ما اعراض التهاب الغدد الليمفاوية

}
التهاب الغدد الليمفاوية
يتكوّن الجسم البشري من مجموعة كبيرة من الغدد التي تنتشر في أماكن مختلفة منه وتقوم بوظائف متعددة، ومن الأمثلة عليها الغدد الكظرية، والغدة الدرقية، والغدد الدمعية، والغدد الليمفاوية. الغدد اللمفاوية هي مئات الغدد التي تكون على شكل عقد صغيرة الحجم ترتبط مع بعضها البعض من خلال سلسلة وأوعية تشبه إلى حد كبير الأوعية في الدورة الدموية، وتعد جزءًا من شبكة واسعة تنتشر في جميع أجزاء الجسم، وتتركّز في بعض الأجزاء، كمنطقة الرقبة، ووراء وأسفل الأذنين، ومنطقة الإبط، والذراعين، والصدر، والبطن.
هذه الشبكة هي الجهاز اللمفاوي الذي يُعدّ جزءًا مهمًا من الجهاز المناعي الذي يقوم بدوره بالدفاع عن الجسم والتصدي للأمراض والالتهابات المختلفة، وتتمثّل الوظيفة الرئيسية للعقد الليمفاوية بتوجيه السائل الليمفاوي عن طريق الأوعية الليمفاوية إلى جميع أنحاء الجسم بعد تنقيته وترشيح جميع المواد الضارة وتركيز خلايا المناعة، لاسيّما خلايا الدّم البيضاء التي تساعد في مكافحة العدوى عن طريق مهاجمة وتدمير الجراثيم التي يتم نقلها من خلال السائل اللمفاوي.
‘);
}
الغدد اللمفاوية تُعدّ خطًّا من خطوط الدفاع في الجسم، وتقوم بالإضافة إلى حماية الجسم من مسببات الأمراض بالعديد من الوظائف الأخرى؛ فهي تساعد على امتصاص الدهون والفيتامينات من الأمعاء، وتعيد السوائل والدم المتسرب من الأنسجة إلى الدورة الدموية. حالة التهاب الغدد اللمفاوية هي إشارة أو دليل على وجود مرض معين أو التهاب في أجزاء أخرى من الجسم؛ حيث تُرسل الغدد اللمفاوية خلايا مناعيةً ومركبات مقاومةً للأمراض، وتعمل بصورة أكبر من الوضع الطبيعي، فقد تصبح ملتهبةً أو منتفخةً ومؤلمةً[١]،[٢]،[٣].
أعراض التهاب الغدد الليمفاوية
يمكن أن يسبب التهاب العقدة الليمفاوية مجموعةً متنوعة من الأعراض، تختلف باختلاف السبب الرئيس، ومقدار الالتهاب والتورم، بالإضافة إلى اختلاف موقع الغدد الليمفاوية المتورمة والملتهبة، ومن أهم هذه الأعراض ما يأتي[٣]،[٤]:
- توّرم وتضخم الغدد الليمفاوية، وهو من أكثر الأعراض شيوعًا، والتي تشير إلى تعرضها للالتهاب.
- ألم شديد في منطقة الغدد، يزداد عند محاولة لمسها.
- سيلان في الأنف، خصوصًا عند تضخم الغدد الموجودة في الرقبة.
- ألم شديد في الحلق.
- ارتفاع درجة حرارة الجسم.
- تضخم وتورم اليدين والقدمين، وعادةً ما ينتج ذلك عن وجود انسداد في النظام الليمفاوي.
- التعرق بصورة ملحوظة، لاسيّما أثناء الليل.
- احمرار الجلد، أو وجود خط أحمر على امتداد مكان العقد الملتهبة.
- وجود تضخم صلب وسريع النمو في الغدد، وعادةً ما يشير هذا التضخم إلى إصابتها بالسرطان.
- امتلاء العقد اللمفاوية بالسوائل والخراج، وتسرب بعض هذه السوائل من العقد إلى الجلد المحيط بها.
أسباب التهاب الغدد الليمفاوية
غالبًا ما يحدث التهاب وتضخم الغدد اللمفاوية في الجسم نتيجةً لاستجابة مناعية ضد البكتيريا أو الفيروسات أو الفطريات، أو كاستجابة لمقاومة نمو وتطور خلايا غير طبيعية، وغيرها من مسببات الأمراض، وعادةً ما تلتهب الغدد القريبة من مكان الإصابة أو الورم، وقد يحدث التهاب العقد اللمفاوية نتيجةً للعديد من الأسباب الأخرى، ومن ضمنها[٥]،[٦]:
- ارتشاح بعض الخلايا الموجودة خارج العقد إلى داخلها، مما قد يسبب تعرّض مناطق مختلفة من الجسم لمرض السرطان.
- التهابات ناتجة عن إجراء عملية قريبة من المنطقة التي توجد فيها هذه الغدد، كعمليات الفك والاسنان.
