‘);
}

الإسلام

الإسلام في الاصطلاح الشرعيّ ينقسم إلى قسمين؛ الأوّل: الإسلام العام؛ وهو عموم الخضوع والانقياد لأوامر الله تعالى، والاستجابة له في كلّ مكان وزمان، وهو دين جميع الأنبياء والرسل عليهم السلام، ودليل ذلك قول الله تعالى على لسان إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام: (رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ)،[١] والقسم الثاني: الإسلام الخاص، والمقصود به متابعة الشرع الذي جاء به آخر الأنبياء والمرسلين محمّد صلّى الله عليه وسلّم، فهو الدين المقبول عند الله -تعالى- ولا يقبل غيره بدليل قول الله تعالى: (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ)،[٢] ووضحّ الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- ذلك بقوله (والذي نفْسُ محمدٍ بيدِهِ، لا يسمعُ بي أحدٌ من هذه الأمةِ، لا يهودِيٌّ، و لا نصرانِيٌّ، ثُمَّ يموتُ ولم يؤمِنْ بالذي أُرْسِلْتُ به إلَّا كان من أصحابِ النارِ).[٣][٤]

وإذا ذُكر الإسلام مطلقاً يُراد به كلّ ما فيه انقياد وتسليم لله تعالى، وكلّ ما بعث به محمّد -صلّى الله عليه وسلّم- من العقائد والأقوال والأفعال وجميع الأمور الظاهرة والباطنة، أمّا إذا ذُكر مقترناً بالإيمان فلا يدخل في معناه إلّا ما كان ظاهراً من الأعمال كالأقوال والأفعال، فكلّ ما ينطق به اللسان أو تكتسبه الجوارح يدخل فيه، ويكون الإيمان حينها هو ما يتعلّق بأعمال القلوب كالعقيدة وما فيها من إيمان بالله والملائكة والكتب والرّسل والقدر واليوم الآخر، وأشار الله -تعالى- في القرآن الكريم للتفريق بينهما في المعنى؛ حيث قال: (قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا).[٥][٦]