ما أخلاق المسلم

‘);
}

الأخلاق الإسلامية

بعث الله -تعالى- نبيّه محمّداً -صلّى الله عليه وسلّم- إلى الناس كافّةً برسالة الإسلام، وكتب أن يكون محمّد -عليه الصلاة والسلام- خاتم الأنبياء، وتكون دعوته ورسالته خاتمة الرسالات السماويّة، فكانت رسالة الإسلام داعيةً إلى توحيد الله تعالى، وقصده بالعبادة وحده، والتزام كلّ أوامره واجتناب كلّ نواهيه، على جملة ما تضمّه هذه الأوامر والنواهي من أقوالٍ وأفعالٍ، سواءً أكانت متعلّقة بالعبادات، أو المعاملات، أو الأخلاقيات، والسلوكيات، ولعلّ الأوامر والنواهي على اختلافها تسعى إلى تهذيب النفس الإنسانية وتقويمها، والرُّقي بها حدّ القرب من درجات الكمال الإنساني، وشاهِد ذلك ما قاله النبي صلّى الله عليه وسلّم: (إنَّما بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ مكارمَ الأخلاقِ).[١]

كما جاءت الكثير من العبادات في نصّ القرآن الكريم لتهذيب النفس وتحسين أخلاقها، فالأمر بالصلاة جاء مقروناً بكونها ناهيةً عن الفواحش ومُنكَرات الأفعال، كما في قول الله تعالى: (اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ ۖ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ۗ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)،[٢] كما بيّن الله -سبحانه وتعالى- في موضع آخر من كتابه أنّ في أداء عبادة الزكاة تطهيراً للنفس: (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ ۖ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)،[٣] ممّا يؤكّد على أهميّة الأخلاق ومكانتها في الإسلام، لذا جعل الإسلام التحلي بها والتزامها هو الغاية من أداء العبادات والتكاليف، فما هي الأخلاق التي يجب على المسلم الالتزام بها؟