عواصم – يتسارع انتشار فيروس كورونا المستجد بشكل كبير في العالم وبشكل خاص في كوريا الجنوبية وإيران، في وقت رفعت فيه منظمة الصحة العالمية أول من أمس وضعه إلى أعلى مستوى درجة خطورة الوباء.
وانضمت ثلاث دول لتلك المسجلة لحالات إصابة بــ كورونا فقد أعلنت قطر أمس تسجيل أول إصابة، فيما أعلن في أميركا اللاتينية بعد البرازيل عن 3 إصابات في المكسيك لأشخاص كانوا سافروا إلى إيطاليا.
والشخص المصاب في قطر كان عائدا من إيران، قالت وزارة الصحة إنه قطري يبلغ من العمر 36 عاما، وهو أحد الذين قامت الدولة “بإجلائهم على متن طائرة خاصة من إيران وممن خضعوا للحجر الصحي” فور وصولهم للدوحة الخميس الماضي.
وبدأت الوزارة “فحص جميع الأشخاص المخالطين عن قرب للمريض وتنفيذ تدابير الحجر الصحي المناسبة”، حسبما نفلت وكالة الأنباء الحكومية.
وأحصت السلطات أمس في كوريا الجنوبية 3 حالات وفاة جديدة، ما يرفع العدد الإجمالي للوفيات في هذا البلد إلى 16، وذلك مع 594 إصابة جديدة، وهو أعلى ارتفاع يومي للإصابات في هذا البلد.
وبذلك، قارب عدد الإصابات في كوريا الجنوبية 3 آلاف إصابة، ما يجعلها ثاني أكثر بلد متضرر من وباء كوفيد-19 بعد الصين.
وفي إيران، نقلت إذاعة “بي بي سي فارسي” عن مصادر طبية تأكيدها أن عدد الوفيات بلغ 210 حالات في هذا البلد. ونفت الحكومة هذه الحصيلة التي تفوق بستة أضعاف الحصيلة الرسمية.
يأتي ذلك فيما رفعت منظمة الصحة أول من خطورة انتشار الفيروس في العالم إلى “أعلى مستوى”، ودعت جميع الدول التي لم تسجل فيها إصابات بعد إلى الاستعداد لوصول الوباء، محذرة بأنها سترتكب “خطأ مميتا” إن ظنت أنها بمنأى منه.
في الأثناء، سجلت في الولايات المتحدة ثلاث إصابات جديدة غير معروفة المصدر، تنضم لـ 62 إصابة فيما شهدت حالة وفاة واحدة بحسب ما أفاد الرئيس دونالد ترامب أول من أمس، والذي اعتبر أن “الصحافة دخلت في حالة من الهستيريا”، مؤكدا أن 35 ألف شخص يموتون من الانفلونزا كل عام في بلده.
وأرجأت واشنطن لأجل غير مسمى قمة رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، التي كان مقرراً عقدها في آذار(مارس) في لاس فيغاس، خشية من الوباء.
في نيويورك، أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن “الوقت ليس وقت هلع بل وقت الاستعداد بشكل كامل” لاحتواء تفشي فيروس كورونا المستجد.
وقررت السعودية الجمعة تعليق دخول مواطني دول مجلس التعاون الخليجي الى مدينتي مكة والمدينة على خلفية مخاوف من الفيروس، بعدما كانت علقت ايضا الخميس الماضي بشكل مؤقت دخول الراغبين بأداء العمرة وزيارة المدينة المنورة.
ولم تسجل السعودية اي اصابة بالفيروس على اراضيها ولكن معظم البلدان المجاورة سجلت عشرات الحالات في الايام الاخيرة غالبيتهم عائدون من ايران.
أما في الصين التي ظهر فيها الفيروس الجديد في كانون الأول ديسمبر، فيواصل عدد الوفيات والإصابات الانخفاض تدريجيا بفضل تدابير الحجر التي شملت أكثر من 50 مليون شخص.
لكن دولاً أخرى باتت تشكل مصادر انتشار كورونا مثل كوريا الجنوبية وإيران وإيطاليا بالدرجة الأولى.
وفي ظلّ تنامي كورونا تراجعت مؤشرات الأسهم في الأسواق الآسيوية والأوروبية، مسجلة خسائر تراوح بين 3و5 %.
وعرفت بورصة نيويورك أسبوعاً أسود مع انخفاض مؤشر داو جونز بنسبة 12 % خلال الأيام الخمسة الماضية.
وشهدت الأسواق المالية أسوأ أسابيعها منذ أزمة العام 2008-2009 المالية العالمية.
وعلقت الرحلات الجوية في الصين حيث كانت المراكز التجارية مقفرة واغلقت المدارس في اليابان لمدة شهر وألغيت الفعاليات والمعارض الدولية، وبات العالم مشلولا مع تفشي فيروس كورونا ما أثر على استقرار الاقتصاد العالمي.
كذلك تراجع النشاط التصنيعي في الصين في شباط (فبراير) إلى أدنى مستوى يسجله حتى الآن لمثل هذا الشهر.
وفي إيطاليا، بلغ عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد 888 حالةً، توفي منهم 21. وبات البلد بؤرة لانتشار الفيروس.
واتخذت روما تدابير جذرية لردع تفشي الوباء على أراضيها، من ضمنها إغلاق المدارس وإلغاء مناسبات رياضية وثقافية، وفرض الحجر الصحي على 11 بلدة في الشمال الذي يعتبر الرئة الاقتصادية للبلد.
وأعلنت السلطات الصينية أمس عن 427 حالة إصابة جديدة، وعن وفاة 47 شخصاً. وبالإجمال، أحصيت 79251 حالة إصابة و2835 حالة وفاة في الصين منذ بدء تفشي الوباء.
وفي باقي أنحاء العالم أصاب الفيروس أكثر من 5 آلاف شخص وتسبب بوفاة 80 شخصا.
رغم ذلك، تثير الأرقام بعض التفاؤل، حيث إنه من 85 ألف مصاب بينهم 79 ألف منهم في الصين، شفي منهم حتى الآن 36500 شخص، بحسب تعداد أجرته جامعة “جونز هوبكنز” في الولايات المتحدة، وجمعت فيه بيانات من منظمة الصحة العالمية ومن السلطات الصحية في كل بلد، فيما توفي 2835 شخصاً لغاية أمس.-(وكالات)