- عدم الاهتمام بنظافة الأسنان، مما يتسبب بظهور العديد من المشاكل الصحية في الفم، والتي يمكن أن تنتشر إلى الغدد الليمفاوية وتؤدي إلى التهابها وتضخمها[٧].
- التهابات الجلد الفيروسية أو البكتيرية أو الجروح العميقة.
- الإصابة بفيروس نقص المناعة المكتسبة وغيره من الفيروسات.
- الإصابة ببعض الأمراض التي تسبب التهاب نادرًا لهذه الغدد، منها: مرض السل، والذئبة، ومرض الزهري، والتهاب المفاصل الرثواني، وداء المقوسات، أو مرض خدش القطط (بارتونيلا).
تشخيص التهاب الغدد الليمفاوية وعلاجه
يُشخّص هذا المرض عادةً من خلال الفحص السريري للمريض، والذي تظهر من خلاله أعراض تضخم الغدد واضحةً، ويستطيع الطبيب أن يُشخّص سبب الإصابة بالاعتماد على المكان الذي تعرضت فيه الغدد للتضخم، وعلى ملمسها وحجمها وصلابتها، وقد يتم إجراء العديد من الفحوصات الإضافية للتأكد من السبب الرئيس وراء التهاب الغدد اللمفاوية، مثل: اختبارات الدم للتحقق من الالتهابات، واختبارات التصوير، مثل الأشعة السينية أو الأشعة المقطعية للبحث عن الأورام أو مصادر العدوى؛ لأن مجموعةً واسعةً من الحالات يمكن أن تسبب التهاب العقدة الليمفاوية.
في بعض الحالات قد يأخذ الطبيب خزعةً من أنسجة العقد الليمفاوية الملتهبة للتأكد من سلامة الغدد من وجود أي أورام أو خلايا سرطانية، وعادةً لا تحتاج إلى العلاج، لاسيّما في حالات الالتهابات الطفيفة أو العدوى التي يتمكّن الجهاز المناعي في الجسم من التغلّب عليها، لكن في بعض الحالات يكون التدخل العلاجي وأحيانًا التدخل الجراحي ضروريًا للحالة، فيُعالج هذا المرض عن طريق مجموعة من التدابير العلاجية والإجراءات المنزلية، ومنها[٨]،[٩]:
- أخذ قسط كافي من الراحة.
- الإكثار من شرب السوائل، التي تساعد في الوقاية من الإصابة بالجفاف الناتج عن الحمّى والتقيؤ أو الإسهال، لا سيّما في حالات التهاب الغدد اللمفاوية لدى الأطفال.
- تطبيق الكمادات الرطبة والدافئة على منطقة الإصابة، لتخفيف التضخم والألم الناتج عن الالتهاب.
- تناول بعض مسكنات الألم والأدوية الخافضة للحرارة للتخفيف من الأعراض وزيادة الشعور بالراحة.
- تناول بعض الأنواع من المضادات الحيوية لمعالجة الالتهابات البكتيرية المتوسطة والشديدة في حال وجودها.
- استنزاف الخراج، وتفريخ الغدد اللمفاوية الملتهبة من السوائل المتجمعة داخلها، وعادةً ما يتم هذا الإجراء في العيادات الخارجية تحت تخدير موضعي للمنطقة، وسحب الخراج والصديد من الغدد الملتهبة عبر إجراء قطع صغير في المنطقة، وفي العادة ينجح هذا الإجراء في تقليل التوّرم وتخفيف الالتهاب في الغدد المصابة[٣].
- في حال كان التضخم ناتجًا عن أسبابٍ غير طبيعية أو أمراض معينة فهو يُعالَج حسب السبب، مثل معالجة مرض السرطان في حال كان تورم العقدة الليمفاوية بسبب ورم سرطاني، فهناك العديد من خيارات العلاج، والتي تشتمل على إجراء العمليات الجراحة لإزالة الأورام، والعلاج الكيميائي، والعلاج الإشعاعي.
المراجع
- ↑“Lymph Nodes and Cancer”, cancer, Retrieved 2019-10-20.
- ↑“What Are Lymph Nodes?”, webmd, Retrieved 2019-10-20. Edited.
- ^أبتKati Blake (2018-1-4), “Lymph Node Inflammation (Lymphadenitis)”، healthline, Retrieved 2019-10-20. Edited.
- ↑“lymphadenitis”, hopkinsmedicine, Retrieved 2019-10-20. Edited.
- ↑“Lymphadenitis”, medlineplus, Retrieved 2019-10-20. Edited.
- ↑Elizabeth Partridge (2019-2-12), “Lymphadenitis”، emedicine.medscape, Retrieved 2019-10-20. Edited.
- ↑Alexander K.C. Leung, “Cervical lymphadenitis “، cancertherapyadvisor, Retrieved 2019-10-20. Edited.
- ↑“Mesenteric lymphadenitis”, mayoclinic, Retrieved 2019-10-20. Edited.
- ↑“What Is Lymphadenitis? – Definition, Symptoms & Treatment”, study, Retrieved 2019-10-20. Edited.
