف الليل بإضاءة خافتة مع موسيقى هادئة وفنجان قهوة ساخن يتخلّله سيجار كوبي. ودون هذا الجو يصعب عليه الخروج بشيء مُميّز!

زميل آخر يعمل في مجال الهندسة المعمارية لا يستطيع العمل إلا في قلب المنزل مع ضجيج أطفاله الصاخب وسط أكوام من المخططات والورق وهو يحتسي مشروباً غازياً! فتش في من حولك، تجد من يفضل أداء أعماله في الصباح الباكر، أو بعد الظهيرة وتجد قطاعاً عريضاً ليلياً، يفضل الهدوء ولحظات السحر للعمل وما سواها فترة خمول لا يقوى فيها ذهنه على التفكير بشيء أو إنجاز عمل بشكل جيّد.

في ذلك رسالة لمدراء القطاعات بأهمية فهم شخصيات موظفيهم وتفهم نفسياتهم والحالة المزاجية التي يمرون بها، فربما تكون مؤقتة يمكن للموظف تجاوزها مع مرور الوقت، أو قد يكون الحل بتوفير بيئة ملائمة لإنتاجية الموظف. في زيارة كاتب هذه الأحرف للسيليكون فالي جنوب مدينة سان فرانسيسكو بأمريكا ولمقر شركة جوجل تحديداً، كان مثيراً للتأمل أن وجدت في قلب شركة جوجل وفي منتصف مقر الشركة، ليس صالة اجتماع، أو معرضاً توثيقياً لتاريخ الشركة، ولا حتى صالة مبيعات أو عرض خدمات، وإنما ملعب كرة طائرة ممتلئ رملاً أبيض غاية في الجمال!

في ذات السياق تبني حالياً شركة أبل مقراً جديداً لها ضخماً جداً عبارة عن مكان يوفر للموظف جميع رغباته واحتياجاته لتفادي تقلباته المزاجية، ليصل لمرحلة لا يحتاج فيها لمغادرة المكان، حتى بعد انتهاء وقت ساعات الدوام!! وعلى ذكر أبل منحت الشركة هدية منذ فترة لموظفيها حول العالم كلفتها أكثر من 50 مليوناً، والسبب أنها تؤمن بقاعدة النجاح: أكرم موظفك أولاً، حتى يكرم الموظف زبونك ثانياً. إنها متلازمة لا يمكن أن تفترق، فكل الشركات التي تعاني في جانب خدمة العملاء، هي تعاني في جانب الاهتمام بالموظفين.

شركة (علم) السعودية متميزة في هذا المجال ولديها -مثلاً- برنامج لزيارة موظفي الشركة بعد تقاعدهم، وبرنامج آخر لزيارة عوائل موظفي الشركة الذين انتقلوا لرحمة الله. هذا له أثر لا يقدر بثمن على انتماء الموظف واعتزازه بالمنظمة التي ينتمي إليها، والأهم أداؤه الوظيفي وإخلاصه للكيان. ختاماً عزيزي المدير: «اضبط» مزاج موظفيك، حتى يحققوا لك المستحيل!

 

المصدر: صحيفة مكة.

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!