‘);
}

أسباب لعيان النفس

لا يُعد لعيان النفس، أو الغثيان (بالإنجليزية: Nausea) مرضًا قائمًا بذاته، وإنّما عرَض قد ينجم عن عدد من الأسباب يأتي بيان أهمها أدناه:[١]

أسباب لعيان النفس الأكثر شيوعًا

تتعدد الأسباب التي قد تؤدي إلى الشعور بالغثيان أو لعيان النفس، وإنّ أكثرها شيوعًا ما يأتي:

  • الغثيان الصباحيّ أثناء الحمل: يُعدّ الغثيان الصباحيّ خلال فترة الحمل من أكثر حالات لعيان النفس شيوعًا،[٢] فبالاستناد إلى نتائج الدراسة المُجراة في مجلة “BMJ Clinical Evidence” في عام 2009 م فإنّ أكثر من نصف النساء الحوامل يُعانين من الغثيان والتقيؤ، عادة ما يظهر الغثيان في الأسبوع الرابع أو السادس من الحمل، وقد يكون أولى علامات الحمل ظهورًا، ويستمر حتى الأسبوع الثاني عشر أو حتى السادس عشر غالبًا، ويجدر التنبيه إلى أنّ الغثيان لا يُلحق الضرر بصحة الأم أو جنينها، ولكن في حال كان الغثيان متبوعًا بقيء شديد للغاية فقد تُشخّص إصابة المرأة الحامل بالقيء المفرط الحملي (بالإنجليزية: Hyperemesis gravidarum)، ويجدر أخذ الحيطة والحذر في حال الإصابة بهذه الحالة؛ فتركها دون علاج قد يُسبب نقصًا في العناصر الغذائية المهمة للأم وجنينها وكذلك قد يُحدث خللًا في توازن الكهرليات، وعليه يمكن القول إنّ مراجعة الطبيب أمر مهم للغاية في حال كانت المرأة تُعاني من التقيؤ الشديد أو المستمر؛ وذلك لاتخاذ الإجراءات اللازمة ووصف العلاج المناسب.[٣][٤]
  • استخدام بعض العلاجات: قد يُسبب أخذ بعض أنواع الأدوية الشعور بالغثيان، بمعنى أنّ لعيان النفس يكون أثرًا جانبيًا لبعض الأدوية، ومن المؤسف القول إنّ الغثيان أو لعيان النفس يُعدّ أكثر الآثار الجانبية التي تترتب على أخذ الأدوية شيوعًا، وحقيقة يمكن أن تُسبب الأدوية جميعها على اختلاف أنواعها شعورًا بالغثيان، ومن الأمثلة عليها: أدوية العلاج الكمياويّ، وبعض أنواع المضادات الحيوية، وبعض مسكّنات الألم القوية، وقد تتراوح شدة الغثيان ما بين انزعاج بسيط لا يكاد يكون ملحوظًا إلى انزعاج شديد يؤثر سلبًا في حياة المصاب، وفي سياق الحديث عن الغثيان المرتبط بالأدوية يُشار إلى أنّ حدوثه لا يعني الحساسية تجاه هذا الدواء في العادة، فالحساسية تفاعل قوي يتمثل بظهور طفح جلدي مصحوب بمواجعة صعوبة في التنفس،[٥][٦] ومن العلاجات الأخرى التي تسبّب الغثيان العلاج الإشعاعيّ (بالإنجليزية: Radiation therapy).[٧]
  • فرط حاسة الشمّ: (بالإنجليزية: Hyperosmia)، وهي الحالة التي تزداد فيها الحساسية للروائح، وعادة ما تكون مصحوبة بأعراض مزعجة، وقد تظهر هذه الحالة بشكل متقطع أي بين الحين والآخر، ولا سيّما إذا كان المصاب يُعاني من مشاكل صحية أخرى، مثل صداع الشقيقة، أو عدوى الجهاز التنفسي العلويّ، وقد تكون مشكلة فرط حاسة الشمّ دائمة بحيث يُعاني منها المصاب باستمرار، وذلك إذا كانت ناجمة عن التفاعلات الجينية، والجيد أنّ أغلب حالات فرط حاسة الشمّ على اختلافها لا تتطلب علاجًا، والغريب في الأمر أنّ المصاب بهذه الحالة قد تكون لديه حاسة الشم قوية للغاية تجاه بعض الروائح بينما يكون أقل تحسسًا لروائح أخرى، وأما بالنسبة لردة فعل المصاب تجاه الروائح على اختلافها؛ فهي تتفاوت من شخص لآخر؛ فقد يكون البعض معجبًا بذلك وقد يكون البعض الآخر منزعجًا أو يتصرف بشكل طبيعيّ للغاية وتكون ردة فعله عادية، وأمّا بالنسبة للرابط بين هذه المشكلة والغثيان؛ فقد تبين أنّ البعض قد يشعر بالغثيان كأحد أعراض هذه المشكلة.[٨]
  • فقدان الشهية: حقيقة يوجد رابط وثيق بين فقدان الشهية والغثيان، فالغثيان قد يُسبب فقدانًا في الشهية، وفقدان الشهية يحول دون تناول الشخص المعني الطعام وبالتالي تزيد فرصته من المعاناة من الغثيان، وقد ترتبط المعاناة من هذين العرَضين بعدد من الحالات الصحية، فيما يأتي بيان أهمّها:[٩]
    • التسمّم الغذائي: يمكن أن تُسبب البكتيريا والفيروسات تلوثًا غذائيًا، بحيث يُسبب هذا الغذاء تسممًا عند تناوله، ومن أعراض الإصابة بهذه الحالة: الغثيان، وفقدان الشهية، ومغص أو ألم في البطن، إضافة إلى المعاناة من ارتفاع ملحوظ في درجات الحرارة، والإسهال، والتقيؤ.
    • الحساسية من الأطعمة أو عدم تحملها: يمكن أن تُسبب الحساسية من طعام معيّن شعورًا بالغثيان، وقد يلحق ذلك التقيؤ وألمًا في البطن، ومن الأعراض الأخرى التي تدل على الإصابة بحساسية تجاه طعام معين: تدميع العينين، وحكة الجلد، والعطس، الشرى أو الطفح الجلديّ، إضافة إلى الانتفاخات، وعادة ما تظهر هذه الأعراض بعد تناول الطعام بفترة قصيرة.
    • ممارسة التمارين الرياضية: قد يُعاني البعض من فقدان الشهية (أي عدم القدرة على تناول الطعام) إضافة إلى الشعور بالغثيان بعد ممارسة التمارين الرياضية، والجدير بالتوضيح أنّ هذه الأعراض غالبًا ما يُعاني منها الرياضيون الذي يمارسون رياضات التحمل، كعدّائي الماراثون، وأمّا بالنسبة للأسباب التي تُفسّر معاناة هؤلاء الرياضيين أو ممارسي الرياضة الشاقة عامة من الغثيان فيمكن إجمالها بقولنا إنّ ممارسة التمارين الشاقة تسحب الدم من المعدة وأجزاء الجسم الأخرى، مما يُسبب الشعور بالغثيان، فضلًا عن أنّ شرب الماء بكميات قليلة جدًا أو كثيرة جدًّا يُسبب الغثيان كذلك.