ماكرون لن يتساهل مع الطبقة السياسية في لبنان ويلوّح بإجراءات عقابية… ونائب حزب الله ينسحب من غداء بعبدا بسبب وجود نبيذ

بيروت- "القدس العربي": على وقع تظاهرة شعبية غاضبة في ساحة الشهداء تحت عنوان "غضب لبنان الكبير" تخلّلها هتافات ضد سلاح حزب الله ومواجهات مع الجيش وفرقة مكافحة

Share your love

ماكرون لن يتساهل مع الطبقة السياسية في لبنان ويلوّح بإجراءات عقابية… ونائب حزب الله ينسحب من غداء بعبدا بسبب وجود نبيذ

[wpcc-script type=”cc90673c784a40629a92bd16-text/javascript”]

بيروت- “القدس العربي”: على وقع تظاهرة شعبية غاضبة في ساحة الشهداء تحت عنوان “غضب لبنان الكبير” تخلّلها هتافات ضد سلاح حزب الله ومواجهات مع الجيش وفرقة مكافحة الشغب، وعلى وقع تجمّعات عند صخور نهر الكلب تحت عنوان “من الولادة إلى السيادة” هاجمت أهل السلطة وقمعها للحريات وخاطبتهم بالقول”أنتم أدوات الفتنة، أينعت عروشكم وحان وقت قطافها ووقت جلائكم”، كان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يجول في المناطق اللبنانية ويلتقي رئيس الجمهورية ميشال عون في قصر بعبدا الذي أقام له مأدبة غداء دعا إليها معظم الطبقة السياسية في وقت يعاني أكثر من نصف الشعب اللبناني من الجوع والعوز والدمار، ما يعيد إلى الأذهان أغنية فيروز “الرعيان بوادي والقطعان بوادي”.

وخلافاً لزيارة ماكرون الأولى غداة الانفجار في مرفأ بيروت في 6 آب/ أغسطس التي علّق عليها كثير من اللبنانيين آمالاً بالتخلّص من الطبقة السياسية الحاكمة، فإن ما رافق الطريقة التي تمّ فيها تكليف السفير مصطفى أديب برئاسة الحكومة والتقاء القوى السياسية مجدداً على إنتاج نفسها بتوافق بين الرئيس سعد الحريري والثنائي الشيعي والتيار الوطني الحر، أحبط ثوار 17 تشرين الأول/ أكتوبر، كما أحبط الكثيرين ممن ينادون بإصلاحات وبتطوير النظام، مستغربين الدعوة إلى مثل هذه الإصلاحات في ظل عدم نزع سلاح حزب الله، وتكرار السيناريو عندما بقي بند الانسحاب السوري من لبنان في اتفاق الطائف مبهماً، فسقط الإصلاح وسقط لبنان.

غير أن ماكرون، الذي لاحقه الناشطون معترضين على التسوية، حاول إيصال العديد من الرسائل السياسية وغير السياسية، أبرزها قوله “لن أتساهل مع هذه الطبقة السياسية في لبنان، وإذا لم يحدث تغيير في الشهور الثلاثة المقبلة فقد يترتّب على ذلك إجراءات عقابية ونحجب خطة الإنقاذ المالية”.

وخلال تفقّده مرفأ بيروت والورشة الجارية لرفع الركام والأنقاض، أدلى ماكرون بحديث إلى محطة Brut الفرنسية أعلن فيها أنه “اقترح آليّة متابعة للأشهر القليلة المقبلة، لأنّنا لن نحرّر أموال مؤتمر سيدر طالما لم يتمّ تنفيذ الإصلاحات”. ورأى أنّ حزب الله “هو حزب يمثّل جزءا من الشعب اللبناني ومُنتخَب، وهناك شراكة اليوم بينه وبين أحزاب عدّة أُخرى، وإذا لم نُرد أن ينزلق لبنان إلى نموذج يسيطر فيه الإرهاب على حساب أمور أُخرى، يجب توعية حزب الله وغيره من الأحزاب بشأن مسؤوليّاتها”.

ولدى سؤاله عن مطالبة شعبية باستقالة رئيسي الجمهورية والمجلس النيابي قال “إن المجلس النيابي تمّ انتخابه من الشعب، ولا يمكنني القول إنّه يجب أن تتغيّر الطبقة السياسيّة بأسرها، ولا أستطيع أن أطرح نفسي كبديل عنها، وهناك انتخابات نيابية وعلى الشعب أن يفرز واقعا سياسيا جديدا إذا أراد ذلك”.

وعن الحكومة قال الرئيس الفرنسي “بعد التكليف الذي حصل في أسبوعين، على خلاف العادة إذ كان يأخذ أشهرا، ننتظر الآن مرحلة التأليف ونأمل أن يتمّ الدفاع عن مصلحة الشعب اللبناني”. كما شدّد على “أنّنا نريد معرفة الأرقام الحقيقيّة بشأن النظام المصرفي اللبناني، وندعو إلى تدقيق في الحسابات”. وأعلن أنه “لا يعرف الرجل الّذي تمّ تكليفه إثر الاستشارات النيابية الملزمة، وهو أتى نتيجة المشاورات، ونأمل بأن يتحلّى بالكفاءة المطلوبة”، مركّزا على أنّه “لا بدّ من تشكيل الحكومة بسرعة وإصلاح قطاع الكهرباء ومكافحة الفساد وإصلاح معايير التعاقد الحكومي والنظام المصرفي”.

وأضاف في تصريح الى صحيفة “بوليتيكو” أن الشهور الثلاثة المقبلة ستكون حاسمة في ما يتعلق بتحقيق التغيير في لبنان، وأوضح أنه “إذا لم يحدث تغيير فقد يترتّب على ذلك فرض إجراءات عقابية، يمكن أن تتراوح بين تعليق مساعدات إنقاذ مالي وعقوبات على الطبقة الحاكمة”.

وكانت صحيفة ” لوفيغارو” أوردت عدداً من الأسماء التي كان من المحتمل أن تشملها العقوبات التي لوّح بها الرئيس الفرنسي، وتشمل الرئيس نبيه بري، ورئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل، ورئيس الحكومة السابق سعد الحريري، وبنات الرئيس عون.

وفي محطات ماكرون غداء سياسي في قصر بعبدا انسحب منه نائب حزب الله محمد رعد وتردّد أن السبب تقديم النبيذ، واستثني من الغداء نائب القوات اللبنانية بيار بو عاصي الذي كان وصف عون بـ”غول الموت”، وكانت له لقاءات في قصر الصنوبر جمعته بالبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الذي أبلغه اعتراضه على أي حل على حساب لبنان وتعدديته، وتأييده تطوير النظام من دون المساس بالمناصفة بين المسلمين والمسيحيين واعتماد طروحات كالمثالثة. كذلك التقى ماكرون رؤساء الأحزاب والكتل النيابية الذين سبق والتقاهم في المرة الفائتة، علماً أن هناك توجّهاً لزيارة ثالثة لماكرون أعلن عنها قصر الإليزيه في كانون الأول/ ديسمبر المقبل.

من جهته، شنّ رئيس حزب “التوحيد العربي” وئام وهاب هجوماً عنيفاً على “من يسمّون أنفسهم زعماء”، وقال في تغريدة “بعد اللي شفناه من إذلال من يسمّون أنفسهم زعماء وهم أصغر خدم لأي أجنبي، نستطيع القول إننا أبدلنا البرازي بالكرواسون”. وأضاف “راح غزالي إجا ماكرون”.

Source: alghad.com
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!