‘);
}

الأخلاق الحَسَنة

لا يكاد يختلف أحد على أنّ الأخلاق الحسنة من الأمور المهمّة التي لا يستغني عنها أيّ مجتمع، أو جماعة، أو فرد، فلا يستقيم التواصل والاتصال بين النّاس على نحوٍ سليمٍ، ولا تنتظم العلاقات على تنوّعها دون الأخلاق الحَسنة، فإذا انعدمت أو تخلّف النّاس عنها وعن التحلّي بها، وقع المجتمع برُمّته والنّاس كلّهم في حرجٍ، وتأثّرت حياتهم تأثّراً بالغاً؛ فالأخلاق الحَسنة هي عماد المجتمعات والأُمم، وهي التي تَقِيها من الانحرافات، وتعصمها من الفساد والانزلاق في وحْل التخلّف الثقافي والحضاري، وتتعدّى أهميّة الأخلاق الفرد لتشمل المجتمع بأسره، فما معنى الأخلاق، وما هي آثارها وأهميّتها على الفرد والمجتمع؟

تعريف الأخلاق

الأخلاق في اللغة جمع للفظ الخُلُق، وهي مُشتقَّة من الجذر اللغوي خَلَقَ، وهو راجع إلى أصلين؛ أحدهما دالّ على ملامسة الشيء، والآخر دالّ على تقديره؛ وهو المعنى المُراد، وإلى هذا الأصل ترجع لفظة الخُلُق؛ لأنّ صاحب الخُلق يُقدَّر عليه، ويُقال: فلان خليق بكذا؛ أي يُقدّر فيه ذلك،[١] والخُلق هو الدِّين، والطّبع، والسّجيّة كما قال ابن منظور في كتاب لسان العرب.[٢]